TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كوفيد ١٩ تكشف واقع مؤسسات تعليمنا العالي
23/03/2020 - 12:00pm

د. فداء التميمي
في سباقنا مع الزمن نتابع تطور الموقف بالارقام. بدانا بحاله تباهينا بشفائها، ثم انتقلنا الى العشرات والحجر والحظر والتخوفات بان الامر مرشح للتصعيد. اخبار العالم مرعبه والاعداد تتزايد. وهنا، ومن خلف ارتال جثث الموتى، وعلى طرق اصوات سبارات الاسعاف يقبع علماء في مخابرهم لتطوير لقاحات وعلاجات وادوات فحص تختصر الزمن لسويعات وبنتائج تصل دقتها الى ٩٩%. هنا تبرز الصين والتي طورت مختبراتها ادوات فحص تستغرق نتائجها نصف ساعة تقريبا. وهنا تبرز سنغافوره والتي طور باحثوها المحليين ادوات فحص تظهر النتائج خلال ثلاث ساعات بدقة تقارب الكمال. فسارعت سنغافوره الى استخدامها على كل من يدخل حدودها وكل من تظهر عليه علامات المرض. تعتبر سنغافوره من اوائل الدول التي ظهر بها حالات كورونا خارج الصين قبل ثلاثة اشهر تقريبا. ومع ذلك، تم تسجيل اول حالتي وفاة الاسبوع الماضي فقط في ظل وفاة ما يزيد عن اكثر من ١٣،٠٠٠ حالة في دول العالم ومنها دول بدات الجائحة بها بعد سنغافوره. عزل، واغلاق، وفحوصات؛ وبالاضافة الى ذلك، مختبرات علميه بحثيه تعمل على مدار الساعه. وبدل ان تمتلئ المستشفيات بالمراجعين، قامت سنغافوره بفحوصات شامله mass testing وصل عددها نهاية الاسبوع الماضي الى ٣٨،٠٠٠ فحص. هذا بالاضافه الى ما اتخذته من اجراءات تشديد ووقايه وتعقيم. وبالتوازي، كانت مراكز البحث تعمل. جامعة سنغافوره الوطنيه والمركز الوطني للامراض المعديه كانا يعملان مستفيدان من فترة الاغلاق التي فرضتها الصين على نفسها. فعند ظهور اول حالات في سنغافوره، بدات مراكزهم البحثيه بتطوير ادوات الفحص. امتلأت المستشفيات بادوات الفحص، وبدات سنغافوره تصدر ادواتها للخارج، وتتبرع بها لدول، مثل ميانمار في وقت رفضت دول الاتحاد الاوروبي تزويد بعضها بما تحتاجه من مساعدات. في هذا الاطار، نسأل اين جامعاتنا ومختبراتنا البحثيه وابداعاتنا وتميزنا. نسأل، اين هي ابحاثنا وتصنيفاتنا العالميه التي كنا نسردها مع رواياتنا الدونكوشيتيه. هل كان على الدوله ان تذهب لسنغافوره لاحضار ادوات فحص تم تطويرها في فترة الازمه الحاليه. هم استفادوا من تجاربهم في امراض سابقه مثل السارس ونحن من ماذا استفدنا؟ اين الملايين التي صرفناها على الابحاث العلميه؟ بل اين المليارات التي صرفنتها الدوله على الجامعات؟ هل تعدل هذه الاموال اليوم ذهاب طائراتنا لاحضار ادوات فحص من سنغافوره. هنا يبرز الفرق بين ابحاث ادرجناها في رفوف العفن وابحاث انقذت بشر. في جامعاتنا الاف من طلبة الطب والتخصصات الحيويه، وعلى طابور التوظيف الاف مثلهم، ولدينا ٣٢ جامعة تدرس كل التخصصات بطواقم تزيد عن ١٠،٠٠٠ عضو هيئة تدريس. وصرفت الجامعات في سنة واحدة على البحث العلمي قرابة ٨٨ مليون دينار اردني، لننتهي بطائرة تذهب لاحضار ادوات فحص testing kits من سنغافوره طورتها جامعتهم الوطنيه ومركز ابحاثهم الوطني. ما بعد كورونا، يجب ان نستفيق، ليس سلوكيا واجتماعيا وصحيا فقط. بل وتعليميا ايضا. فلا نريد ابحاث ورقيه تستهلكها اغبرة الزمن ولا نريد هياكل جامعات تتساقط مع لولوبية حركة الحياه، ولا درجات علميه تمنحنا لقب "دكتوووور". ماذا انجزت جامعاتنا ... جمع التبرعات... كأي جمعيه تعاونيه!! يجب ان تكون هناك وقفه مع حاكميه الجامعات ما بعد كورونا. وحان الوقت لتغيير جذري لإدارات الجامعات التي لم تستطع ان تستثمر مواردها البشريه الضخمه لمساعدة الاردن في محنته. فمتى اذا سياتي دور الجامعات اذا لم يكن الان؟ يجب تشكيل لجنه وطنيه من خبراء جامعيين حقيقيين ووزاره الصحه والمؤسسة العسكريه والقطاع الخاص لعمل أبحاث حول كل ما يهم كورونا. هي ورقة التوت التي اسقطتها كورونا، ياااا ساده

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)