TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قراءة في حادث الرقبان الأخير. .
22/06/2016 - 8:45am

طلبة نيوز

الدكتور نضال يونس

السيطرة على الارهاب عملية معقدة أعجزت كل دول العالم، ولكن علينا أن نبادر إلى ضرب منابت ومواقع كل ما يشتبه بصلته بالارهاب والا فالعواقب وخيمة ، والاردن واجه خلاىل الفترة الاخيرة بعص العمليات الإرهابية راح ضحيتها رجال امن ومواطنين ابرياء، والتفجير الارهابي الاخير على مثلث الحدود المعروف "بالرقبان" قرابة المخيم الذي تشرف عليه القوات الاردنية للاجئين السوريين لا يعد "اختراقاً" أمنياً، فعلى حدود مفتوحة، وعلى مسافات كبيرة مع دولة تشهد تنامي عناصر الإرهاب، كل شىء وارد ومحتمل والدليل أنه ما ان وصلت اولى الاليات الى الساتر الترابي مقابل المخيم وفي المنطقة التي تتجمع فيها الاجهزة الاردنية حتى انفجرت، ليطبق الجيش قواعد الاشتباك مع الاليات الاخرى، وهذا يؤكد على ان حرس الحدود استطاع الرصد والمبادرة، وقطعاً فنحن لا نواجه إرهاباً بسيطا أو سهلا لأننا محاطون ببيئة خصبةللارهاب الذى يتم تصديره من جميع الجهات..

أصابع مقاتلي داعش واضحة في الحادث، واستهداف حرس الحدود ورجال الجيش أمر متوقع طالما نحن في قلب المعركة مع تنظيم دموى لا يقيم حرمة لدم المسلم فى شهر رمضان المبارك ولا غيره، لكن المهم أن تنامي الوعي في بلدنا، والوقوف يدا واحدة خلف اجهزتنا العسكرية، ونبذ العنف أو محاولات تهديد الوحده الوطنية هي الأسس التي تقوم عليها "مرتكزات" الأمن والاستقرار الذي أصبح ضروريا لزرع الثقة في أجهزتنا الامنية التى تقوم بدورها فى محاربة الارهاب.
لن يتورع الإرهابيون عن ممارسة كافة الحيل والسلوكيات المحرمة التى لا تقرها الاديان ولا القوانين فى سبيل تنفيذ جرائمهم البشعه والدنيئة والنيل من وحدة و استقرار هذا البلد، والمؤسف أن التعاون الدولي، والدول المؤثرة فى السياسة العالمية ما يزال دون المستوى المطلوب ويقتصر فقط على دعم الجهود الانسانية دون مكافحة الاسباب والعوامل التى تغذي هذا التنظيم وغيره، رغم الدعوات والحشد السياسي والمعنوي الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية فى كل المناسبات واللقاءات الاعلامية.

في وسط هذه الحرائق المشتعلة من حولنا، لا بد ان نتوقع مثل هذه الحوادث فنحن لسنا استثناء عن معظم الدول العربية أوالاسلامية التي تواجه هذا المدّ، ولا حتى الدول الاوروبية والامريكية بمعزل عن مثل هذه الحوادث التى ضربت اعرق العواصم العالمية من باريس الى بروكسل ثم اورلاندو، وقد شهدت بلادنا العديد من العناصر الذين قبض عليهم من جنسيات مختلفة ممن تم زرعهم وتجنيدهم، غير أن الاحتياطات لأي طارئ، والمراقبة الحصيفة، فوتت الكثير من العمليات التي كان من الممكن ان تستهدفنا ، ولعل شهداء هذه الحادثة من افراد الامن والجيش والدفاع المدني الذين تعود اصولهم الى مختلف القرى والمدن الاردنية كأبطال في مجتمعهم، يعطوننا الدليل على أن جميع الاردنيون اليوم باتوا في خندق واحد، وعلى ضرورة ان يتحمل كل مواطن جزء من المسؤولية سواء بكشف تلك العناصر أو القيام بنشر الوعي بين المواطنين بمختلف الوسائل، وعبرمنابر الجامعات والمدارس والمساجد، واستخدام التقنيات الحديثة لدرء تلك الافكار وكشف العناصر الدخيلة و الخلايا النائمة، والتحذير منها واجب وطني يشترك فيه جميع المواطنين.

نادى الاردن ودعى الى حل القضية السورية من بداياتها، وكانت المزايدات بين مختلف الأطراف أكثر من البحث عن مخارج لهذه المشكلة التى دخلت عامها الخامس بدون حلول فى الافق، وهناك من اعتقد أن زوال القيادة الحاكمة سيجعل سورية كلها مركزاً للإرهاب، ومرت الايام وضاعت الفرص فكانت النتائج زيادة مضطردة فى عدد الارهابين وتنوع فى عملياتهم ووصولهم إلى فرنسا وأوروبا حتى امريكا.
مثلما كافح العالم العنصريات وجرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، فإن الإرهاب الذي بات يضرب العالم اليوم، لا تستطيع أي دولة تحصين نفسها من شروره، ونحن داخل هذه المعادلة الصعبة ليس لنا خيارات سوى ان نستمر بالعمل بما تمليه علينا واجباتنا الوطنية والأخلاقية.
حمى الله الاردن ورحم الله شهداءه الابرار واسكنهم فسيح جنانه..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)