TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قراءات شعبية في الثورة الملكية
02/05/2014 - 8:00pm

طلبة نيوز-
تطل علينا وسائل الاعلام هذه الأيام ببصيص أمل، وتتحدث عن ثورة ملكية بيضاء قادمة، ويتفاءل بها الشارع كثيرا، وهي للأمانة مدار حديث الناس في جمعاتهم، ويفصلها كل ذي حاجة لتلبي حاجته، فكيف يرى الشعب ملامح هذه الثورة وماذا يريد منها؟

الاقتصاد، نعم الاقتصاد المؤرق الأكبر للناس، خاصة مع تباطؤ النمو بالناتج الاجمالي المحلي أمام تزايد المديونية الخارجية والداخلية، وعجز الموازنة، والاعتماد الكبير على المساعدات والمنح والقروض المشروطة سياسيا، كما أن الراتب الذي بقي كما هو، وقع فريسة الضرائب والرسوم وارتفاع الأسعار هذه الحزم التي كافأ بها النسور الشعب مقابل رفع الدعم عن المحروقات، ومن ثم زج بهم في طوابير مذلة حزينة لجني دعم المحروقات. فيرسم الشعب في القرى والبوادي والأرياف والمدن والمخيمات صورة خيالية ترتقي بوضع الناس الاقتصادي، فأمامهم شهر رمضان الفضيل، ومن ثم العيد، ومن ثم عودة المدارس، ومن ثم الجامعات، ومن ثم عيد الأضحي المبارك، وكلها مصاريف تلقي بظلالها على رب الأسرة الذي كثيرا ما ينوء بنفسه الى زاوية من البيت ويسكب الدموع الغالية أمام مطالب الصغار والتي لن تنفذ. يريد الشعب من ثورتكم البيضاء راتب يفي بالحاجة لنهاية الشهر يا جلالة الملك.

أما الشباب العاطل عن العمل، وتخلي القطاعين العام والخاص عنه، فلقد وقع ضحية القنوط واليأس، ومنهم من يرى المستقبل غامض، وخاصة بفوات قطار الزواج بهم وبهن، وترى الأبوين يائسين أمام استثمارهم بالتعليم في أبنائهم، ولا يأتي وقت جني الثمار. يريد الشباب من ثورتكم البيضاء وظيفة كريمة يا جلالة الملك.

في الملف السياسي، والأمن الوطني الداخلي، يرى الشعب أن أمر استمرار استقبال الاخوة اللاجئين مضرا لنا ولهم، أمام شح مصادر المياه والطاقة والضغط الكبير على البنى التحتية والخدمات، والسيطرة على سوق العمل بالمهن اليدوية وبشكل غير قانوني، ويرى الشعب بأن الأمور تسير الى نفق مظلم، خاصة بوصول عدد السكان الاجمالي في المملكة الى 10 مليون نسمة، بين مواطن ولاجيء وعامل وافد، ناهيكم عن نمو الجريمة المنظمة والعنف، والاستنزاف الذي بات يقوظ نعمة الأمن والاستقرار. يريد الشعب من ثورتكم البيضاء حسم للملفين يا جلالة الملك، والتفكير بتبني دبلوماسية دولية لعودة الاخوة اللاجئين لديارهم بما يضمن أمنهم وقوتهم بعيدا عن رحى الحرب.

يعي الشعب تماما بأن الظروف الاقتصادية هي مربط الفرس لكل ما سبق، ونعلم جميعا بأن الحلول ومهما كثرت فلن تراوح مكانها بعبارات مكتوبة ومصاغة كخطط زمنية لن تجد من ينفذها لعدم وجود النفقات، وينادي الكثيرون اليوم بمبادرة "مشروع الشعب للانتاج" كحلا شافيا وافيا يضاف الى الثورة الملكية البيضاء، لكي تصبح قابلة للتطبيق.

مشروع الشعب للانتاج، يتحدث عن نهضة شعبية اقتصادية صناعية انتاجية عملاقة، مدعمة بالبحث العلمي التطبيقي لجودة ومنافسية المنتجات محليا وعالميا (جودة عالية وكلفة قليلة)، وقرار سياسي بالحد من المستوردات، وفتح السوق المحلي للمنتج الوطني، مقابل مساهمة الشعب والحكومة معا بمشاريع تصل كلفتها السنوية الى نصف مليار دينار، ما يستوعب 400 ألف عاطل عن العمل، وينعش وضع الدولة الاقتصادي، على مدى خمسة سنوات فقط، ويعود على المساهمين من الشعب بعوائد استثمارية واعدة جدا، والنماذج والاسقاطات العلمية واضحة، والتطبيق ممكن، وهنالك أمثلة عالمية، هذا وأن اللجنة التحضيرية للمبادرة جاهزون وفي أي وقت للقاء سيد البلاد لطرح تفاصيل المشروع، فهل سيتكرم رجال الديوان الملكي العامر بايصال صوتنا الى جلالة الملك؟

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)