رعد الزبن
حدث على الفايسبوك قبل أسابيع قليلة أن تداول طلبة وخرّيجي كلية الفنون والتصميم, ومن بينهم أنا, صورةً لمنحوتات قيل أن إدارة الكلية رمت بها في مكبّ الجامعة, وهي ليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها أعمال فنية لطلبة وخرّيجي الكلية لشيء مماثل, وبغض النظر عن حيثيات القضيّة, فإن تداول القضية يعكس اهتمام المجتمع المحلّي بهذه الكلية وبكل ما يدور فيها وعنها, وفي مثل هذه الحالات تقوم الجامعة وعلى لسان أحد مسؤوليها باستثمار حق الرّد لتوضيح المسألة وإزالة اللبس أو اللغط الحاصل.
ومع الأسف, استثمرت الجامعة حقّها القانوني في الرّد على لسان عميد الكلية الذي نشر مقالاً في إحدى الصحف المحلّية بعنوان (ارفعوا الأيادي المأجورة عن كلية الفنون), اتهم فيه مثيري القضيّة بأنهم (مأجورين وأقزام), وهي سابقة خطيرة لم أعهدها منذ دخولي الجامعة طالبًا في قسم الموسيقى وحتّى اليوم, أن ينشر مسؤولٌ في الجامعة ردّه أو تصريحه وبمسمّاه الوظيفي, يستخدم فيه هذه اللغة الاتهاميّة والتي تتضمن تجريحًا صريحًا بحق الذين وجّهوا نقدًا للمؤسسة أو عبّروا عن رأيهم, وكثيرًا ما كانت الجامعة تتعرّض لحملات من الإساءات المقصودة والمتعمدة, وكانت دائمًا تحرص على أن تقدّم نموذجًا في اللغة الحوارية الحضاريّة كونها في النهاية, أي الجامعة, مؤسسة أكاديمية مرموقة, لها مكانتها التاريخية والوجدانية في قلوب الجميع.
لم تعد القضيّة الآن في الرّد وحقّ الرّد, فكيف يمكننا كطلبة أو خرّيجين أن نرد على الجامعة ممثّلة بعميد كلية الفنون والتصميم وهي تصف أبناءها بالأقزام والمأجورين؟ ومنذ أن نشرت الجريدة مقال العميد, قمت بمراسلته وطالبته بجدّية أن يقوم بسحب مقاله والاعتذار عنه وإعادة صياغته بلغة تحترم مكانة الجامعة وطلابها وخرّيجيها, ولمّا يفعل ذلك! كما أنني أجريت اتصالات مع عددٍ من الآباء الأفاضل أساتذة الكلية ليكونوا واسطة خير, والمفاجئ والغريب أنهم اعتذروا عن ذلك دون بيان الأسباب, ما يعني أن العميد أيضًا ربما انفرد في صياغة ردّه بصورة تجعل زملائه يمتنعون عن مراجعته في القضيّة! فهل هذه هي الصورة الأكاديمية المُشرقة التي تحدّث عنها في مقاله؟
إذا كان العميد المحترم لا يرغب بالتراجع عن إساءاته التي عممّها على جميع من تداول رأيًا بشأن القضيّة, فعلى الأقل هناك أسئلة ينبغي أن نعرف إجاباتها :
ما هي الآلية التي صيغ هذا الرّد الهجومي وما هي الدوافع التي أدّت إلى تضمين الرّد ألفاظًا مسيئة؟ هل وافق مجلس الكلّية على صيغة الرّد هذه؟ يعني هل أن هذا الرّد يمثّل وجهة نظر ولغة وعقليّة آبائنا الأفاضل في الهيئتين الإدارية والتدريسية لكلية الفنون؟ أم أن العميد انفرد بصياغة هذا المقال دون استبداء رأي زملائه؟ ولماذا؟ وأين هو عطوفة الرّئيس من الحادثة؟ كيف ينشر مسؤول في الجامعة مقالاً بمسمّاه الوظيفي بهذه اللغة دون علم الرّئيس وموافقته؟ ولكن إذا كان بعلمه وبموافقته؛ فهل حقّاً مرّت ألفاظ مثل (أقزام ومأجورين) على عينيّ الرئيس وحازت على رضاه وقبوله؟
مع الأسف .. الجامعة الأردنيّة لا تخرّج أقزامًا ولا مأجورين, ولم يكن هذا هو العشم
اضف تعليقك