TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما بعد التشكيلات الأكاديمية القادمة ، هل تنجح جامعة ال البيت في التحول نحو العالمية بقيادة رئيسها ؟
28/08/2022 - 10:15pm

طلبة نيوز - تزكية المجموعة الجديدة من العمداء القادمة في ال البيت بعد المقابلات الحثيثة من قبل عطوفة الرئيس لم تكن حدثاً في حد ذاته باعتبار أن الجميع كان يتوقع أن تحدث هذه التشكيلات على خلفية انتهاء مدة بعض العمداء وإن الترتيبات و التحضيرات التي سبقت هذه التشكيلات إنما هي إجراءات رسمية كان لا بد لها أن تتم لاعتبارات أكاديمية وبحثية يفترض أن تصب في مصلحة الجامعة.. .
الحدث في جامعة آل البيت – في تقديري – هو السؤال الصعب الذي يطرحه كل المهتمين بالشأن الأكاديمي " هل تتمكن هذه الثلة من العمداء الجدد الذين تم اختيارهم من قبل الرئيس ولم يتم الإعلان عن اسماءهم الا بعد التشكيلات والعمداء القدامى ، ومعهم نواب الرئيس و رئيس الجامعة إحداث الإصلاح الأكاديمي المنشود؟ وهل يمكنهم أحداث التحول الكبير في التوجه بجامعة ال البيت نحو العالمية ؟ وهل يمكن أن تصبح ال البيت مثالا يحتذى وقدوة في التحول نحو العراقة والعالمية ؟

أما وقد انتهينا من ماراثون البحث عن القيادات الاكاديمية الجديدة الواعدة حسب مصادر مطلعة على هذه التشكيلات ، وسوف يفوز من يفوز ويخسر من يخسر، فقد انتهى و قت التنظير وحان وقت العمل والابداع ،أعني التنظير بالتوجه نحو الجامعة البحثية والعالمية وما يتطلبه ذلك من تجديد فى البرامج الدراسية، و تنشيط البحث العلمي ، و تشجيع الاختراع والابتكار وتحفيز أعضاء هيئة التدريس على المشاركة "الفاعلة" و "المؤثرة " في المؤتمرات، والحوارات، والمناظرات، أما العمل فأعني به الاستيقاظ على الواقع، والصحوة على الحقيقة، فقد انقضى زمن الشعارات البراقة، وانتهى مفعول الكلام المعسول.

بعد إعلان التشكيلات يدخل إلى معترك القيادة الأكاديمية ثلة جديدة من العمداء، وأي عمداء؟! فهم عمداء تاريخيون بامتياز؛ باعتبارهم سيعبرون بجامعة ال البيت إلى مصاف الجامعات العالمية العريقة، وبقدر ما أن هذه الصفة الاعتبارية تضيف لهم في سيرهم الذاتية الحافلة "بالانجازات" و "الجوائز العالمية" و "الخبرات القيادية" و"الأبحاث "المنشورة في اعرق المجلات العالمية ، إلا أنها في ذات الوقت تضعم أمام مسؤولية جسيمة هي مسؤولية أن يكونوا في مستوى العمداء المؤثرين من جهة، وفي مستوى الثقة التي منحهم اياها رئيس الجامعة .

عمداء ال البيت الذين تم اختارهم الجدد بقيادة ربان السفينة الاستاذ الدكتور هاني الضمور مخضرمون حسب تطلعاته ،مطالبون بعد التشكيلات بترجمة أفكار الرئيس ونظرته "الرؤيويه" حول العالمية إلى "واقع"، إذ لا ينبغي أن تظل تلك الرؤى والافكار التى طرحها في بداية فترة رئاسته مجرد حبر على ورق، وإلا فإنه سيكون أمام مسؤولية تاريخية ليس فقط أمام مجلس الأمناء، بل أمام الوسط الاكاديمي برمته؛ خصوصاً وأنه سيكون محاسب على كل بند من بنود برنامجه الذي كان متخماً بالآمال، ومشبعاً بالتطلعات، فضلا عن أنه في حواراته ومؤتمراته وكذلك في لقاءاته مع اعضاء هيئة التدريس، قد أكد أن يحمله من رؤى وأفكار لتطوير الجامعات الاردنية ما ليس بيعاً "للوهم" بل قناعة بأن ربيع الجامعات الأردنية والتحول نحو العالمية قادم على يديه!.
شخصياً تعمدت ألا ادقق فى شعارات الرؤساء وخططهم كثيراً في بداية مشوارهم الرئاسي لقناعتي أن البرامج لا تعبر غالباً عن إمكانات الرئيس وقدراته، بقدر ما أن ملكات الرئيس وكفاءته وشخصيته ونظرته الرؤيوية، هي من بيدها أخذ الرئيس لأبعد آفاق النجاح؛ لأن بإمكان كائن من كان صياغة برامج تدغدغ العواطف، و تثير الشجون ،وتشحن المشاعر؛ لكن قلة قليلة من بإمكانهم ترجمتها إلى خطط ملموسة على أرض ا لواقع...
الأمر الآن مختلف تماماً بالنسبة لاسرة ال البيت، وإلى كثير من المهمومين بحاضر ومستقبل التعليم العالي الاردني بعيداً عن لعبة التوازنات المملة، وبمنأى عن صراع التعصب المقيت، والشللية القاتلة، والتدخلات الخارجية، إذ أصبح من الواجب على مجالس الأمناء والتعليم العالي أن تباشر دورها في محاسبة الرؤساء وفق برنامجهم وأفكارهم التي يطرحونها لقيادة الجامعات ، وأن يدققوا في كل جزئية من جزئياتها، وهو ما ينبغي أن يضطلع به أيضا الإعلام المنصف، والوسط الأكاديمي "المتابع والمراقب" ليس تصيداً عليه، بل لما في ذلك مصلحة التعليم العالي في حاضره ومستقبله، وللتأسيس بشكل أفضل لمشروع إصلاح التعليم العالي ؛ وحتى يكون في علم الجميع بأننا بقدر ما نهتم بالمواقع الاكاديمية فأننا نهتم أكثر بانجازات وخدمات ما بعد الوصول الى العمادة والرئاسة!!!!.
بقلم د احمد خالد المزيد

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)