TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كيري في زيارة لعمان أخرى!
12/11/2014 - 11:45pm

طلبة نيوز- ماجد توبة

الزيارة التي بدأها لعمان أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد تكون الزيارة الأولى لهذا المسؤول الأميركي الرفيع للمملكة، لأنها تأتي على وقع أزمة دبلوماسية مشتعلة بين الأردن وإسرائيل، على خلفية الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية الخطرة في القدس والمسجد الأقصى، وفي ظل وصول الأردن والسلطة الفلسطينية، إلى حائط اليأس من إمكانية تحريك مفاوضات السلام مع حكومة يمينية متطرفة، باتت تقامر حتى بـ"السلام" مع حليف رئيس للولايات المتحدة في المنطقة. 
ليست هذه الزيارة الأولى لكيري لعمان، لكنها قد تكون الأهم حتى الآن، على الأقل بالنسبة للأردن الذي يخوض، مع الشعب الفلسطيني اليوم، معركة الدفاع عن القدس والحرم القدسي الشريف، في وجه تسارع المخططات الإسرائيلية واليمينية لتهويدهما، والمس بالوصاية الأردنية على المقدسات، من دون أي اعتبار لاتفاقية السلام.
لا يراهََن كثيرا على الولايات المتحدة اليوم فيما يتعلق بإسرائيل، وملف تهربها من المفاوضات والتسوية السياسية التي يفترض بها (أي تسوية القضية الفلسطينية) أن تكون مصلحة أميركية استراتيجية، في إقليم ملتهب، تشكل فيه هذه القضية، وعدم نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، المنبع الرئيس للتوتر وعدم الاستقرار. وعدم الرهان كثيرا على دور أميركي فاعل تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، له علاقة بانشغال الولايات المتحدة اليوم بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وتورطها في المستنقعين العراقي والسوري، ناهيك طبعا عن محددات العلاقة الأميركية-الإسرائيلية التاريخية.
مع ذلك، فإن الأردن يمكن له الرهان على دور أميركي آخر، وأكثر فعالية، تجاه إسرائيل، وتصاعد عدوانها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتعرضها العدواني للحرم القدسي الشريف والوصاية الهاشمية عليه، باعتباره خطا أردنيا أحمر، لأكثر من بُعد، من بينها أن هذا العدوان الممنهج على "الأقصى" مسّ بالوصاية الأردنية وباتفاقية وادي عربة.
كذلك، على الولايات المتحدة أن تأخذ جديا التحذيرات الأردنية التي ما انفك جلالة الملك يطلقها، والتي تحذر من إشعال سياسات إسرائيل العدوانية في القدس و"الأقصى" حربا دينية واسعة، لن تقف تداعياتها عند حدود فلسطين والشرق الأوسط. وكان لافتا أن بعض المسؤولين والسياسيين الإسرائيليين باتوا يحذرون هم أيضا، في الأسابيع الأخيرة، من نذر هذه الحرب الدينية التي تمس أكثر من مليار مسلم حول العالم، بعد التجرؤ الإسرائيلي على واحدة من أقدس مقدسات المسلمين. 
وبالنسبة للأردن والشعب الأردني والأمة العربية، فإن إرهاب إسرائيل وسياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وحقوقه الشرعية، لا يقلان عن إرهاب "داعش" و"القاعدة". وبلغة المصالح الأميركية، فإن هذين الإرهابين سبب رئيس لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم.
على كيري، الذي يقيم اليوم، وهو في ضيافة عمان، على بعد 40 كلم فقط من فلسطين والضفة الغربية، الإنصات جيدا لتحذيرات الأردن، وتحليلاته ومواقفه، تجاه إسرائيل؛ فشرارة القدس و"الأقصى"، باتت تهدد بإشعال انتفاضة فلسطينية ثالثة، تفجر غضبا فلسطينيا مكبوتا، ويأسا عميقا من قدرة النظام الدولي والشرعية الأممية على إلزام آخر وأبشع احتلال في التاريخ بالتسليم بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)