TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مبادرة سمو ولي العهد( ض) وخواء الجامعات
29/06/2019 - 7:30am

أ د . سيف الدين الفقراء/ جامعة مؤتة
ليس غريباً على صاحب السمو الملكيّ ولي العهد حفظه الله أن يبادر إلى إطلاق مبادرة "ض" وهو المتألق في ابتكار مبادرات نوعيّة للولوج إلى المستقبل بشجاعة, لتكون مبادرته صرخة مدويّة في عالم الجامعات والمؤسسات البحثية للالتفات إلى لغة الضاد, وضرورة توحيد الجهود المبذولة تجاه اللغة العربيّة وتمكين شبابنا بالمزيد من المهارات في هذا القطاع, فقد كانت هذه المبادرة مسبوقة بلفتة عميقة وعظيمة من لدن جلالة الملك رعاه الله في ورقته النقاشية السابعة التي قال فيها:" قد أنعم الله علينا بثروة عز نظيرها من القيم العالية واللغة الثرية والتراث البديع. ولن يستطيع أبناؤنا أن ينهلوا من هذا التراث، إلا إذا أحبوا لغتهم العربية، وأجادوها وتفوقوا فيها، وكيف لا وهي لغة القرآن الكريم ولسان الأمة، فهي التي تشكل ثقافتهم وتكوِّن بناءهم المعرفي الأصيل".
لقد مرت الورقة النقاشية لجلالته مرور الكرام على الجامعات الخاوية من تقديم مبادرات لتنفيذ الرؤية الملكية, باستثناء جلسات لمجلس العمداء, ومقالات لبعض الرؤساء لا تتجاوز حدود النفاق الإعلامي, والتلميع البراق الخالي من المضامين, فلم تقم أي جامعة أو مؤسسة بحثية بتقديم برنامج لتطوير تدريس العربيّة, أو تحدث خططها الدراسية لتنفيذ هذه الرؤية, ولم نلمس أي دراسة لتقييم واقع طلبتنا في الجامعات في المهارات اللغوية ومعارف العربيّة, واحسب أنّ هذه الدراسة لو برزت لكانت نتائجها كارثية حسب ما نطالعه من مستويات الطلبة في اللغة. 
وإذا ما استثنيا مجمع اللغة العربيّة الأردني الذي بادر إلى تلقي مبادرة سمو ولي العهد بالقبول والسعي الجاد لتطوير العربيّة وتعزيز محتواها من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة ولي العهد للتعاون حول تنفيذ مبادرة “ض” الهادفة إلى الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربيّة، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقمياً, وإثراء المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية. وكذلك جامعة الأميرة سمية التي وقعت مذكرة تفاهم مع مؤسسة ولي العهد لتنفيذ مبادرة "ض"، بهدف التعاون المشترك في نطاق مجالات البحث العلمي المتعلقة باللغة العربية، ورسم خارطة طريق لإعداد بحوث وبرامجَ تتعلّق بمعالجة اللغات الطبيعيّة, "NLP", إضافة إلى العمل على تحضير "برامج" باللغة العربية خاصة بطلبة الجامعة، لدعم هذا التوجه؛ فإنّ الجامعات الأردنية الأخرى أعلنت إفلاسها في تقديم برامج تصب في بوتقة هذه المبادرة وتنفيذها, معلنة بذلك خواءها وعدم قدرتها على إنجاز ما هو جديد للمساهمة في تحقيق أهداف المبادرة, على الرغم من أنّ مجلس التعليم العالي ناقش هذه المبادرة في إحدى جلساته, ولا نعرف هل صدر عن المجلس ما يوجّه الجامعات إلى التعاطي بجدية وعمق مع هذه المبادرة. 
إنّ واقع اللغة العربية وما نشاهده من انحطاط في اللغة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام والإعلان, وما نلمسه من أخطاء في رسائل الطلبة وبحوث الباحثين, وما يطالعنا من تشوهات لغوية بصرية وسمعية, ناهيك عن تدني مستوى المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية, يجعل من مبادرة سمو ولي العهد خطوة متقدمة نحو إنجاز عمل يليق بلغة القرآن, وهذه اللغة العالمية التي تتأرجح بين المنزلتين الثالثة والرابع في الانتشار العالمي, والإقبال عليها في اكتساب لغة ثانية كما تشير إحصاءات اليونسكو. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)