TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
غطيني يا صفية مش فايدة
08/12/2015 - 4:45am

طلبة نيوز- أ.د يوسف أبو حميدان

هذه مقولة مشهورة للزعيم المصري الراحل سعد زغلول، وقد تعددت الروايات في مناسبتها فالبعض يقول أن سعداً قصد بها الوضع السياسي في مصر الذي بقي على حاله ولم يتغير رغم الأحداث التي كانت تمر بها مصر آنذاك، والرواية الأخرى قالت أن سعداً قالها لزوجته صفية زغلول عندما أرادت أن تعطيه الدواء وكان يحتضر فقال لها أن الدواء لم يعد مفيدا في حالته، فقال غطيني يا صفية مش فايدة.
واعتقد أنها مقولة رائعة تنطبق على حالنا في الأردن، فما زلنا ننادي بالإصلاح والتغيير ، على الرغم من أننا نعرف مصادر الخلل، وأركان الفساد والمفسدون وقد تم إلقاء القبض عليهم وتحديد أسماءهم، وكم تمنيت أن اصحو على الأخبار وهي تقول بأن الفاسد الفلاني قد دفع ما نهب أو سرق. أو أن اصحاب الملايين والدخل المتعدد والمشاريع الكبيرة قد دفعوا ما يترتب عليهم من ضرائب ومستحقات للدولة. والتي ما زال المتسابقون يريدون رفعه سقفها على المنتظمين في دفعها من موظفي الدولة.
لقد كتب الكثيرون من المفكرين والسياسين الأردنيين لا بل نادى معظم الشعب بخطوات إصلاحية، أولها وقبل كل شيء تحقيق العدالة والمساواة وتفعيل القوانين الأردنية لتطبق على كافة الأردنيين دون أستثناء وترسيخ مفهوم الأنتماء الذي لن يقوى إلا بوجود العدالة والمساواة. لذلك فإننا نعيش بلا فلسفة للدولة، فلكل دولة في العالم فلسفة تنطلق منها في بناء مستقبلها السياسي والفكري والإقتصادي والإجتماعي. هذه الفلسفة هي التي تحدد مسار الدولة، ومدى نجاحها وتقدمها، خصوصاً عند الإلتزام والتقيد بتحقيق أهداف تلك السياسة، وتستطيع الدولة أن تعرف فيما إذا كانت تسير في الاتجاه الصحيح أم لا، أو أن هناك خروجا عن هذه الأهداف فتعمل على تقييم مسارها في كل مرحلة تمر بها، ومن ثم تعديله وتحديد نقاط الضعف والقوة، مما يزيد من قوة الدولة إقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفكرياً.
أقول ينبغي علينا مرة أخرى أن ننطلق من فلسفة واضحة، يجب أن نحدد مواطن الضعف والخلل في المجتمع ونضع فلسفة نتبناها في الإصلاح. الإصلاح ليس كلمة نرددها ونحققها من خلال تغيير المشاريع وزيادة الدخل، وبناء ناطحات السحاب و أبراج الخيال والسراب. الإصلاح يبدأ بالفكر والتنشأة. علينا أن نعيد بناء مجتمعنا ونسأل أنفسنا كيف نحسن من أداء الفرد في المجتمع؟ كيف نعيد بناء القيم التي نحتاجها في التقدم. وربما تكون الإجابة واضحة للعلن وهي أن ننطلق من التعليم. إن إهمال هذا الجانب مأساة أدت إلى إنحدارالمجتمع إقتصاديا وفكريا واجتماعياً. وكفاناً جرياً وراء الكماليات وسعياً نحو الألقاب ولنقف جميعنا صفاً واحداً نخطط لإعادة البناء وننفذ ذلك بصدق وانتماء إذا كنا نحب لهذا الوطن ولشعبه الخير. لقد تعبنا من الحديث والنداء ويجب أن نبدأ الإصلاح بسرعة قبل أن نيأس فقول غطيني يا صفية مش فايدة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)