طلبة نيوز - الأستاذ الدكتور ماهر المبيضين / عميد كلية الآداب / جامعة مؤتة

في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي عقد في دبي ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خطابا شاملا ووافيا ربما ظن كثير من المشاركين في هذا المؤتمر بأن هذا الخطاب سيكون بمعزل عما يجري في غزة من حرب همجية تقودها إسرائيل على الأبرياء هناك ، لكن جلالته لم يترك مؤتمرا أو محفلا دوليا إلا والقضية الفلسطينية حاضرة في وجدانه وخطاباته ، ولذلك جاء الربط المحكم وبذكاء سياسي ناجع من لدن جلالته للتعبير عن موضوع المؤتمر بما تشهده غزة من دمار وقتل للأبرياء ومآس لم يسلم منها أحد ، حيث جعل جلالة الملك العلاقة وطيدة بين التغيير المناخي في المنطقة والمآسي الإنسانية ، وأن ما يحدث في غزة من حرب قاسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى كل ذلك له علاقة واضحة بما تشهده المنطقة من تغيير مناخي ، بمعنى وحسب رؤية جلالة الملك الثاقبة لا يمكن على الإطلاق الحديث عن تغيير مناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية .
وأشار جلالته أيضا إلى هذا الدمار الهائل الذي تشهده غزة سينجم عنه مخاطر بيئية كبيرة أشدها نقص حاد في المياه وصولا إلى جفاف لا قدر الله ، وانعدام في الأمن الغذائي يلوح بقدوم كارثة تقود إلى مجاعة لا قدر الله .
ومن هنا أعلن جلالة الملك أمام الجميع بأننا لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع من الحروب القاسية التي تبيد كل ما تستهدفه من بشر و حجر و شجر ، إيمانًا منه بأن هذه الحرب لن يكون أثرها المناخي في غزة وفلسطين بل بالمنطقة الإقليمية كلها ، فهي حرب كارثية تشكل تهديدًا مباشرًا للفلسطينيين والمنطقة ككل .
وعلى الرغم من أن الأردن كما أشار جلالته في خطابه يعد مثالاً يحتذى في المنطقة كرائد في مجال العمل المناخي إلا أننا في الأردن نناشد العالم بالتدخل الفوري لإنهاء الحرب الهمجية وصولاً إلى حياة إنسانية آمنة تؤدي إلى مناخ ملائم لحياة البشر ، لأن الحقيقة العلمية تقول إن تأثير التغيير المناخي لا يحدث في ظل وجود هذا النوع من الحروب والمآسي الإنسانية ويعيق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم كما أشار جلالته .