TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مدى تقصير الجامعات الأردنية في تعميق الانتماء للأردن
07/08/2014 - 3:00pm

طلبة نيوز-صـابر الهزايمه
الجامعة الهاشمية
لاشك أن الجامعة مؤسسة حضارية متطورة وهي من المؤسسات الوطنية القادرة على إحداث التغييرات الجزئية والكلية في سلسلة طويلة من التراكمات السلبية عبر فترات زمنية طويلة مختلفة،وهي موطن الإبداع والعلم وهي أحد قادة بناء المجتمع بما توفر لها من علوم و أهداف أنشئت لتحقيقها لتكون فاعلة في شتى المجالات العلمية والثقافية والسياسية والوطنية وغيرها.
وسأكتفي بالحديث عن دورها المأمول في تنمية النشء وإعداد الأجيال القادرة على خدمة وطنها علماً وفكراً وثقافة وانتماء، ومدى تأثيرها الايجابي أو السلبي في بناء الوطن على أسس من عناصر القوة المطلوبة لتحصينه والارتقاء به نحو آفاق المستقبل وتعميق وشائج العلاقة وتقوية أساسها وجذورها بينه وأبنائه وذلك بربطهم بتاريخهم وتراثهم وإيجاد الحلول الناجعة للمعيقات التي تعترض مسيرته وتسليحهم بالعقل والعلم معاً ليشكلوا مع جامعتهم ومؤسسات وطنهم المختلفة منظومة فاعلة وقوية في قدرتها على التغيير؛ تغيير النمط والتقليد إلى الإبداع والمعاصرة وبما يخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن.
لكن ما نشهده في جامعاتنا اليوم وللأسف الشديد هو غير ذلك في كثير من صوره خاصة ما يتعلق منها بدورها المهم والخطير في تعميق انتماء طلبتها (أبنائها) لوطنهم وبعث روح العمل المخلص فيهم والبناء والتطوير على أساس من الوعي والتخطيط العلمي لمستقبلهم ومستقبل وطنهم إضافة إلى الفخر والاعتزاز به وبمنجزه وخلق روح العزيمة الصادقة في النشء بتحفيزهم وتقديرهم وتهيئة وسائل المعرفة الحضارية المتكاملة واللازمة لذلك ، وخلق روح فياضة وينابيع عدبة لينهلوا منها فتروي ظمأهم وتعمق انتماءهم لتاريخ آبائهم وأجدادهم وتعظيم جهودهم وإكمال أهدافهم السامية في إقامة وطن مشرق متضامن يعمل فيه الجميع لخدمة مستقبل أبنائهم بفيضٍ من الإدراك والوعي الحضاري الشامل.
لذلك فإن نظرة متفحصة على دور الجامعات الأردنية لتحقيق هذا الهدف يجعلنا نقف مذهولين إزاء تخليها عن دورها في هذا المقام والاكتفاء بتخريج أفواج لتكون وسيلة هدم عوض أن تكون وسيلة بناء وتطوير وعاملاً من عوامل الغربة والاغتراب عن أهلها ووطنها بدل أن تكون الفاعل الملتزم بأهدافه السامية في البناء والأعمار والحضارة بكل دلالاتها ومفاهيمها.
إن الثقافة الضحلة وشبة المفقودة عند غالبية خريجي جامعاتنا هي مأساة وملهاة ، مبكية مضحكةاً، وأخص منها ما يتعلق بالوطن (الأردن) بتاريخه وجغرافيته وهمومه وتحدياته الخطيرة والمتعددة ومعاركه التي خاضها وقدم فيها دم أبنائه الشهداء البررة في القدس وبقية مدن فلسطين دفاعاً عن عروبة الأمة وإسلامها وترجمة لنهجه القومي والتزامه بدفع الخطر والأذى عن أشقائه العرب والذود عن حماهم وحمى الأردن، كما تجلّى ذلك واضحاً في الكرامة والجولان وبما نشهده من إيثار في بناء اللحمة العربية بصدق التوجه لتقديم كافة الإمكانات المادية والمعنوية للإخوة الأشقاء في العراق وسوريا وغزة وقبلهم لبنان والسودان والصومال وغيرهم الكثير، مثلما شاركهم في فتح أبواب الأردن للملايين العرب وطناً آمناً لهم ومصدر عيشٍ كريم بعد أن حُرموه في بلادهم أو ضاقت عليهم السبل ، وكذلك ما يتعلق بالثقافة الوطنية القادرة على خلق الاستقرار وإضفاء روح المهابة عليه ، لا تحقيره وأهانته والسخرية والنيل منه وقد تبدى ذلك بالكثير من صور العنف الجامعي والمجتمعي وصور البطالة بين الشباب وقد تعففوا عن مهارات وأعمال مقدسة عند غيرنا، مخجلة عندنا وكيف يكون ذلك والجامعات الأردنية لا تتحدث حتى في منهج التربية الوطنية الذي تدرّسه عن شظف عيش الاردنيين في بدايات القرن الماضي وصبرهم الدؤوب لتوفير لقمة العيش وكسوة ابنائهم وتعليمهم من اصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن شرقه الى غربه وعن صمودهم وثباتهم في جبال الشراه وعجلون ودورها ودورهم في قتال الأعداء والمستعمرين وصدهم عبر كافة مراحل تاريخ الأردن المختلفة مثلما لا تتحدث مناهج التربية الوطنية عن أم الجمال أو البتراء وقد ضرب ملكها الأردني الحارث الثالث أروع صور البطولة والإيثار في دفاعه فلسطين وعن مؤاب ومأدبا والزرقاء والمفرق وجبل العرب وبُصرى الشام وسيناء.
وأين ما تقدمه الجامعات الأردنية من بسط المعلومة ومقارنتها علمياً مع غيرها من حقائق التاريخ والسياسة والإنسانية والتسامح ، كأساس من الأسس التي قامت عليها منظومة العقد التاريخي المشرق مع قيادتها الهاشمية التي حفظت دم الأردنيين وكرامتهم، فلم تزج بهم في غياهب السجون أو تعلق لهم المشانق في شوارع مدنهم، فكان ان نادوا بالوحدة والحرية والحياة الأفضل ,, وأين ما تعلشمه الجامعات الأردنية عن مفكري الأردن وعلمائه وأدبائه وشعرائه المبدعين.
فما الذي يعرفه ابناؤها عن سعيد الصليبي وعرار ووصفي التل وحابس وهزاع المجالي وكايد العبيدات وأبو تايه وعن الارتباط العضوي الأخوي قبل الجغرافي بين نابلس والسلط والكرك والخليل وعن عدد محافظات الأردن هل هي عشرة أو ثمانية او غير ذلك ، أين الجامعات ودورها مما يحدث في معان مثلاً والزعتري واللُبّن وأين كليات السياسة والإعلام في بيان صورة الأردني الحقيقية والمشرقة ودوره في كلّ ما يدور حوله من تناحر طائفي وعرقي وانحطاط سياسي وأخلاقي مذهل، والسؤال:
لماذا وُجدت جامعتنا التي تزيد في عددها يوماً يعد يوم لتصل الثلاثين جامعة ؟!! دون أن تكون مؤثرة في خلق شابٍ ومجتمع ووطن يعرف أن إطلاق النار في مناسبة زواج أو طهور طفل مأساة وصورة من صور التخلف الاجتماعي والحضاري، ودون أن تكون مؤثرة في إفهام الجميع بأن من يحصل على معدل الستين في الثانوية العامة لا يحق له ولا لأهله أن يقيم الدنيا ولايقعدها ولا حتى لمن حقق معدل المائة بالمائة بحيث يقلق راحة الوطن كله بالعيارات النارية ومواكب السيارات وهي تطوف الشوارع والأزقة مسببة الموت والأذى للآخرين. 
أسئلة كثيرة وغيرها أكثر تثور في صدور الأردنيين القابضين على الجمر خوفاً على وطنهم وحيرة من جامعاته العجيبة.
لا قرار سياسياً أو إدارياً يمكن أن يخلق في المواطن مواطنة صالحة وصادقة ،ولا أية حكومة مهما علا شأنها وشأوها تستطيع دلك إلا بقرار أخلاقي نابع من ضمير المواطن الدي تشكله الكثير من روافد التربية والخلق ، وفي مقدمتها جامعاته،ليؤمن بأن للوطن عليه حقاً وأن لأهله عليه حقاً وأن أي تهاون او تخاذل في ذلك إنما يصل بالفرد إلى خيانة دينه ووجوده ، لذلك فالتكامل في بناء الوطن يتأتى من تضافر جهود أبنائه ومؤسساتهم وفي مقدمتها جامعاته التي أنشأها الاردني بقوت أطفاله وعزم المخلصين الشرفاء منهم .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)