TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مصدر دبلوماسي: واشنطن تعيد دراسة خياراتها في سورية
20/02/2014 - 3:15am

طلبة نيوز-
قال مصدر دبلوماسي إن الولايات المتحدة "ربما تكون في مرحلة إعادة النظر في سياستها تجاه سورية"، لأنها "تلقي باللوم" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في تعثر المحادثات في جنيف.
وأكد المصدر، أن الولايات المتحدة "لن تتورط في حرب بسورية"، وان هذا الأمر "لا نقاش فيه". كما أنها "لن ترسل جنودها الى الأرض" في سورية، الا ان الوضع المتزايد سوءا في الداخل السوري، وبعد تراجع الآمال التي كانت معقودة على جنيف 2، "جعلها تعيد التفكير بخياراتها السابقة، وبخيارات جديدة ايضا".
وسيطرت الاستراتيجية، التي من المتوقع ان تكون الادارة الأميركية تتدارسها حاليا تجاه سورية، على تغطيات وتحليلات أبرز الصحف الأميركية خلال اليومين الماضيين.
وتأتي تصريحات المصدر الدبلوماسي، وسط تزايد التحليلات والأنباء في الايام القليلة الماضية، عن تغير محتمل في الاستراتيجية الاميركية والغربية تجاه الأزمة السورية، والاقتراب اكثر لدعم العمل العسكري ضد الرئيس الاسد، فيما نقلت وكالة الانباء الفرنسية اول من امس عن مصادر سورية رسمية ومعارضة تأكيدات بـ"استعداد مقاتلي المعارضة السورية، المتواجدين جنوب سورية للقيام بهجوم واسع النطاق على دمشق، بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الأردن".
وكان مصدر حكومي اردني اكد، "أنه لا يوجد في الأردن أي عمليات تدريب للمعارضة السورية، وأن المملكة لا تقوم بأي أمر من شأنه إذكاء الصراع داخل سورية".
في هذا السياق، قالت صحيفة "نيويروك تايمز"، في افتتاحيتها اول من امس، ان مسؤولين اميركيين "يرون ان قبضة الأسد ازدادت قوة"، وان الفضل الكبير بذلك، يعود لدعم روسيا وايران. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم ان "سورية تستخدم طائرت الهليكوبتر، المزودة من قبل روسيا على الأغلب، بالمحركات واجزاء اخرى"، لمهاجمة حمص، وان ايران تشحن الأسلحة، وتنشر قوات "فيلق القدس" لمساعدة الأسد، وكذلك تشجع حزب الله اللبناني على القتال الى جانبه.
الصحيفة اشارت الى ان الرئيس الأميركي باراك أوباما "طلب من مستشاريه مراجعة الخيارات القديمة والجديدة، لتقوية المعارضة (السورية) وتخفيف الأزمة الانسانية"، ولكن الصحيفة اعتبرت ان "تزويد المعارضة بالمال، ووسائل التنقل والاستخبارات، لن يغير موازين القوى على الأغلب". وألمحت الى ان ادارة اوباما "قد لا تعترض على التسليح السعودي" للمعارضة.
وخلصت الى ان "الادارة الأميركية لن تغير من استراتيجيتها، التي ترفض الضربات الجوية، او تزويد المعارضة مباشرة بأكثر من الكميات المحدودة المتاحة الآن من الاسلحة"، ولكن "من غير الواضح ان كانت ادارة اوباما تنازلت عن اعتراضها على تزويد السعودية للمعارضة بأسلحة متطورة".
الى هذا، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في الصين الجمعة الماضي، ان من الواضح أن الأزمة السورية "تكبر ولا تصغر"، وان هناك حوالي 50 % زيادة في عدد اللاجئين السوريين الى الخارج، و33 % زيادة في عدد النازحين في الداخل، منذ تشرين الأول (اكتوير) الماضي، وان "الوضع يسوء بشكل دراماتيكي".
وقال كيري "عدنا الآن للأمم المتحدة، لأن الوضع يتطلب ان يقف العالم المتحضر، ويكافح من اجل الضحايا اليوميين للعنف، القادم من البراميل المتفجرة، والصواريخ التي تطلق على ابرياء والجوع والحصار، والعالم يجب ان يعرف ويجد الرد المناسب".
واضاف كيري، في ذات التصريحات، التي رأى فيها مراقبون دلالة على تغير في النهج الأميركي تجاه الأزمة السورية، أن "الرئيس اوباما طلب منا جميعا خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي هولاند مؤخرا ان نفكر بعدة خيارات، قد تكون موجودة او غير موجودة"، بمعنى خيارات جديدة.
الا انه أكد ان هذه الخيارات "لم تقدم بعد"، ولكن التقييم وفقا للظروف، جار الآن، و "عندما تكون هذه الخيارات صحيحة، وعندما يدعو لها الرئيس، سيكون هناك نقاش حولها".
محليا، قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الأردن، اندرو هاربر انه "لا يستطيع التعليق على النية لإنشاء مناطق عازلة داخل سورية"، بحسب ما يتردد في بعض الأنباء، وذلك "لأن هذا الأمر له علاقة بالوضع داخل سورية".
الا ان هاربر أكد، في تصريح خاص بـ"الغد"، انه "يجب فعل شيء داخل سورية، بما يتعلق بايصال المساعدات الانسانية لمن هم بأمس الحاجة لها"، وقال "هناك من يتحدث بهذا الصدد، ويأخذ القرارات في جنيف وفي نيويورك، ومحادثات ثنائية مع الدول ذات العلاقة".
واعتبر ان الأطراف المعنية تتحدث في العادة عن خيارات عدة، وان "فشل مباحثات السلام في جنيف ربما جعل الناس يتحدثون مجددا في الأمر"، في اشارة منه الى انشاء مناطق عازلة.
وفيما شدد هاربر على ان كل ما يستطيع ان يتحدث بشأنه هو عن وضع اللاجئين في الأردن، "بما انني ممثل المفوضية هنا"، الا انه أكد على ضرورة "ايصال المساعدات داخل سورية".
كما اكد المسؤول الأممي انه يتوقع لجوء اعداد اكبر من السوريين الى الأردن، بعد فشل الجولة الثانية من جنيف، مبررا ذلك بان "الوضع داخل سورية، يتجه من سيئ الى أسوأ، و"جنيف 2" كان فقط مثالا على ذلك".
وتابع شارحا "قليل من الاطفال (في سورية) يذهبون للمدرسة.. واغلب المستشفيات والمراكز الصحية غير قادرة على العمل، والبطالة بين السكان، ومزيد من الجماعات المتورطة في القتال.. وهناك انعدام للأمل"، لذا فان هذه العوامل داخل سورية "تشكل اسبابا كافية ليغادروا بلدهم".
وأشار، في هذا الصدد، الى ان اعداد السوريين اللاجئين للمملكة "بدأت فعلا تتزايد"، واوضح ان "ارتفاعا بسيطا شهدناه ليلة اول من امس، فقد عبر 600 لاجئ، في حين كان العدد يتراوح بين 300 الى 400 يوميا منذ شهرين"، وختم بقوله "ليس مفاجئا اننا على الأغلب سنرى المزيد من السوريين، الذين يتطلعون للقدوم الى الأردن وتركيا ولبنان، في الأسابيع المقبلة".
الى ذلك، وفي سياق المؤشرات التي تشي بتغيرات محتملة على السياسة الاميركية والغربية تجاه الازمة السورية، ذكر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الاثنين الماضي، ان "استياء اميركا من المحادثات المتعثرة حول سورية، والبحث عن طرق للضغط على النظام وحليفته روسيا، جعلا الادارة الأميركية، تعيد النظر بخياراتها، المتراوحة ما بين توسيع الجهود لتدريب وتسليح المعارضة المسلحة، الى انشاء مناطق حظر طيران"، وذلك نقلا عن مسؤولين مطلعين على تلك المداولات.
واعتبر التقرير ان هذا يعني ان "الادارة الأميركية تفكر مرة اخرى بالخيارات العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية، التي قدمت سابقا للبيت الأبيض، والتي وضعت جانبا حينها لمتابعة المناقشات الدولية".
واضافت ان "الاحباط المتنامي بمسار جنيف، ورفض روسيا لممارسة ضغوط على النظام السوري، للموافقة على محادثات لحكومة انتقالية، أدت بالولايات المتحدة الى اعادة تقييم خياراتها".
ونقل التقرير عن مسؤول اميركي، فيما يتعلق بالخيار العسكري ان "هناك احساسا عاما بان الأوان آن لأخذ نظرة مختلفة"، وأن "هناك نقاشات عالية المستوى في البيت الأبيض قد تبدأ هذا الأسبوع"، وان هناك "سعيا للضغط وبناء دعم من حلفاء، وانه تم اطلاع مسؤولين اوروبيين بالقرار الخاص بالنظر في الخيارات".
واشار المسؤول في ذات التقرير الى ان الوزير كيري "يقود الدعوة لاعادة النظر في الخيارات"، بما يتضمن "استخدام صواريخ بعيدة المدى، لمنع الأسد من استخدام طائراته، ولخلق مناطق انسانية، لتدريب المعارضة، للاحتفاظ بمناطق خارج سيطرة النظام، واخراج الجماعات المرتبطة بالقاعدة".
فيما اشارت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية امس، الى ان "المعارضة السورية تضغط من جديد لاقناع ادارة اوباما لتزويدها بأسلحة متطورة، لأن الضغط العسكري على الأسد هو أمر لا بد منه الآن، بعد تعثر مفاوضات جنيف".
وقالت الصحيفة: "الداعمون للمعارضة المعتدلة من العرب والغرب، وعدوا بمساعدات كبيرة من الأسلحة، بعد تعثر المحاثات"، وذلك نقلا عن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة المعارضة أسعد مصطفى، والذي قال إن "الوعود الآن جدية أكثر من السابق".
الغد

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)