طلبة نيوز

حلا الفاعور

 يستمد الكاتب شرعيته من موضوعيته واحترامه لقلمه وقراءه، وللاسف بدت تظهر في الآونة الاخيرة مقالات لا تتسم بالامانة ولا بالموضوعية ولا تجد فيها الاحترام المفترض للكاتب نفسه.

والان امامي مقالتين الاولى نشرها الكاتب في موقع الكتروني انتقد فيه مجلس التعليم العالي لتعيينه رئيس الجامعة الاردنية قبل عدة اشهر، وحين يقرا القارئ المقالة يشعر ان هذه المقالة تفوح منها رائحة المصالح المفقودة، ولا ادري كيف يقبل الكاتب على نفسه ان يهاجم الشخص الذي مدحه في صحيفة ورقية مكتوبة وقال في تلك المقالة ان تعيين رئيس الجامعة من ابنائها هو انقاذ لها.

ما الذي تغير بين يوم وليلة، كنت تمدحه حين كنت تفيد من الجامعة المكافأة تلو الاخرى، وحين شكلت لجنة محايدة للنظر في مدى التزام هذا الكاتب بالدوام تبين لها انه لا يداوم اطلاقا، وهل يستحق من يغيب عن عمله ان يكافئ وفي اي عرف يتم ذلك، ومن لا يعمل ويرفض الدوام من حق الجامعة ان تفصله او تنهي خدماته وهذا ما حصل مع الكاتب المحترم الذي كان يتغنى بالجامعة بمقالته المنشورة في جريدة الدستور يوم الاثنين 18/4/2016 تحت عنوان " وأخيرا جاءها رئيس منها"، وقد بدأ مقالته بمدح هذا التعيين وشكر مجلس التعليم العالي بقوله:" سعيد؛ بل «فري هابي ».. بأن الأمر الذي فيه يختلفون تم حسمه، وبقرار أعتقد أنه لصالح الجامعة الأردنية، فالأستاذ الدكتور الطبيب عزمي محافظة، ابن الجامعة، وهو منخرط فعلا في تنفيذ استراتيجيتها المعروفة التي تهدف للوصول إلى العالمية، فهو كان ضمن فريق الرئيس السابق الاستاذ الدكتور اخليف الطراونة الذي وضع هذه الاستراتيجية مع فريقه . 

المنطق يستدعي مثل هكذا قرار من قبل مجلس التعليم العالي، فالجامعة الأردنية لا تحتمل قدوم رئيس من خارج جسمها، أو بعيد عن المشهد الإداري، وغير مطلع على المشاكل والتحديات التي تعاني منها أكبر وأقدم جامعة أردنية، وأعتقد أن اختيار الدكتور المحافظة قد اختصر على الجامعة مسافة كبيرة، كانت ستقطعها عبثا مع أي رئيس سوى الدكتور عزمي" ، ولا ادري كيف يقبل هذا الكاتب على نفسه ان يقول في مقالته الجديدة في احد المواقع الالكترونية ما نصه"لا أقول إنه أمر مضحك؛ بل هو مزر حد القرف، ولا أعلم كيف يشعر أعضاء مجلس التعليم العالي، الذين قرروا يوما بأن يكون الدكتور محافظة رئيسا للجامعة الأردنية"، ثم يتابع مقالته بالتهجم على مجلس التعليم العالي ورئيس الجامعة الذي فتح له قلبه وعقله وكان يستقبله احسن استقبال ولا يتوانى عن احترامه وسماع رأيه فكيف يسوغ الكاتب المحترم هذا القول: "أنا أطالب الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن يعيد النظر في تشكيلة هذا المجلس، لكن قبل هذا يجب أن يصوبوا خطأهم الذي تضمنه قرار تعيين هذا الرجل رئيسا للأردنية..هل ما زلتم تعتقدون بأنه ليس خطأ، وحين اعود الى المقالة الاولى اجده يغرد في مدح الجامعة ورئيسها؛ وكأنه شخص أخر فهل يتذكر الكاتب المحترم أنّ من يمدح لا يذم الا إذا كان على حق، وليقرأ المهتمون ماذا قال مادحا:" يجب أن نقدم الشكر كله لمجلس التعليم العالي، الذي اتخذ قرارا مهما وجريئا، وحكيما بلا شك، فإدخال الجامعة الأردنية في نفق التكهنات والتجارب والحروب والشخصنة ، التي كانت ستحدث بلا أدنى شك، فيما لو كان الرئيس شخص غير الدكتور المحافظة"، سبحان الله نشكر مجلس التعليم العالي ونذمه وكأن الناس دون ذاكرة ياكاتبنا المحترم، ويواصل مدحه بقوله:" لا يمكننا أن نتحدث مع الدكتور المحافظة زعما بأننا نعرف مشاكل الجامعة أكثر مما يعرفها، فهو ابنها ويعرفها تماما، وقد صرح فعلا لوسائل الاعلام، بأنه الرئيس الثالث عشر للجامعة الأردنية، وبأنه سيبني على ما بناه من سبقوه من الرؤساء، ويطور في الأداء على الصعيد الأكاديمي، وبأنه سيبحث عن موارد جديدة لدعم الوضع المالي للجامعة، لتتمكن من القيام بتطبيق برامجها المختلفة، وسوف يقلص من النفقات"، ويأتي في المقالة الجديدة ليهاجم الدكتور محافظة لانه يقلص النفقات ويبحث عن مصادر تمويل جديدة ولان الدكتور محافظة يرفض ان يدفع من خزينة الجامعة على حادث تعرضت له موظفة وللعلم فالمبلغ الذي يذكره الكاتب(140) الف دينار ليس صحيحا وإنما فقط (28000) الف دينار ولم تدفع الجامعة قرشا واحدا من هذه المبالغ لان الفتوى القانونية والتشريع في ديوان التشريع تشير الى انه ما لم يكن هناك مسبب للحادث فيعد الحادث قضاء وقدرا وليس حادثا قضائيا، واستطاعت الموظفة ان تحصل على اعفاء من رئاسة الوزراء وبالتالي لم تدفع الجامعة شيئا من هذا المبلغ، اما الكاتب نفسه فقد طالب الجامعة ان تعفيه من رسوم اولاده في المدرسة النوذجية البالغة حوالي اربعة الالف دينار والجامعة لا تستطيع ان تعفي أيا كان في هذا الاطار ولذلك اقدم الكاتب على رفع دعواه للمحكمة الادارية وخسر القضية وفي اليوم الذي خسر فيه القضية هاجم الجامعة ورئيسها دون ادنى اعتبار للمكان الذي احتضنه بالحنو والاحترام والتقدير هذه الجامعة التي فتحت له ابوابها ولم تبخل عليه اطلاقا بكل ما كان يطلبه اسوة بغيره من ابناء الجامعة، اما ان يتراجع الرئيس عن اي قرار يراه خطأ فهذا من حقه وهو عين الصواب، لان اي قرار يقبل الصواب والخطأ، وفي موضوع ديوان المحاسبة وسؤاله عن الموظفين الذين لا تظهر بصماتهم في بصمة الدوام فيعرف الكاتب ان اجهزة البصمة لا تعمل في ايام السبت وبالتالي من حق ديوان المحاسبة ان يتابع ويكتب ويسأل والجامعة لا تقبل ان تخالف القوانين والانظمة مهما كانت الظروف، اما بخصوص تعيين أحد الاساتذة بمنصب امين عام المجلس الطبي الاردني فهذا من اختصاص مجلس الوزراء ولا علاقة للجامعة الاردنية به من قريب او بعيد، ولذلك اتمنى على الكاتب المحترم ان يتوخى الدقة في المعلومة قبل الكتابة كي لا يخلط الحابل بالنابل، وفقط اود ان اذكر الكاتب المحترم بما قفل به مقالته يوم كان على وفاق مع الجامعة بقوله:"  هي الجامعة الأردنية، التي تحتفل بقدوم ابنها رئيسا ثالث عشر لها.. اتمنى أن يكون عزمي محافظة هو طبيبها «الشاطر» وابنها البار بها وبالوطن."  كما اختم المقالة بما قاله بالمقالة الجديدة كي يقارن القارئ الحصيف بين الاقتباسين:" هذه بعض تجليات قرار مجلس التعليم العالي الذي قالوا عنه بأنه قرار مع الوطن ! فهل أدركتم ماذا فعلتم؟ "

وبعد فالاصل في الكتابة ان تتوخى الدقة والموضوعية والاحترام وان تكون اداة بناء لا هدم وان يتذكر الكاتب مواقفه والا يبني رأيه على مصالحه يرضى حين تكون في اطار ما يريد ويغضب ويشتكي حين يفقد ما يريد

ما طالعناه في المقالتين يؤكد ضرورة الانتباه للتقاطعات التي تنطلق منها المقالة المادحة والمقالة التي تذم بشخوص باسمائهم وكنت اتمنى على الكاتب المحترم ان يبتعد عن ذكر الاسماء لان التعرض لاي شخص بالاتهام والتقصير والشللية والعشوات لا يقبل في عالم النشر، وللامانة فرئيس الجامعة الاردنية يمتلك من البساطة والفطرة الطيبة والاخلاق الحميدة ما يغنيه عن تلك المقالة التي تسيء للجامعة ولشخص الرئيس نفسه، والمحافظة يعرفه الجميع انسانا يحترم ذاته ويقدر غيره ولا يحتاج من أحد ان يتحدث عن مسيرته العلمية والعملية.