TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في الثقافة الحزبية ...
15/06/2022 - 10:30am

بقلم : م. وائل محمود الهنانده
الثقافة هي اسلوب حياة الفرد والمجتمع ومن محدداتها العادات والتقاليد والتنشئة الاجتماعيه وتتاثر بالحياة العامه اليوميه والمعتقدات الدينية والاجتماعيه والقانونيه عبر الزمن والحزبيه ليست جديده على المجتمع الاردني تاريخيا ولكنت مرت بفترة ركود (ان جاز التعبير ) مدة 32 عام مما اثر سلبيا عليها حتى اليوم فبعد حكومة سليمان النابلسي التي تشكلت عام 1956 على اساس حزبي من ائتلاف حزبي الوطني الاشتراكي والبعث العربي الاشتراكي والتي لم تستمر لاكثر من ستة اشهر وتمت اقالتها بعد ان قامت بمجموعة من الاجراءات التي مست القصر والمحسوبين عليه واجراءات اخرى لا مجال لذكرها هنا وتم بعدها حظر الاحزاب والعمل الحزبي واعتباره عمل غير شرعي في عام 1957.
بعد حرب الخليج الاولى حدثت الازمه الاقتصاديه في الاردن وانخفض سعر صرف الدينار وقامت على اثرها ما سمي بـ هبة نيسان التي انطلقت من الجنوب عام 1989 وسرعان ما انطلقت الى مدن اخرى وتحولت الى المطالبه بالحريات واسقاط الحكومه وعودة الاحزاب والحياة الحزبيه واستجاب المغفور له الحسين واقال حكومة زيد الرفاعي وكلف الشريف زيد بن شاكر بتشكيل حكومة جديده وتم اجراء انتخابات برلمانيه وتم تشريع العمل الحزبي وايقاف قانون الطواريء ، بشكل عام في اي مازق اقتصادي صعب ومعقد تلجا الدول الى حلول سياسيه تمتص غضب الناس وتحول اهتماماتهم وهذا ما حصل في الاردن وقتها .
الثقافة الحزبيه في الاردن مرت بفترة ركود (ان جاز التعبير ) لمدة 32 عاما وهي مدة طويله نسبيا وما تخللها من تضييق وملاحقات واعتقالات ما زالت اثارها موجوده حتى اليوم من هنا جاء توجه الدوله وعلى راسها جلاله الملك للتحول الى حياة حزبيه برامجيه وعلى ثلاثه مراحل حسب مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومه السياسيه من خلال قانون انتخاب يعتمد القائمة الوطنية الحزبيه المغلقه وبعدد مقاعد جيد جدا في اول انتخابات قادمه وقانون احزاب معدل وبشروط جديده تجبر الاحزاب على التغلغل في المجتمع وشرح افكارها وبرامجها من اجل استقطاب المواطنين واعطيت فترة عام لتصويب اوضاعها حسب القانون الجديد وبتقديري هنا يجب على الحكومه دعم هذه الجهود لتخدم توجه الدوله نحو الحكومات الحزبيه وازالة اثار ورواسب المده الطويله نبسيا في حظر الاحزاب والعمل الحزبي صحيح ان عودة الحياة الحزبيه من عام 1992 ولكن لم تعمل الحكومات المتعاقبة على دعم عملها ومساندتها وهذا مطلوب منها الان بتقديري .
البيت والمدرسه من اهم العوامل التي تساهم في تشكيل الوعي والثقافه وبتقديري ان تعديل المناهج وبالذات منهاج التربيه الوطنيه والتطرق فيه الى مفهوم الحزب والبرامج والاهداف والحياة السياسيه وتاريخها بطريقه مبسطه للصفوف من السابع حتى العاشر سيكون له اثر ايجابي للمستقبل وياتي ذلك منسجما مع المراحل الثلاث التي رسمتها اللجنة الملكيه لتحديث المنظومه السياسيه للوصول الى برلمان حزبي برامجي وحكومه حزبيه , والله من وراء القصد

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)