طلبة نيوز-الدكتور محمد الفرجات

كان كتاب التكليف الملكي للحكومة عند تكليف الرئيس الحالي بالتشكيل الحكومي واضحا، ويحمل بطياته ما جاء في كتاب التكليف الأخير بشأن الاقتصاد، والذي يطلب من الحكومة استنفار الجهود لوضع تصور عن خطة تنفيذية للنهوض باقتصاد المملكة، وبالمقابل فان برنامج الحكومة الذي نالت عليه الثقة من مجلس النواب جاء ملبيا للتوجيه الملكي في كتاب التكليف بالتشكيل، ووضع برنامج وخطة عمل متكاملة بتسميات واضحة ماليا وزمنيا للتنفيذ. الحكومة نجحت بجني وفرض الضرائب، وتسمية رسوم وتراخيص وضرائب جديدة، أدت الى افلاس الشعب من ناحية، وجنون الأسعار من ناحية أخرى، بينما لم تهتدي الى مشروع واحد يساهم برفع الناتج المحلي أو توفير فرصة عمل واحدة، وهذه تبطئة وليست تنمية.

اليوم ولحكومة في خريف العمر فشلت بتنفيذ برنامجها باحداث تنمية فيزيائية ملموسة، اضمحل وانكمش الاقتصاد والنمو المحلي بعهدها لخطأ في تقدير استراتيجيات التكلفة والعائد، يأتي كتاب ملكي بتوجيهات لأمور مفصلية للدولة تتعلق بالاقتصاد، فكان توقيت ومضمون التكليف يشير الى ضحولة بالنضج السياسي وعجز فكر لدى مستشاري الملك بالشأن الإستراتيجي. كان من الأجدر وبعد الخروج من عنق زجاجة الربيع العربي لدينا، تشكيل حكومة ناضجة بالفكر الاقتصادي قصير ومتوسط وبعيد المدى، تتلقى كتاب تشكيل بنفس مضمون ما تلقت الحكومة مؤخرا من تكليف لرأب صدع الاقتصاد، والذي ليس من الخجل قرع ناقوس خطره أمام مديونية قاربت بأرقامها الناتج القومي الاجمالي السنوي للدولة، ولن نتحدث عن الجمود ونسب البطالة والجريمة المنظمة، مقابل تنامي فكرا يعادي الموالاة والموالين.

"حجيج المستوزرين ووفود وجاهات من العيار الثقيل تؤم منزل الرئيس المكلف بالتشكيل" هذه نبذات من جمل محزنة تدوي اعلاميا عندما يتم تكليف رئيس جديد... ونتمنى التغلب على ذلك وصولا للدولة المدنية بحكومات تشكلها أحزاب لها برامج واضحة وصادقة، ضمن نضج سياسي.... آنذاك لا داعي لخطاب بخطة إقتصادية عشرية لحكومة قائمة ستتحمل وزر النجاح أو الفشل في تنفيذ برنامجها (السياسي الاقتصادي الاجتماعي الخدمي ... الخ).

اليوم الرئيس الحالي وبالرغم من كل ما نادى به مجلس النواب، وقرار محكمة الجنايات الكبرى، ورأي الشارع الاردني (قرى وبوادي ومدن ومخيمات)، والاعلام، بجلب الكردي واعادة حق الشعب لخزينة الدولة، فلم نسمع ما يذكر من دولته، ويقف المواطن الذي بات فاقدا بوصلته في طوابير محزنة لنيل دعم المحروقات يشعر باللاعدل، وانني شخصيا لا أجد كثيرا ممن صمدوا في وجه عنفوان الربيع العربي عام 2011 موالاة على نفس رأيهم، فسحقا للفقر والبطالة، وسحقا للكردي الذان كانا السبب عندما سألتهم "لماذا ؟"، فهل سيصدر كتاب تكليف ملكي آخر للرئيس بجلب الكردي أينما وكيفما كان؟ وهل سيتم تشكيل حكومة أخرى لنهضة اقتصادية غير مسبوقة، نعرف ونعلم مفاصلها بمبادرة "مشروع الشعب للانتاج"؟

حمى الله الوطن والشعب والقائد، ربنا اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات، ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم، نكتب ذلك لوجه الله، ولا نبتغي الا ما عنده تبارك وتعالى.