TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في اليرموك: كليتي أحلى، وجامعتي أغلى...
01/06/2014 - 7:00am

طلبة نيوز-أ.د أمل نصير

 
 

في خضم الحديث عن العنف الطلابي، وتراجع التعليم في الأردن، وغيرها من الأمور التي كثيرا ما تنشر البؤس في النفوس، والألم في القلوب، نسمع بين الحين والآخر عن مبادرات إيجابية تصدر عن أبنائنا الطلبة لا سيما في جامعة اليرموك.
من هذه المبادرات المبادرة الشبابية " كليتي أحلى التي أطلقها عدد من طلبة قسم الجغرافيا في كلية آداب اليرموك، هدفها تعزيز حب الطلبة لكليتهم، ومن ثم لجامعتهم؛ لأن الحب قد يوصل إلى التعلق، والتعلق يوصل إلى الحرص، والمحافظة على ما نحب، بل أكثر من ذلك يدعونا إلى الذود عنه بكل ما ملكنا من إمكانيات.
وحب الطلبة لجامعتهم يعزز مفاهيم البحث عن كل ما هو قيم في حياتهم الجامعية، ويعزز كذلك الانتماء إليها، ويستند الى قيم إيجابية في بنائها، ويساهم في تحقيق التقدم لحل بعض مشاكل الطلبة في جامعاتنا.
كنا في الماضي نحب جامعتنا بالفطرة، ونعجب بها بالفطرة أيضا، وكانت هذه المفاهيم الإيجابية تتعزز يوما بعد يوم، فما نكون في مكان داخل الوطن أو في سفر ... ونلتقي بأحد خريجي أو خريجات اليرموك إلا وتتحرك تلقائيا مشاعر الحب والفخر لهذا المكان الرائع الذي ساهم في وجودنا الإيجابي في الحياة، وسرعان ما تبدو مشاعر الفرح والسعادة تتهلل على وجوه المتقابلين، وقد تخرج منهما عبارة مشتركة أسمعها كثيرا وبفخر كبير:( اليرموك غير).
إنه الانتماء الإيجابي الذي قد لا يفطن إليه بعض طلبتنا الذين ما زالوا ينعمون بالدراسة على مقاعدها اليوم، ولكنهم بلا شك سيصابون بحالة عشق اليرموك في المستقبل القريب لا محالة .
لا شك أن أمورا كثيرة تغيّرت بين الأمس واليوم في كثير من مناحي الحياة، ومنها الجامعية؛ لذا لا بدّ من تغيير استتراجيات التعامل مع أجيال الطلبة المتلاحقة، ولا يجوز أن نتوقع منهم أن يحبوا جامعاتهم بالفطرة مثلما فعلت الأجيال السابقة، ولا يجوز أن نؤنبهم على عدم انتمائهم لصروح التعليم التي تستحق منا كل التبجيل، وبدلا من ذلك علينا أن نعزز التغيير الإيجابي لديهم، فكلما انحرفوا مترا إلى اليسار نحرفهم مترا إلى اليمين ليبقوا على الصراط.
وعلينا أن نعترف بأن منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع انحسرت، وتراجع كثير منها لصالح القيم الاستهلاكية البعيدة عن كثير مما هو جميل ونبيل، أو استبدل بما هو في مصلحة الفرد بعيدا عن مصلحة الجماعة، وتراجع الألق الذي كان يصاحب خريجي الجامعات لا سيما في بعض التخصصات، وهذا كله يتطلب استتراجيات جديدة في التعامل معهم، ولعل من أهمها إيلاؤهم الثقة بأنهم قادرون على فعل الكثير مما هو مفيد.
من ذلك ما يصدر عنهم من مبادرات تعمل على إشراك الطلبة في المحافظة على سلامة الجامعة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تصب في احترام الطالب للمؤسسة العلمية التي يدرس فيها، وتعزز مفهوم الانتماء لها.

يحتسب لإدارة جامعة اليرموك تشجيعها لمثل هذه المبادرات، وإعطائها الوقت للقاء الطلبة القائمين عليها، ومشاركتهم بعض الأعمال التطوعية، فهذا يزيد من حماسهم، ويصب في تشجيع طلبة الجامعة على مزيد من الخلق والإبداع والاجتهاد في سبيل مزيد من المبادرات الإيجابية التي تخدم الجامعة، والمجتمع المحلي كما كان من مبادرة (طلبة الخير في يرموك الخير)، التي أُطلقت في رمضان الماضي. 
فالعمل على المحافظة على اسم جامعة اليرموك في الأوساط الاجتماعية المختلفة مؤسسة علمية متميزة على مستوى الوطن وخارجه بات واجبا على الجميع، وعلى الطلبة أن يبقوا قابضين على اسم اليرموك مفتاحا لمستقبلهم بعد التخرج.
يمكن للجامعة أن تعزز هذا التوجه عند الطلبة، فتشجع عليه وتؤسس له، وذلك بمزيد من الاهتمام بأصحاب الفكرة، والمشاركين فيها، وتكريم المتميزين منهم، ونشرها إعلاميا، ويمكن للجامعة كذلك عمل لوحة شرف لهؤلاء كتلك التي تنشئها للمتفوقين علميا في كل قسم، وكل كلية، وتضع صورة لكل واحد منهم، ووصفا لنشاطه وخدمته لكليته وجامعته ووطنه، فمثل هذا سيجعل الطلبة يتنافسون في الوصول إلى هذه اللوحة، فنحن بتنا بحاجة إلى مثل هذا التفوق الأخلاقي تماما مثلما نحن بحاجة إلى التفوق العلمي. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)