TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
لبعض الحيارى والمفتونين وبعض الشباب السائلين .. جـ 1 " عدنان ابراهيم " ومصائبُه !
08/07/2015 - 11:30am

طلبة نيوز-

بقلم : الشيخ سعيد نواصره آل عبادي "حفظه الله "

الزّنا وعواقِبُه .. فبأيّ ( عقلٍ ! ) نُحاربُه ؟
تدَبَّرْ ..!
قال ابن القيم - رحمه الله - : " والمقصود بيان ما في الزنا واللواطة من نجاسة وخبث أكثر وأغلظ من سائر الذنوب ما دون الشرك ، وذلك لأنّها تفسد القلب وتضعف توحيده جداً ، ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرُهم شركاً ، فكلّما كان الشركُ في العبد أغلب كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر ، وكلما كان العبد أعظمَ إخلاصاً كان منها أبعد ، فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين " ا.هـ
فإنْ فسدَ قلبُ العبد وضعُف فيه التوحيد ؛ كان مُهيّئاً لكلّ ذنبٍ وكبيرة ؛ فإذا صدَر منه هذا وكَثُر صار آفةً سامّة ومرضاً مُعدياً ؛ وشيئاً فشيئاً تستشري تلك النجاسةُ وباءً في المجتمع يُهلَك به الحرث والنّسل ،وتُهتَك عُرى العلاقات بين الناس ، وتفتكُ بهم الأمراض الحسيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة .
حالٌ مَن انتشر فيهم الزنا ومآل ...
فأمّا الحال :
- في مقال نشرته مجلة (الهيدال تربيون) الأمريكية أن عائلة من كل عشرة عائلات في أمريكا انتشر فيها زنا المحارم بين الأخوة والأخوات أو الآباء والأبناء وقيل أنهم من أعظم العائلات المحترمة.
- في أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية .
- في دراسة للأستاذ بدر محمد بدر بعنوان ( انهيار الحياة الزوجية في أروبا : إنّ نسبة الأولاد الذين ولدوا خارج دائرة الزواج في أمريكا بلغت في عام 1990 نسبة 28%, ارتفعت إلى 35.5% في عام 2001, أي أن أكثر من ثلث الأولاد في أمريكا لم يولدوا من علاقة زوجية، وفى بريطانيا كانت النسبة في عام 1974 8.8%, لكنها ارتفعت بشكل مذهل في عام 1999 إلى 41.1% من الأولاد الذين ولدوا خارج دائرة الزواج.
والإحصائيات – في هذا – مُذهلةٌ مخيفة وفي متناول اليد !
فأمّا المآل :
- قتل الإيدز 22 مليون إنسان على الأرض منذ اكتشف وإلى سنة 2002م، إضافةً إلى 37 مليونًا من الحاملين للمرض، وموتهم مؤكد (أي 59 مليون ضحية مرض أخلاقي ( .
- جاء في دائرة المعارف البريطانية أنه يعالج في المستشفيات الرسمية هناك مئتا ألف مريض بالزهري ومئة وستون ألف مصاب بالسيلان كل سنة. ويموت في أمريكا ما بين ثلاثة وأربعين ألف طفل بمرض الزهري المورث وحده.
- يقول الدكتور الفرنسي ( ليريد ) : " إنه يموت في فرنسا ثلاثون ألف نسمة بالزهري وما يتبعه من الأمراض الكثير في كل سنة، وهذا المرض هو أخطر الأمراض بفرنسا " .
- حسب منظَّمة مكافحة الإيدز العالمية، فإنَّ أكثر من60% من الأزْواج في هولندا والدنمارك وفرنسا، والسويد وبريطانيا صاروا يلجئون إلى مُمارسات شاذَّة أثناء الممارسة الزوجيَّة، ويبتعدون عن الممارسة الطبيعيَّة الفطريَّة؛ خوفًا من انتقال العدوى إليْهم من أزواجهنَّ أو زوجاتهم .
- في فرنسا أصبح ما يسمَّى بـ "الرِّباط الحرّ" موضةً شائِعة، وقد نتج عنها ظهورُ أمَّهات بدون أزواج، حيث يوجد 300 ألف مولود سنويًّا بلا أبٍ شرْعي، وهؤلاء ينتهي بِهم الأمر إلى فقدان الأب مدى الحياة!
- في تقريرلمكتب إحصاءات العدْل التابع لوزارة العدْل الأمريكية : تسعة أشخاص يُقتلون كل أربعة أيام من قبل الخليل أو الخليلة" .
ثمّ بدؤوا يضجّون ويستشعرون الخطر ويتخبّطون :
- يقول المستشار بإدارة تعليم نيويورك ( دينيس والكوت ): إنّ مقرر الامتناع عن الجنس يعتبر جزءاً مهماً من منهاج التعليم الجنسي ككل.. ولكن "لدينا مسؤولية أيضا بضمان أن يفهم المراهقون، الذين يرغبون بممارسة الجنس، العواقب المحتملة لتصرفاتهم .
- يقول عمدة نيويورك، مايكل بلومبيرغ : "لدينا مسؤولية، عندما تكون لديك نسبة ولادات عالية ومعدلات أمراض جنسية منقولة عالية، مثل ما لدينا في المدينة، ينبغي عليك أن تحاول القيام بشيء ما ، العار علينا إن لم نفعل شيئاً "
- في مقال نشرته الأهرام في 8 / 12 / 1995: أنّ استطلاعاً للرأي أظهر أنّ 76% من الأمريكيين يرون أن البلاد أصبحت تواجه هبوطاً أخلاقياً وروحياً كبيراً .
قُلت : هذا قبل 20 عاماً فكيف الآن !
- قالت صحيفة (سنانيري) الأمريكية - التي تكتب عن مشاكل الشباب تحت سن العشرين - : إنّ المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم ومن الخليق لهذا المجتمع أنْ يتمسك بتقاليده التي تقيّد الفتاة والشاب في حدود المعقول؛ وهذه القيود صالحة ونافعة؛ لذا أنصح أن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم وامنعوا الاختلاط وقيِّدوا حرية الفتاة بل ارجعوا لعصر الحجاب فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا، فقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً معقدا مليئاً بكل صور الإباحية وإن ضحايا الاختلاط والحرية يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية .
- تقول الصحفية الأمريكية ( هيليان ستانبري ): " أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب !، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة. إن ضحايا الاختلاط يملئون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق" .
- في وثيقة مؤتَمر القاهِرة للسكَّان عام (1994م)، جاء تحت بند معالَجة الإيدز: "يرى المشروع أنَّه ينبغي أن يُصبح تشْجيع استِخْدام (العوازل الطبّية) جيّدة النوعية، وتوْريدها وتوزيعها بصورة موثوقة ، عناصر لا تتجزَّأ من جميع خدمات رعاية الصحَّة التناسُليَّة ، وينبغي على جَميع المنظَّمات الدوليَّة ذات الصّلة - ولاسيَّما منظَّمة الصحَّة الدَّوليَّة - أن تزيد بصورة كبيرة من شرائِها، كما ينبغي العمل على إتاحـة الواقي الذَّكري والعقاقير؛ للوقاية والعـلاج من الأمراض المنقولة عن طـريق الاتِّصال الجنسي، على نطاق واسع وبأسعـار متهاودة، مع إدْراجها في جميع قوائم العقاقير الأساسية !!.
أرأيتم الأمة اليوم – حين مسّها طائفٌ من تلك النجاسة والانحلال - كيف غدت !
نَكَستْ في العالمين فلا وزْن لها ، وفي ذيلِ الرّكب رضيت بالذّلّ ونامت وهَمِدَت ،غرقت في الفاحشة والرذائل ، وتنصّلت من الأخلاق والفضائل ؛ فخارت أركانُها وهُدِمَت ..!
لمثل ما صارت إليه الأمّة من الهوان .. " يبكي القلبُ مِن كَمَدٍ إنْ كان في القلب إسلامٌ وإيمان " !
ما سبيل الخروج ؟
فأمّا في موطن الانحلال الغربي ؛ ففروا إلى الوسائل الماديّة التي ظنّوا فيها العصمة من الانحطاط الفكري والأخلاقيّ والاجتماعيّ ، فكان همهم التخفيف من وطأة عواقب انتشار الزنا بينهم ، والتلطيف من مصائبه وما جرّه إليهم من الجرائم وعظيم المُشكلات في المدارس والجامعات والأُسرة ؛ أنفقوا الأموال الضخمة وعقدوا المؤتمرات العالميّة ؛ ولكن هيهات أنْ يسلموا فإنّ سنة الله – تعالى – في الذين يُظهرون الفواحش ويعلنون بها لا تتبدّل : أوجاعٌ وأسقامٌ لم تعرفها البشريّة من قبل ! ، ولا نجاة لهم منها إلّا أنْ يرجعوا ... ؛ والغربُ مانعُهم من ذلك دعاوى ( الحريات الشخصيّة ) و ( حقوق الإنسان ) و ( العلمانيّة ) !
ليذوقوا – إذن – وبال أمْرهم ، فلا زالت إحصائياتُهم – كلّ مرّة – تتفاقم فيها الأرقام إلى حدّ باتوا معه لا يُصدّقون ما بهم ..! .
لكنّ المصيبة في المسلمين أكبر ؛ فإنّ أكثر بلدانهم ذائبةٌ في الفقر ، وبانتشار الزنا فيها والفواحش تكون قد جمعت على نفسها مع الفقر الكفرَ .. ! – بنعم الله الكثيرة – فلا هي في موكب الحضارة والتقدم الصناعي والاقتصادي ، ولا اغتنمت ما وهبها الإسلام العظيم من الرقيّ الأخلاقي والروحي والأدبيّ ... ؛ فتخلّت عنه إلى الانحلال والمادّية والشهوانيّة ، ثم رزحت – إلا من رحم اللهُ – تحت غطاء الحريّات الشخصيّة الزائفة ومبادئ منظمات حقوق الإنسان المعارضة لشريعتنا الغرّاء البيضاء ؛ فعُطّلت كثيرٌ من الأحكام التي تحفظ على المسلمين دينَهم وأنفسَهم وأعراضَهم ومعايشَهم ؛ ومنها تلك الحدود المُنْزلة من لدُن بارئ الأنفس اللطيف الخبير التي تردع صاحب الأهواء والشهوات أن يُفسد في البلاد ويجلب الشرّ للعباد ؛ فإنّه إنْ خشيَ غِلَظَ العقوبة أحجم عن الوقع في موجباتها ، والولوغ في أسبابها وما يُقرّب إليها ولو مِن الأقوال ! .

حدّ الزنا ...
قال ابن قدامة - في المغني - : " الكلام في هذه المسألة في فصول ثلاثة: أحدهما في وجوب الرجم على الزاني المحصن، رجلاً كان أو امرأة ؛ وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار في جميع الأعصار، ولا نعلم فيه مخالفاً إلا الخوارج فإنهم قالوا: الجلد للبكر والثيب"
وقال ابن عبد البرّ – رحمه الله - : " ومعنى قول الله عز وجل: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ }؛ معناه الأبْكار دون من قد أُحصِن، وأمّا المُحصَن فحدُّه الرّجم إلا عند الخوارج، ولا يعدهم العلماء خلافاً لجهلهم، وخروجهم عن جماعة المسلمين ؛ وقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحصنين، فممن رجم ماعز الأسلمي، والغامدية، والجهنية، والتي بعث إليها أنيساً ، ورجم عمرُ بن الخطاب سخيلة بالمدينة، ورجم بالشام.
وقصة الحبلى التي أراد رجمها فقال له معاذ بن جبل: ليس لك ذلك، للذي في بطنها، فإنه ليس لك عليه سبيل.
وعرض مثل ذلك لعثمان بن عفان مع علي في المجنونة الحبلى، ورجم عليٌّ شراحة الهمدانية، ورجم أيضا في مسيره إلى صفين رجلاً أتاه مُقراً بالزنا؛ وهذا كله مشهور عند العلماء " .
وقال: " وأمّا أهل البدع من الخوارج والمعتزلة فلا يرون الرجم على أحد من الزناة ثيباً كان أو غير ثيب، وإنما حدُّ الزناة عندهم الجلد، الثيب وغير الثيب سواءٌ عندهم.
وقولهم في ذلك خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلاف سبيل المؤمنين فقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والخلفاءُ بعده، وعلماءُ المسلمين في أقطار الأرض متفقون على ذلك من أهل الرأي والحديث ؛ وهم أهل الحق "ا.هـ
والذين جاؤوا من بعدهم – بخلاف ما هم عليه – هم أهلُ الباطل ؛ فإنهم استفظعوا الرّجم بـ ( عقولهم ! ) ، ورأوه صادّا للناس عن الدين ومُنفّراً ! ، وما استعظموا ما أحدث الزنا في الأمة وما جرّه من عظيم النوائب المُنهكة وكثير المصائب المُهلكة ، وليس من المبالغة القول أنّ الزناة اليوم – في المسلمين - يُحاربون ديناً ويُفسدون دنيا ويقتلون أمّة ؛ ومن لا يرى هذا فهو مستكبرٌ بالهوى ومُستتر به عن الواقع! ؛ و والله ما تمادى أهل الشهوات إلا حين أمنوا العقاب والرّادع بعدما غاب الوازع ..! .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( أعلام الموقعين 2/110": ( أما الزاني فإنه يزني بجميع بدنه، والتلذذ بقضاء شهوته يعم البدن، والغالب من فعله وقوعه برضا المزني بها فهو غير خائف ما يخافه السارق من الطلب فعوقب بما يعم بدنه من الجلد مرة والقتل بالحجارة مرة، ولما كان الزنا من أمهات الجرائم وكبائر المعاصي لما فيه من اختلاط الأنساب الذي يبطل معه التعارف والتناصر على إحياء الدين، وفي هذا إهلاك الحرث والنسل، فشاكل في معانيه - أو في أكثرها - القتل الذي فيه هلاك ذلك فزجر عنه بالقصاص ليرتدع عن مثل فعله من يهم به، فيعوده ذلك بعمارة الدنيا وصلاح العالم الموصل إلى إقامة العبادات الموصلة إلى نعيم الآخرة " .
هل يستوعب المنكرون لحدّ الرجم – كعدنان ابراهيم وصحبِه! - مثل هذا الكلام ؟
ثمّ !
إذا كانوا مُقرّين بالرجم قبل نزول قول الله – تعالى - : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ {النور:2 ؛ فهذا ناقض لتخرّصات عقولهم ..! ؛ فهل لعاقل القول بأنّ النبي – صلى الله عليه وسلّم – كان يأتي المُستقبَحَ من الأفعال وما يُنفّر الناس عن دين الله – تعالى – ويصدّهم عنه !
وأمْرٌ آخر : يقول الله – تعالى - : { إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم } ؛ فهذه الآية فيها من العقوبات ما قد يكون أشدّ من الرّجم ، وليس المفسدُ في الأرض كقاطع الطريق – مثلاً – بأكثر أثراً على مجتمع المسلمين من الزنا من جهة تدميره وإفساده وإضعافه ؛ بل اليوم الزنا – في هذا – أعظمُ سوءاً ومردّاً ..؛ فلِمَ لا يقولون في عقوبات التقطيع والصلب بمثل ما حاموا به حول الرّجم من الاستفظاع والإنكار ؟
لكنّهم لا يُحسنون – في المسألة – مَسْكَ أصولها ولا دَرْكَ مفاصِلها ؛ فيتناقضون في حَبْكِ أواصِرها ...
أكْثرتَ حزّكَ لو دريتَ مفصله .... فادْرِ المفاصلَ قبل الحزّ واسْتفِق
لكنّ ( أمْرَهم ) يتعدّى استفظاعَ هذا الحدَّ ؛ فنُتْبِعُه – بعد بيانه - الردّ والنّقدَ والصدَّ ، والله – تعالى – الموفق لِمن استعان به وأخلص ثمّ جدَّ ..
والحمد لله ربّ العالمين .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)