TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مطلوب وزارة للقهر!
02/02/2020 - 4:45pm

د. مفضي المومني.
لماذا… ..؟ بعض الدول وصل الترف فيها إستحداث وزارة للسعادة، وفرت لمواطنها كل سبل الحياة الكريمة وإضافة لذلك تبحث عن تدليله أكثر ، فأنشأت هذه الوزارة لتبعث السعادة في النفوس… !
في بلدنا الذي نحب… استفقنا بالأمس على خبر مفجع، بوسعيدي الأردن الذي انتحر لأن البلدية صادرت البسطة التي يعتاش منها، أنا لا أؤيد الأنتحار ولا الفوضى، رحم الله الشاب فقد اوجعتنا قصته فهو انتحر وأسمعنا صوته، ولكن ثمة غيره من يموت يومياً او يموت موتاً بطيئاً لنفس الأسباب، ثمة طبقة في بلدنا تعاني من القهر، اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، ولمن لا يعرف، هنالك من لا يجد قوت يومه، هنالك من يستدين خبز أطفاله، هنالك من يستجدي عملاً ليطعم اولاده، مواطننا اصبح مثقلا بالهم الاقتصادي حد القهر، هنالك الكثير من العائلات العفيفة التي تظهر بمظهر عدم الحاجة والقناعة ومن الداخل لديها الف حاجة وحاجة، هل جربت أن لا تجد مصروف ابنك الصباحي ليذهب لمدرسته؟ هل جربت أن تطلب منك ابنتك شراء لعبة بسيطة لا تجد ثمنها؟ هل جربت أن يسألك اولادك ما هو اللحم؟ والسمك؟ هل جربت ان تكون مثقلا بالديون وتختفي عن الأنظار لكي لا يطلبك اصحاب الدين! وأنت لست نصاباً بل لا تقدر أن تفي بالدين! هل جربت ان يكون راتبك 250 دينار لعائلة من 7-10 أنفار منهم من هو بالمدرسة والجامعة! وماذا ستعمل هذه الدنانير أمام حاجات عائلة للاكل والملبس والتعليم، لن أتحدث عن حاجات أساسية أو كمالية بل حاجات يومية بسيطة بحدها الأدنى، صحيح اننا شعب زعلان كما كتب عنا ذات مرة المرحوم فخري قعوار… لكن هذا الزعل اصبح فقراً… والفقر اصبح قهراً أمام حالة عجز تسري في عروق ارباب العائلات والشباب نتيجة أوضاع إقتصادية متردية ومتطلبات وغلاء وضرائب، أزعم أن 99% من الشعب الأردني أنقهر من فاتورة الكهرباء الأخيرة وسابقاتها… !، تصحوا مثل كل خلق الله تريد أن تعمل وتجد وتجتهد لتترزق من عرق جبينك، فلا تجد فرصة عمل، تنهشك حاجات من حولك ولا تستطيع عمل شيء من قلة الحيلة وذات اليد، ماذا تفعل؟ لا شيء تنتابك غصة في القلب وقهر، البعض يحتمله والبعض يصبر والبعض ينتحر او ينهي حياته او يتمنى الموت للبحث عن الخلاص… المسؤلية مشتركة ولكن على الحكومة المسؤولية الأكبر لرعاية الناس، من هنا لا يبدو ترفاً ولا ضربا من الجنون أن نطالب بوزارة للمقهورين، لترعى شؤونهم وتحل مشاكلهم، وزارة تستطيع الفعل، يلجأ اليها كل محتاج وكل من سُدت الدنيا في وجهه، لانه إذا لم ينتحر ووصل لدرجة اليأس فقد يصبح مشروع مجرم! هذا الشاب الذي انتحر لو وجد جهة حكومية يلجأ اليها ويضع مظلمته وحالته بين يديها لما انتحر، نعم نحن بحاجة لوزارة للمقهورين والمسحوقين، لترعى شؤونهم وتعمل على حل مشاكلهم وإعادتهم لمواطنتهم التي نحب، ربما يضحك البعض من الفكرة أو يعتقد انني اُنظر، لكني اعني ما أقول وأنا ابن قرية وأعيش حالة الناس وأعرف حجم القهر الذي نجنيه بحق بعضنا، اقتصاديا أو معنوياً، يجب أن نتوقف كثيرا عند حادثة الإنتحار ونتقاسم المسوؤلية حكومةً وشعباً تجاه حالة القهر التي بدأت تجتاحنا ،… .حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)