طلبة نيوز-

أ.د نضال يونس

تكشف الأحداث المتسارعة داخل مجلس التعليم العالي أن ثمة صراعاً قوياً، الهدف الرئيس منه هو الاستحواذ على مجريات الاحداث فى المجلس الذى لم يعرف الاستقرار منذ مجىء الوزير الحالي؛ إذ ظل على مدى فترة طويلة المكان الأكثر توترا من بين كل الأماكن داخل منظومة التعليم العالي الاردنية ما أدى الى اصدار قرارات غير مدروسة فى اكثر من مناسبة..

الفوضى والارتباك الذى يعيشه المجلس فى زمن الخضرا الذي يمضي شهره الرابع متأبطاً العديد من ملفات التعليم العالي الساخنة والقضايا الحساسة ،ليس ارتباكا اداريا بقدر ما هو ارتباك ناشىء عن تباين كبير فى وجهات النظر مع بعض اعضاء المجلس ، فالرجل يتحرك على أرض هي أشبة ما تكون بحقل الغام ومطلوب منه أن يمضى للامام بدون ان يسقط مهما كانت الظروف والأسباب، وهو ما لم ينجح فيه حتى الآن رغم الدعم الكبير الذى يتلقاه من رئيس الحكومة وبعض الاصدقاء.

قدرة الخضرا على إدارة دفة المجلس داخل هذه التناقضات هي التي ساهمت فى استمراره حتى اليوم كأمر واقع، وإلا فإن العواصف المفتعلة، والاتهامات المباشرة التي مرّت خلال فترة رئاسته والتي قادها بعض المنتقدين والمعارضين لسياساته من داخل المجلس وخارجه كانت كافية لاقتلاعه، ليس ذلك وحسب بل واغتيال شخصيته، بحيث تنهي مسيرته الادارية والقيادية؛ خصوصاً وأن المؤامرات التي حيكت ضده كانت محبوكة إلى حد كنا نتوقع معها أن لا قيامة له بعدها، كقضية انسحابه من اجتماع لجنة التربية النيابية؛ لاسيما وأن بعضها أدير أو نفذ من خلال أناس كان للخضرا فضل عليهم خلال مسيرتهم العلمية والادارية، لكن يبدو أن نوايا الرجل وطول النفس كانت سفينته في كل مرة للعبور إلى ضفة النجاة.

اليوم يواجه الخضرا حلقة جديدة من سلسلة الأزمات التي ما انفكت تحاول تطويقه، والتي تتمثل في مصداقية "لجان الاختيار" حيث تشير مصادر في مجلس التعليم العالي الى ان اعضاء في المجلس سيطلبون في الجلسة المقبلة الأسس والمعايير التي اعتمدتها لجنة اختيار رئيس التكنولوجيا، والاطلاع على جميع طلبات المرشحين والنتائج التي حصلوا عليها، بمعنى اخر التشكيك مرة اخرى بتوصيات لجنة الاختيار المكلفة بدراسة الطلبات، واعادة النظر فى توصياتها من جديد، لا بل ان بعض الاعضاء في المجلس سيطلبون مناقشة جميع المجريات، من أسس ومعايير وترشيحات، ما يكشف ببساطة توجه بعض الاعضاء فى افشال اى خطوة لاتخاذ قرار يتعلق برئيس التكنولوجيا القادم.

المؤلم في هذه الأزمة هو قبول بعض اعضاء المجلس المعروفين "بالحكمة والرزانة" بأن يكونوا أداة في هذا المخطط، وهم اللذين يعلمون بحقيقة النوايا، ولكن من يدقق النظر فيما يجرى، سيدرك لماذا البعض  ضد موضوع "التجديد" أو "التنسيب" تحديدا، وقد قيل قديماً: إذا عرف السبب بطل العجب!.