TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
معادلة جديدة في سوق العمل
25/03/2014 - 1:00am

طلبة نيوز-سميح المعايطة

احد أهم تداعيات لجوء الاشقاء السوريين للاردن دخول عشرات الالاف منهم الى سوق العمل، ونقول عشرات الالاف وربما تكون الارقام أكبر بكثير لان من يقيمون في المخيمات هم ( اعداد رمزية ) قياسا للمقيمين في المدن، فمخيم الزعتري وهو الاكبر فيه حوالي ( 120 ) ألف لاجئ سوري، بينما بقية ال ( 1.3 ) مليون هم في المدن، علما بان اعداد الهاربين من المخيم الى المدن او الخارجين بكفالة احد، او الذين يعملون في المدن ويعودون للمخيم، كل هذه الاعداد تزداد مع تزايد اساليب الالتفاف على الاجراءات او استخدام اساليب غير شرعية في ( الهجرة من المخيم الى الحضر ) !!
وما هو مؤكد ان الاردن يتعامل مع هجرة الاشقاء ببعد عربي وانساني، والاردنيون مهما اشتكوا من تداعيات الهجرة والنزوح من الاشقاء فانهم في النهاية يتعاملون بكل ود واخوة، ولهذا لم نشهد أي حادثة اعتداء او اساءة من أي اردني على أي شقيق، بل ما جرى في المخيم احيانا كان العكس بحق رجال الامن، فضلا عن بعض الجرائم الجنائية المحدودة بحق الاردنيين 0
ربما لا تستطيع أي جهة رسمية ان تضبط سوق العمل الاردني بتركيبته التي تضم العديد من الجنسيات في كل القطاعات، لكن ما هو مؤكد أن دخول الاشقاء السوريين الى هذا السوق بأعداد ضخمة وبظروفهم الخاصة تجعل المنافسة معهم من قبل العمالة الاردنية وحتى من الاشقاء المصريين صعبة جدا 0
فاول ما يتطلبه الامر لاي عمالة غير اردنية هو الاقامة وما تفرضه من رسوم وتكاليف ولا أدري ان كانت هناك رسوم اقامة على الاشقاء السوريين لكن طبيعة الازمة والنزوح جعلتهم خارج هذه المعادلة، والامر الثاني هو الاجر الذي تقبل به العمالة السورية التي اصبحت حاضرة في كل المجالات، فالعامل السوري يقبل براتب لا يزيد عن (150 ) دينارا شهريا، وهذا الرقم لا يمكن الاعتقاد انه يكفي شخصا واحدا يريد استئجار بيت وممارسة حقه في تناول ولو وجبة واحدة يوميا، لكن ( 150 ) دينارا كما يقول البعض تتحول لغايات ( التحويش ) والادخار، لان الاشقاء السوريين يتقاضون من الجهات الدولية الراعية للجوء اجرة البيت، كما تتقاضى العائلات الشقيقة مواد غذائية وتموينية تكفيها كامل الشهر على شكل كوبونات تسوق، اضافة الى ما تتقاضاه من الجمعيات والجهات الخاصة المعنية بمساعدة الاشقاء السوريين0
نقدر جميعا الظروف الانسانية للاشقاء ومعاناتهم، لكنني اتحدث عن المعطيات باعتبارها عوامل مؤثرة في سوق العمل وتجعل الشقيق السوري يقبل براتب منخفض لايمكن للعامل الاردني ان يقبله لانه لا يكفي لاي شيء، وحتى الشقيق المصري الذي يدفع رسوم اقامة ويدفع ثمن سكنه واكله وشربه فان المبلغ الموجود لا يمكنه ان يكفيه 0
مرة اخرى نتحدث عن سوق العمل الذي اصبحت معادلته مختله بالنسبة للاردني واي وافد آخر، بينما الاشقاء السوريين بما يأيتهم من مساعدات مالية ومواد غذائية تكفي حاجاتهم يقبلون بالرواتب المتدنية، لان الراتب ليس مطلوبا منه تغطية تكاليف الحياة 0
مع صعوبة معادلات السوق فان الحالة الحالية تحمل ظلما للاردني وتضييقا للخيارات حتى على العمالة الاخرى، لكن ما يهمنا هو الاردني وفرصة عمله، مع التاكيد مرة اخرى على التعاطف الكامل مع الاشقاء والتقدير لظروفهم 0

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)