طلبة نيوز-

واصل المؤتمر الدولي التاسع جيوماتيكس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد برعاية سمو الأميرة سمية بنت الحسن في مدينة العقبة لليوم الثالث على التوالي جلسات أعماله التي ركزت في محاورها على ضرورة اعتماد الفكر التنموي المستدام كقاعدة أساسية لمختلف مشاريع التنمية وصولا إلى تحقيق التكاملية.

وتميزت أوراق العمل التي نوقشت خلال جلسات المؤتمر الذي نظمته المنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء والجامعة الأردنية فرع العقبة، بحسب رئيسه الدكتور لطفي المومني بزخم المعلومات والمقترحات والطروحات التي تشكل حلولا لكثير من المشاكل التي تعيق من عملية التنمية وتحدث تراجعا لمؤشرها.

وقال الدكتور المومني إن أوراق العمل التي قدمها المشاركون وتناولت التحديات التي تحول دون تحقيق تنمية مستدامة من قضايا مياه وطاقة وتصحر وبيئة وموارد بشرية وطبيعية، تمخض عنها ضرورة تبني سياسات ورسم استراتيجيات شمولية تسهم في الحفاظ على الموارد المتاحة للأجيال الحالية واستدامتها للأجيال القادمة.

وأضاف المومني أن لجنة المؤتمر ستأخذ بعين الاعتبار كافة التوصيات التي نتجت عنها ليصار إلى اعتمادها كمرجعية أساسية تقدم لأصحاب القرار للأخذ بها وتنفيذها بالقدر الممكن في سبيل بناء منظومة علمية وقاعدة بحثية لبناء الادارة المتكاملة التي تحقق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الأبحاث التي قدمت في المؤتمر سيتم نشرها في المجلة التي تصدر عن المنظمة بعد أن تخضع للتدقيق العلمي واللغوي.

وشهدت جلسات المؤتمر عدد من أوراق العمل المتميزة التي قدمها المشاركين من مختلف الدول العربية والأجنبية، حيث قدم الدكتور سليم بوقنة من جمهورية الجزائر دراسة تحليلية قياسية حول التحديات التي تواجه إقامة نقل حضري مستدام والحلول المقترحة في هذا الشأن، في حين تحدث الأستاذ ساعد هماش في مداخلته عن السياحة المستدامة كاستراتيجية لتنمية السياحة الصحراوية في (الجزائر)كمثال، ومقومات التنمية السياحية في الصحراء الجزائرية وكيفية دمج السياحة بالتنمية المستدامة ونشر الوعي البيئي واعتماده كركيزة أساسية للتنمية.

وتطرق الدكتور معتصم حيدر عبد الوهاب من السودان في ورقته البحثية مشكلة التصحر التي تشكل أكبر مهدد للتنمية المستدامة، من خلال تقدير تعرية الرياح في منطقة خالية من الغطاء النباتي باستخدام مصائد رمال أفقية ورأسية وماهية العلاقة بينهما، مشيرا إلى أن التعرية تؤثر على الانتاج الزراعي بشكل كبير الأمر الذي يؤدي إلى التصحر والذي يحدث تراجعا في عملية التنمية المستدامة.

وعرضت الدكتورة أمال رحمان ورقتها البحثية التي جاءت بعنوان"مالية الكربون كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة"مركزة خلالها على أزمة الطاقة بشقيها البيئي والاقتصادي وسبل معالجتها، في حين قدم الدكتور عبد الجليل عبد الفتاح الصوفي ورقة علمية بعنوان "أقلمة التنمية المستدامة" ضمن إطار رؤيته التحليلية، أما الدكتورة زوبيدة محسن فتحدثت عن دور استراتيجيات التسيير المتكامل في مكافحة الفقر وحماية البيئة في جمهورية الجزائر.

وفي مداخلته ، تناول الدكتور لطفي المومني أمين عام المنظمة ورئيس المؤتمر في ورقته البحثية الحديث عن التنمية المستدامة وأثرها على التنمية المستدامة، متخذا من (حي حمورابي)في مدينة استوكهولم كحالة دراسية ونموذج متميز للتنمية البيئية المستدامة، داعيا إلى تطبيق هذا النموذج في المدن العربية لا سيما وأنه قابل للتطبيق وبكفاءة أعلى .

أما الدكتورة رداوية حورية فناقشت في ورقتها البحثية مدى استجابة القانون الدولي للبيئة في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تحدث بسبب حرق الوقود بالرغم من وجود بدائل لتفادي حدوثها كالطاقة والرياح، داعية إلى ضرورة سن قوانين دولية من شأنها مواجهة تلك الظاهرة وإلزام الدول بتنفيذها.

من الجدير ذكره أن المؤتمر الذي يواصل أعماله لليوم الثالث تميز بمشاركة فعالة لطلبة الجامعة الأردنية/فرع العقبة من خلال الحضور والمشاركة في النقاشات التي أسهمت في إثراء علومهم المعرفية، وشكلت مرجعية لهم في دراستهم وأبحاثهم المتعلقة بالتنمية المستدامة.