نظم المركز الثقافي التركي بعمان "يونس أمرة" محاضرة في جامعة اليرموك حول العلاقات التركية العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، ألقاها الأستاذ الدكتور جنكيز تومار من جامعة مرمرة التركية، بحضور مدير المركز جنكيز أر أوغلو. وأشار تومار إلى أن العلاقات التركية العربية قديمة جدا وليست منذ زمن الحكم العثماني فحسب كما يعتقد البعض، فكان هناك علاقات سياسية بين الجانبين منذ عهد الأمويين والعباسيين، حيث أسس الأتراك في القرن التاسع مدينة في سامراء بالعراق، ومسجد في القاهرة، بالإضافة إلى آثار السلاجقة من خلال الترميمات التي قاموا فيها بالقدس بالقرن 11، مشيرا إلى أن الفن العمراني التركي يبدو واضحا في مدينة المستنصرية في بغداد، وفي مسجد السليماني بدمشق خلال القرن 16. وقال تومار إن العلاقات التركية العربية السياسية انقطعت تقريبا بعد الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أنه وبسبب الانتداب البريطاني والفرنسي للمنطقة العربية، وتوجه العلاقات التركية إلى الغرب، استمر الانقطاع السياسي بين الجانبين، لكن العلاقات الثقافية استمرت، لافتا إلى أن الحكومة التركية في عام 1928 منعت الموسيقى الكلاسيكية فما كان من الشعب التركي إلا أنه توجه للاستماع إلى الإذاعات العربية التي تبث الموسيقا الطربية، كما تم ترجمة ما يزيد عن 135 فيلما عربيا إلى اللغة التركية في تلك الفترة. ولفت تومار إلى أنه في ثمانينات القرن العشرين بدأ الانفتاح التركي على العالم العربي، حيث تزايدت حركة الترجمة من العربية إلى التركية، وتم ترجمة الروايات، والقصة القصيرة، والشعر العربي، كأعمال محمود درويش، ونجيب محفوظ، بالإضافة إلى الكتب الدينية التي لها مكانة خاصة في تركيا بسبب قدسية الدين الإسلامي لدى الأتراك. وأضاف أن بعض الجامعات التركية بدأت تدخل اللغة العربية كلغة معتمدة للتدريس فيها، بالإضافة إلى تزايد أعداد الطلبة العرب الدارسين في الجامعات التركية الأمر الذي ينعكس إيجابا على العلاقات الثقافية بين الشعبين، مشيرا إلى وجود صحيفتين في تركيا تنشران باللغة العربية. وفي نهاية المحاضرة التي استمع اليها رئيس قسم العلوم السياسية الدكتور أيمن الهياجنة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب، ومجموعة من طلبتها، أجاب تومار على اسئلة واستفسارات الحضور.