TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قراءة في استقالة المعاني !
29/10/2019 - 8:00am

طلبة نيوز

لماذا يلجأ المسؤول الى الاستقالة؟ هل هي احتجاج على سياسات غير مقبولة؟ هل الاستقالة تعيد توازن القرارات الحكومية؟ هل الحكومة مسؤولة بهيئتها كافة؟ ام أنّ المسؤولية فردية؟ أم ان رئيس الحكومة هو من يجب ان يتحمل المسؤولية الأدبية والقانونية والحكومية؟ ولماذا استقال الوزير المعاني؟ هل لانه شعر بالاحباط من اداء الحكومة وعدم تحملها المسؤولية، أم لان رأيه لم يأخذ به؟ والسؤال الجوهري لماذا تلكئت الحكومة شهرا كاملا في حل قضية المعلمين مع أن الجميع يعرف ان نقابة المعلمين وافقت على الحلول في الاسبوع الاول؟ وهذا الكلام يعرفه القاصي والداني، وهو ما اتفق عليه الوزير المعاني مع نقابة المعلمين؟ ولماذا رفض رئيس الوزراء ذلك الحل؟ هل لانه كان يعتبر المعلمين الحلقة الأضعف وبالتالي لا يجور مكافأتهم على إضرابهم؟ أم لانه اطلق القوة الخشنة في وجه المعلمين وبالتالي كان يعتقد ان المعلمين سيعودون الى مدارسهم بالخوف والقوة؟

كل المؤشرات تقول إن المعاني كان على حق، وان الرئيس وفريقه كانوا يدفعون باتجاه عدم إعطاء المعلمين أي شيء! لكن لماذا عاود الرزاز وتنازل من عليائه واعطى المعلمين جميع مطالبهم؟ اقول كان الاجدر بالحكومة ان تحترم شخوص وزرائها لا ان تصدر بيانات غير مقنعة، وتقول أكد مصدر حكومي ان كذا لم يكن على قدر المسؤولية، هذه لغة مفلسة عفى عليها الزمن؛ لان الحقائق معروفة للجميع ولا داعي للاستقواء على اَي وزير يستقيل، وهذا ما قام به الرزاز مع الوزيرين المحافظة وعناب قبل عام، حينما حملهما مسؤولية هما لا علاقة لهما بها، وكان الاجدر ان يستقيل هو منذ العام الماضي؛ لان كل ما تم من إجراءات معروفة لكل أبناء الوطن، ويحاول الان ان يحمَل فشل حكومته الاقتصادية والاجتماعية والإدارية للوزير المعاني، والأردنيون يمتلكون ذاكرة ثاقبة لأنهم يعرفون ان الفريق الاقتصادي لم يقدم شيئا يذكر، وان سياسات الترقيع لا تنطلي على احد، وان التعديلات الحكومية الكثيرة على الحكومة نفسها اثبتت ان مزاجية الرئيس واختياراته لا تتجاوز صندوقه الخاص، وان سياسة استقطاب المحاسيب والاصدقاء أصبحت على كل لسان، لدرجة اننا وصلنا الى قناعة تامة من أن سياسة الرئيس إقصاء كل وطني غيور، واستقالة المعاني تفتح الأبواب على مصراعيها لكي يعرف الجميع ان ابعاد أبناء الوطن المخلصين والاوفياء لرسالة الاْردن لا يجوز ان يستمر بهذا المستوى من التجاهل واللامسؤولية

، اما الدكتور المعاني فقد سجل في تاريخ الوطن الاردني الحديث ان الرجال الرجال مواقف لا تباع ولا تشترى، وكل من يعرف الوزير المعاني يعرف إنجازاته وحسن ادارته وقدرته على اتخاذ القرار وحزمه ومسؤوليته، لقد جاءت استقالة المعاني بمستوى يليق بتاريخه العلمي والأكاديمي والانساني، وهذه موقف الرجال الرجال وهو بذلك كسب الاْردن كله الموالاة والمعارضة؛ لانه اثبت للقاصي والداني ان المواقع والمواقف لا تبدل الرجال؛ ولذلك ربح المعاني وخسرت الحكومة علماً وقائداً وإنسانا يمتلك الرؤية والابداع والشجاعة، ولن يخذل الاْردن رجاله الاوفياء، اما المرتجفون فمصيرهم النسيان والاهمال ، حمى الله الاْردن وحمى قائده الملك عبدالله الثاني وشعبه الابي وتحية صادقة لكل الاوفياء لرسالة الوطن.

‏‫

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)