TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مبادرة التعليم الأردنية
08/11/2014 - 1:30am

طلبة نيوز- د. محمد الرصاعي

 
 
 

ضمن الاهتمام الملكي بالتعليم أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني قبل عدة سنوات مبادرة التعليم الأردنية بمتابعة حثيثة من جلالة الملكة رانيا وبشراكة فاعلة مع القطاع الخاص، حيث تقوم هذه المبادرة على تحقيق الإصلاح في التعليم من خلال تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفها بالشكل الأمثل في قطاع التعليم. 
وتأتي أهمية مبادرة التعليم الأردنية في أنها تهتم بكيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، فالتحدي اليوم لا يكمن في توفير تقنيات هذه التكنولوجيا بقدر ما هو تحديد طريقة استخدامها سواءً في التعليم داخل الغرف الصفية، أو في الممارسات اليومية للمواطن، حيث باتت تقتحم جميع تفصيلات حياته، وتشغل مساحة كبيرة من وقته وتفكيره. 
إن سيطرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما تتيحه من فرص للتواصل بسهولة ويسر والتفاعل مع ثقافات الشعوب والأمم عبر شبكة الإنترنت والهواتف الذكية يتطلب منا التفكير مطولاً في أثر هذه التكنولوجيا على ثقافتنا وقيمنا في ظل الانفتاح المبهر على العالم، فالحقيقة الماثلة اليوم أنَّ الشباب وغيرهم أصبحوا مرهونين لهذه التقنية حتى غدت تسرق منا دورنا في التربية والتوجيه وبناء الشخصية السوية. 
هل نعلن عجزنا أمام هذه التكنولوجيا ونسلم بغياب دورنا في السيطرة على تأثيراتها المختلفة على طلبتنا، أم نحاول البدء في صياغة منهجية جديدة تنطلق من الإجابة على أسئلة ملحة حول كيفية تعامل أبنائنا في المدارس والجامعات مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهل يوظفونها في تنمية قدراتهم ومعارفهم ومهاراتهم المعرفية كالتفسير والتحليل وإبداع الأفكار الجديدة، وهل يرافق استخدام هذه التكنولوجيا للتواصل مع العالم والانفتاح على ثقافة الآخر تدريباً على آليات الحوار والتفكير الناقد. 
إنَّ الهدف الأساسي من مبادرة التعليم الأردنية كما أسلفنا هو استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالكيفية التي تجعلها تساهم بشكل واضح في إصلاح التعليم بدلاً من تأثيرها السلبي المحتمل بقوة، وعليه إن الدور المطلوب من وزارة التربية والتعليم والقائمين على تخطيط المناهج التعليمية وتدريب المعلمين هو ضرورة التفكير في التحول من الاهتمام بتوفير التقنية واستخدامها إلى التركيز على كيفية استخدامها في التعليم وتوظيفها بما يخدم طلبتنا، فواقع استخدام هذه التكنولوجيا في العملية التعليمية في مدارسنا وجامعاتنا غالباً هو استخدام تقليدي يركز على عرض المعلومات والمعرفة بشكل كمي دون أدنى دور في المساهمة في صناعة المعرفة وتنمية القدرة على البحث العلمي وتعزيز التعليم النوعي، لا بل إن الاستخدام الحالي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد كرس ظاهرة سرقة المعلومة وكتابة البحوث ونسخها مباشرة من المواقع الإلكترونية دون أدنى فائدة. 
إن طريقة استخدامنا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعيدنا إلى المربع التقليدي في التعليم وهو التعليم بالطرق البالية والتقليدية، والتي تعتبر المتعلم متلقيا سلبيا للمعرفة، ولا يساهم بأي دور في البحث عن المعرفة وصناعتها، وعدا عن هذه الخطورة، تعمل هذه التكنولوجيا اليوم على تشويه منظومة القيم لمجتمعنا. 
إنَّ الرؤية الملكية المتمثلة في مبادرة التعليم الأردنية تحرص على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إصلاح التعليم، وتحقيق عدالة فرص التعلم النوعي، وبناء مهارات التفكير التقدي والحوار والإطلاع على ثقافات الشعوب دون المساس بشخصيتنا الوطنية والفكرية. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)