TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
فوربس تتحدث عن التعليم الالكتروني في الاردن
07/05/2020 - 10:30pm

طلبة نيوز - أغلقت‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬177‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬طالب،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نحو‭ %‬72.4‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطلاب‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتربية‭ ‬والعلم‭ ‬والثقافة‭ ‬يونسكو‭ ‬‭ ‬فأحدث‭ ‬تغييرًا‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدية،‭ ‬ودفع‭ ‬نحو‭ ‬تحول‭ ‬جذري‭ ‬تجاه‭ ‬منصات‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬كما‭ ‬أصبح‭ ‬توفير‭ ‬أدوات‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أولوية‭ ‬رئيسية‭ ‬للدول‭ ‬جميعها‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬عملية‭ ‬التعليم‭.‬

وعند‭ ‬توجيه‭ ‬أنظارنا‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وضعنا‭ ‬الحالي،‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬نشهده‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬نتيجة‭ ‬التأثير‭ ‬واسع‭ ‬المدى‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬تتجلى‭ ‬أمامنا‭ ‬بعض‭ ‬التوقعات‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬حيث‭:‬

الوضع‭ ‬الراهن
1. التبني‭ ‬السريع‭ ‬للتعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد

شهدنا‭ ‬توجهًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬لتبني‭ ‬التعلم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬سريعًا،‭ ‬لكن‭ ‬بشكل‭ ‬متفاوت‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬سارعت‭ ‬في‭ ‬التحرك،‭ ‬وبدأت‭ ‬بتوفير‭ ‬أدوات‭ ‬التعليم‭ ‬البديلة‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬منصات‭ ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وقنوات‭ ‬التلفزة‭ . ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭: ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أطلقت‭ ‬السعودية‭ ‬نظامًا‭ ‬تعليميًّا‭ ‬شاملًا‭ ‬يضم‭ ‬20‭ ‬قناة‭ ‬متلفزة،‭ ‬وقناة‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬يوتيوب،‭ ‬و"بوابة‭ ‬عين"‭ ‬بوابة‭ ‬التعليم‭ ‬الوطنية،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أدوات‭ ‬التعليم‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬متاحة‭ ‬اليوم‭ ‬حرصًا‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭. ‬وفي‭ ‬الإمارات‭ ‬حسب‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬حمدان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬الذكية،‭ ‬تم‭ ‬تأهيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬معلم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬للتدريب‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬حتى‭ ‬16‭ ‬آذار‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورة‭ ‬مجانية‭ ‬بعنوان «‬كيف‭ ‬تصبح‭ ‬معلمًا‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬ساعة‮»‬‭.‬

2. ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة،‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ستواجه‭ ‬الآباء‭ ‬العاملين

الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬تدابير‭ ‬الخصوصية‭ ‬والأمان‭ ‬والإجراءات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬وجعلها‭ ‬عالمية‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها،‭ ‬لذا‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المساهمين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬إبقاء‭ ‬أعينهم‭ ‬مفتوحة‭ ‬ليكونوا‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭.‬

يكتسب‭ ‬الطلاب‭ ‬مهارات‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملهم‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭. ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬مواصلة‭ ‬الأنشطة‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ليس‭ ‬حلًا‭ ‬بديلًا‭ ‬أو‭ ‬ملائمًا‭ ‬بالشكل‭ ‬الكافي،‭ ‬فالتعلم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ليس‭ ‬بمقدوره‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬الطلاب‭ ‬والآباء‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬الكافي‭ ‬لضمان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

ومع‭ ‬انخفاض‭ ‬حجم‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬توفره‭ ‬المدارس،‭ ‬يحتاج‭ ‬الآباء‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬أبنائهم‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تلقوها‭ ‬عبر‭ ‬الانترنت‭. ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭.‬

لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمزايا‭ ‬التي‭ ‬شهدناها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬منازلنا،‭ ‬هل‭ ‬ستبدأ‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬ساعات‭ ‬عمل‭ ‬مرنة‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬إمكانية‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬للموظفين؟

3. ‬الريادة‭ ‬للقطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬لدعم‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم
يحظى‭ ‬التعليم‭ ‬فعلًا‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬حصص‭ ‬الميزانية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬فقد‭ ‬خصصت‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬2‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نحو‭ %‬14.8‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬الاتحادية‭ ‬للدولة‭. ‬فيما‭ ‬يصل‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬المتوقع‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬51‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬نحو‭ %‬19‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المصروفات‭ ‬الحكومية‭ ‬للمملكة‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يُستغل‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيتغير‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مع‭ ‬خروجنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬اليوم،‭ ‬مع‭ ‬إنفاق‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬سوق‭ ‬التقنيات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حسب‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬دبي‭ ‬المستقبل‭.‬

4. ‬أصبح‭ ‬التعليم‭ ‬المجاني‭ ‬متاحًا‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر

يعني‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬مجرد‭ ‬فرصة‭ ‬تجارية‭ ‬سانحة‭ ‬أمام‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات؛‭ ‬فالطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭ ‬الحقيقية‭ ‬والتجارب‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬بيوتهم‭. ‬وستواصل‭ ‬منصات‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المجانية‭ ‬الصعود‭ ‬والتقدم،‭ ‬مثل‭ ‬منصة‭ "‬نفهم"‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬ومنصة‭ "‬إدراك"‭ ‬في‭ ‬الأردن‭. ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬منصة‭ ‬"مدرسة"‭ ‬إحدى‭ ‬مبادرات‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬على‭ ‬توفير5‭ ‬آلاف‭ ‬درس‭ ‬تعليمي‭ ‬بالفيديو‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬عربي‭.‬

في الوقت الحالي ، يمكن للطالب الحصول على دورات مجانية عبر الإنترنت من أفضل الجامعات العالمية مثل جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد وجامعة بوسطن

5. ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬والوقت

بعد‭ ‬التجربة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬هل‭ ‬يحتاج‭ ‬الطلبة‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬التنقل‭ ‬للمدرسة‭ ‬أو‭ ‬الجامعة؟‭ ‬أدرك‭ ‬الجميع‭ ‬الآن،‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬سيتيح‭ ‬لهم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬والوقت،‭ ‬وسيوفر‭ ‬لهم‭ ‬المال‭ ‬والطاقة‭ ‬لممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الأخرى‭. ‬كما‭ ‬سيوفر‭ ‬وقتًا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسفر‭ ‬خارج‭ ‬الدولة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬سكن،‭ ‬والانشغال‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬وموافقات‭ ‬أمنية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تعطل‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭.‬

6. ‬اكتساب‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬مهارات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬مبكرة
بعد‭ ‬قضاء‭ ‬شهور‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬المنزلي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الإغلاق،‭ ‬أصبح‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬أكبر‭ ‬بأدوات‭ ‬ووسائل‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم،‭ ‬مع‭ ‬تمتعهم‭ ‬بالقدرة‭ ‬الكافية‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬دروسهم‭ ‬الخاصة؛‭ ‬فلن‭ ‬يكونوا‭ ‬طلابًا‭ ‬يتعلمون‭ ‬الدروس‭ ‬الموجهة‭ ‬وفقًا‭ ‬للمناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬سيكتسبون‭ ‬أيضًا‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التطبيقات‭ ‬الجديدة‭ ‬المتاحة،‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬استخدامها‭ ‬للدراسة‭ ‬والتعلم‭. ‬وقبل‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬كان‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬عالية‭ ‬المستوى،‭ ‬لكن‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬جميعها،‭ ‬حيث‭ ‬يتعلم‭ ‬الأطفال‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬استخدام‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬المتعة‭ ‬والتسلية‭ ‬فقط،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬سيتبنى‭ ‬مهارات‭ ‬متقدمة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬مبكرة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنهم‭ ‬استيعاب‭ ‬المعلومات‭ ‬والتعلم‭ ‬سريعًا‭.‬

7. ‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحتوى‭ ‬التعليمي‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع
سيدعو‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭. ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬البرامح‭ ‬التعليمية‭ ‬الجديدة‭ ‬تتبنى‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المحتويات‭ ‬التعليمية،‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬أحدث‭ ‬التطبيقات‭ ‬التي‭ ‬تطورها‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬وكبرى‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬مثل‭ ‬منصات‭: ‬"نون‭ ‬أكاديمي"‭ ‬و"لمسة"‭ و‬"المفكرون‭ ‬الصغار"‭ ‬و"كم‭ ‬كلمة"‭ ‬وغيرها‭. ‬كما‭ ‬ستجعل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الإبداعية‭ ‬المبتكرة‭ ‬وغيرها،‭ ‬عمليات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬أكثر‭ ‬متعة‭ ‬وسهولة‭.‬

لكن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬مراعاتها،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬سيكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬سبل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬المتساوية‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭. ‬فيما‭ ‬ستمكن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬البعيدة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬بالجودة‭ ‬ذاتها‭ ‬المتوافرة‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬لكن‭ ‬لكي‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك،‭ ‬سيتعين‭ ‬توفير‭ ‬الأدوات‭ ‬التقنية‭ ‬كالحواسيب‭ ‬المحمولة‭ ‬والألواح‭ ‬الذكية،‭ ‬والانترنت‭ ‬بأقل‭ ‬كلفة‭ ‬ممكنة،‭ ‬حيث‭ ‬ستصبح‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬البشرية‭ ‬الأساسية‭ ‬لا‭ ‬الكمالية‭.‬

وفقًا‭ ‬لليونسكو‭ (‬unesco‭)‬،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمتعلمين،‭ ‬826‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬منزلي،‭ ‬وحوالي‭ %‬43‭ ‬706‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬انترنت‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬أبريل‭/ ‬نيسان‭ ‬الماضي‭.‬

8. ‬تزايد‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التعليمية
تنافس‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمعلمين‭ ‬ومنصات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬ولن‭ ‬نرى‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬تنافس‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬عبر‭ ‬المباني‭ ‬والمنشآت‭ ‬الجامعية‭ ‬الراقية،‭ ‬حيث‭ ‬ستركز‭ ‬الجامعات‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬المواهب‭ ‬البشرية،‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬الأموال‭ ‬للاستثمار،‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬للتعليم‭ ‬وتوفير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬والطلبة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬نظام‭ ‬تعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭.‬

9. ‬تبني‭ ‬الأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬والمبادرات‭ ‬الذكية
تثبت‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالمية‭ ‬اليوم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة،‭ ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬أمازون‭ ‬التي‭ ‬تبرعت‭ ‬بـ8200‭ ‬حاسوب‭ ‬محمول،‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمتها‭ ‬مليوني‭ ‬دولار،‭ ‬إلى‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سياتل،‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التعليم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬‭ ‬كما‭ ‬استثمرت‭ ‬شركة‭ (‬Intel‭) ‬أيضًا‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬أدوات‭ ‬الاستعداد‭ ‬والاستجابة‭ ‬ومبادرات‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكترونية‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬تلقت‭ ‬‮«‬أكاديمية‭ ‬خان‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬منصة‭ ‬تعليم‭ ‬إلكترونية‭ ‬مجانية‭ -‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6500‭ ‬فيديو‭ ‬للدروس‭ ‬التعليمية‭- ‬التبرعات‭ ‬من‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬مثل‭: ‬غوغل‭ ‬وشركة‭ (‬AT&T‭)‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الملياردير‭ ‬كارلوس‭ ‬سليم‭. ‬وحصل‭ ‬نموذج‭ ‬تطبيق‭ ‬التعليم‭ ‬المجاني‭ (‬BYJU’S‭) ‬البالغة‭ ‬قيمته‭ ‬اليوم‭ ‬5‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭- ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬رائد‭ ‬الأعمال‭ ‬الهندي‭ ‬بايجو‭ ‬رافيندران‭- ‬على‭ ‬استثمارات‭ ‬من‭ ‬مارك‭ ‬زوكربيرغ،‭ ‬وشركة‭ (‬Tencent‭) ‬ورانجان‭ ‬باي،‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الملياردير‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭. ‬وسيكون‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

10. ‭ ‬ظهور‭ ‬الشراكات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬لخدمة‭ ‬التعليم
تتعاون‭ ‬شركات‭ ‬الإعلام‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الناشئة‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬التعليمية،‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬وتقديم‭ ‬أفضل‭ ‬التجارب‭ ‬للطلاب‭ ‬والمتعلمين‭. ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬تجارب‭ ‬التعليم‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬حيث‭ ‬تشاركت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأردنية‭ ‬مع‭ ‬"منصة‭‬أبواب"‭ ‬و"موضوع"‭ ‬وموقع‭" ‬جو‭ ‬أكاديمي"‭ ‬ومنصة‭ "‬إدراك‭" ‬ووزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والريادة،‭ ‬لإطلاق‭ ‬قناتين‭ ‬متلفزتين،‭ ‬ومنصة‭ ‬درسك‭ ‬التعليمية‭. ‬كما‭ ‬سجلت‭ ‬المنصة‭ ‬أكثر‭ ‬من23‭ ‬مليون‭ ‬مشاهدة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الـ3‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬إطلاقها،‭ ‬وفقًا‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬ينتظرنا‭ ‬في‭ ‬المستقبل
1 تقييم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التعليمية
بالتأكيد،‭ ‬لن‭ ‬يأتي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بالمجان،‭ ‬ستبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتقييمها‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلتها‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬يساند‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬التعليمية‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬مهارات‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التكنولوجي‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬شبكات‭ ‬انترنت‭ ‬عالية‭ ‬السرعة‭ ‬مجانية‭ ‬للطلبة،‭ ‬أو‭ ‬بأسعار‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭.‬

فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الجامعة‭ ‬الأردنية‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬حزم‭ ‬انترنت‭ ‬لنحو‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬على‭ ‬نفقتها؛‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬التَّعلم‭ ‬الإلكتروني‭. ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬منصة‭ ‬إدراك‭ ‬للتعلم‭ ‬المدرسي‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬شراكتها‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬المحلية‭: ‬زين‭ ‬وأورانج‭ ‬وأمنية،‭ ‬حيث‭ ‬سيتمكن‭ ‬المستخدمون‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬من‭ ‬تصفُّح‭ ‬محتواها‭ ‬وتنزيل‭ ‬المواد‭ ‬الدراسيّة‭ ‬التي‭ ‬توفرها–‭ ‬والمصممة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬لطلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والمعلمين‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬دون‭ ‬استهلاك‭ ‬لحزم‭ ‬الانترنت‭ ‬للخطوط‭ ‬الفعالة‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭.‬

2. ‬زيادة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأنشطة‭ ‬والهوايات‭ ‬وتعزيز‭ ‬المواهب
رغم‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المواد‭ ‬التعليمية‭ ‬العادية‭ ‬ستكون‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬سيحتاج‭ ‬الأطفال‭ ‬والـشباب‭ ‬إلى‭ ‬التـجـمع‭ ‬معًا‭ ‬لمزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والألعاب‭ ‬وعقد‭ ‬اللقاءات‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بـالفعاليات‭ ‬الموسيقـية‭ ‬والبدنية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المواهب‭ ‬الرياضية‭ ‬والفنية‭ ‬وغـيرها‭ ‬تحتاج‭ ‬تنميتها‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭. ‬لذا‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬ترفيهية،‭ ‬حيث‭ ‬يذهب‭ ‬الأطفال‭ ‬للتجمع‭ ‬واللعب‭ ‬وممارسة‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬وغيرها‭.‬

3. ‬نمو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬الإلكتروني
ستنخفض‭ ‬عمليات‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬المدارس،‭ ‬وسيزيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬والتكنولوجيا‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬تجاوز‭ ‬قيمة‭ ‬سوق‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬العالمي‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬وفقًا‭ ‬للتقرير‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬خدمات‭ ‬البحوث‭ ‬السوقية‭ (‬Global Market Insight‭) ‬عام‭ ‬2019‭.‬‭ ‬وقد‭ ‬جمعت‭ ‬أكثر‭ ‬10‭ ‬شركات‭ ‬ناشئة‭ ‬تمويلًا‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬نحو‭ ‬45‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬تزايد‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ،‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الصاعدة‭ ‬والأفكار‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الجديدة‭. ‬كذلك‭ ‬سنرى‭ ‬شركات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬الناشئة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تنمو‭ ‬بوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى،‭ ‬نتيجة‭ ‬لانخفاض‭ ‬الأثر‭ ‬الأساسي‭.‬

4. ‬انخفاض‭ ‬التكاليف‭ ‬والنفقات‭ ‬التعليمية
مع‭ ‬بقاء‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬المنازل،‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬عبر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬سيتناقص‭ ‬الضغط‭ ‬المتعلق‭ ‬بالحضور‭ ‬والالتزام‭ ‬بالفصول‭ ‬التقليدية‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭. ‬فيما‭ ‬ستنخفض‭ ‬النفقات‭ ‬والتكاليف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬المباني‭ ‬التعليمية‭ ‬وصيانتها،‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬التكاليف‭ ‬الأخرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالزي‭ ‬المدرسي‭ ‬والتنقل‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬المنزل،‭ ‬أو‭ ‬السفر‭ ‬ونفقات‭ ‬المعيشة‭ ‬ومصاريف‭ ‬التأشيرة،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطلاب‭ ‬يدرسون‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬مدينة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المصاريف‭ ‬المطلوبة‭. ‬وسنتمكن‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الميزانيات‭ ‬وتوجيهها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬توفير‭ ‬الرحلات‭ ‬الميدانية‭ ‬أو‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الجديدة‭.‬

5. ‬بدء‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬مناهج‭ ‬جديدة‭ ‬منافسة‭ ‬للنظم‭ ‬التقليدية
في‭ ‬منظومات‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدية،‭ ‬يتعلم‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬عمرية‭ ‬واحدة‭ ‬المناهج‭ ‬نفسها‭ ‬تقريبًا‭ ‬بالسرعة‭ ‬نفسها،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬أو‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الفردية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تضع‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬مناهجها‭ ‬الخاصة‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬بفضل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬العالمية،‭ ‬سيكون‭ ‬للطلاب‭ ‬إمكانية‭ ‬الخيار،‭ ‬حيث‭ ‬سيصبح‭ ‬بوسعهم‭ ‬الاختيار‭ ‬مثلًا‭ ‬بين‭ ‬تعلم‭ ‬الرياضيات‭ ‬من‭ ‬أمريكا،‭ ‬والعلوم‭ ‬من‭ ‬ألمانيا،‭ ‬واللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬ومع‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬وتقليل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمية،‭ ‬سيتمكن‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬بالوتيرة‭ ‬التي‭ ‬تناسبهم،‭ ‬والانتباه‭ ‬أكثر‭ ‬للأشياء‭ ‬التي‭ ‬يستمتعون‭ ‬بفعلها‭.‬

6. ‬تزايد‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬التدريس‭ ‬الخصوصي‭ ‬والدورات‭ ‬التدريبية
لدعم‭ ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬سيزيد‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬المعلمين‭ ‬الخاصين،‭ ‬عبر‭ ‬المؤسسات‭ ‬والتطبيقات‭ ‬مثل‭: ‬تطبيق‭ (‬Synkers‭) ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وتطبيق‭ (‬Orcas‭) ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ولكي‭ ‬يتمكن‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مدرسهم‭ ‬أو‭ ‬بلدهم‭.‬

7. ‬زيادة‭ ‬برامج‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا والهندسة‭ ‬والرياضيات‭ (‬STEM‭) ‬وزيادة‭ ‬انتشار‭ ‬المعاهد‭ ‬المتخصصة
سيكون‭ ‬هناك‭ ‬طلب‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬برامج‭(‬STEM‭) ‬المتخصصة‭ ‬عالية‭ ‬التقنية،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العلوم‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وقد‭ ‬يرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬المتطلبات‭ ‬العالمية‭ ‬وأسواق‭ ‬العمل‭ ‬دائمة‭ ‬التطور‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العلوم‭.‬

ومن‭ ‬شأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متخصصة‭- ‬مثل‭: ‬جامعة‭ ‬الطاقة‭ ‬التابعة‭ ‬لشركة‭ (‬Schneider Electric‭) ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬دورات‭ ‬تعليمية‭ ‬مجانية‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬شركة‭ ‬ماستركارد‭ (‬Girls4Tech‭) ‬الذي‭ ‬يلهم‭ ‬الفتيات‭ ‬ويشجعهن‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬المهارات‭ ‬التكنولوجية‭- ‬سد‭ ‬فجوة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬المواد‭ ‬عالية‭ ‬التخصص‭.‬

8. ‬ارتفاع‭ ‬حصانة‭ ‬أسواق‭ ‬التعليم‭ ‬ضد‭ ‬التغييرات‭ ‬المفاجئة
ستصبح‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬محصنة‭ ‬ضد‭ ‬التغييرات‭ ‬المفاجأة،‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستكون‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم‭ ‬جميعها‭ ‬متاحة‭ ‬ومضمونة‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬محصنًا‭ ‬ضد‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬المتغيرة‭ ‬والأوبئة‭ ‬العالمية‭ ‬والحروب‭ ‬والأحداث‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعطيل‭ ‬الحياة،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الانترنت‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬متاحًا‭ ‬ويسهل‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭.‬

9. ‬تحسن‭ ‬مستوى‭ ‬الحياة
مع‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬الذي‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬سيقل‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬وسيتوافر‭ ‬وقت‭ ‬أكبر‭ ‬لقضائه‭ ‬مع‭ ‬العائلة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الجداول‭ ‬اليومية‭ ‬للحضور‭ ‬في‭ ‬مقرات‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭. ‬بينما‭ ‬سيزداد‭ ‬السفر‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الطلاب‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬لن‭ ‬يصبحوا‭ ‬متقيدين‭ ‬بجدول‭ ‬دراسي‭ ‬معين‭. ‬كما‭ ‬ستتمكن‭ ‬العائلات‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬يريدونه،‭ ‬دون‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬دراسة‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬فيها‭.‬

10. ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة
في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬ستحتاج‭ ‬الحكومات‭ ‬والمستثمرون‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬مليًا‭ ‬في‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬ستحدث‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬بعد‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تعلمها‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭. ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬الارتقاء‭ ‬والتقدم‭ ‬بالتعليم،‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬معينة‭ ‬للبحوث‭ ‬والتطوير،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬Big Data،‭ ‬الحقيقية‭ ‬والموثوقة‭ ‬والواضحة‭. ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬عملي‭ ‬ومشرق،‭ ‬يعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬والمدرسين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭.‬

الاستنتاجات‭ ‬والتوصيات
لن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬وردي،‭ ‬إنما‭ ‬علينا‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬سعيًا‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬تعليم‭ ‬أفضل‭. ‬وينبغي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المساهمين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬تبني‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬وعدم‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الأنظمة‭ ‬المناسبة‭ ‬واعادة‭ ‬بناء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للتعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفيره‭ ‬كخيار‭ ‬بديل‭ ‬ومتكافئ‭ ‬مع‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬ووضعهما‭ ‬أمام‭ ‬الآباء‭ ‬والطلاب‭ ‬وترك‭ ‬الخيار‭ ‬لهما‭.‬

اليوم‭ ‬أنسب‭ ‬وقت‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬الحالية‭ ‬والبناء‭ ‬عليها،‭ ‬فقد‭ ‬وفرت‭ ‬تجربة‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬تبشر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬تعليمي‭ ‬واعد،‭ ‬والتطلع‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أعمق،‭ ‬وأهم‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬وجود‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬التقليدية‭ ‬فقط‭ ‬لنعمل‭ ‬معاً‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬تعليمي‭ ‬مشرف‭.‬

‭‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬التعليم‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬فلنعمل‭ ‬معًا‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجميع‭.‬(فوربس - خلود العميان)

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)