TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
غرائب كورونا!
11/04/2020 - 4:30pm

د. أحمد بطّاح
هل نبالغ إذا قلنا بأنّ العالم أُخذ على حين غرة مع هذا التفشي السريع والمرعب لفايروس كورونا؟
بالتأكيد نعم، فكأن هذا الفايروس كان مارداً محبوساً في قمقم ما لبث أن انفلت وبدأ يدمر في أركان العالم طولاً وعرضاً وبمتوالية غير معقولة، والواقع أن المتأمل يجد عدة غرائب صاحبت انتشار هذا الوباء:
أولها: انتشاره السريع الذي لم يترك للبشرية مجالاً لالتقاط الأنفاس فما أن ظهر في الصين حتى بدأ رحلته الجهنمية إلى كافة أرجاء المعمورة بحيث لم تسلم قارة أو بلد منه، وتشير الإحصائيات إلى أنه وصل الآن إلى أكثر من (206) دول، وأن ضحاياه في إيطاليا وحدها تعدوا الألف يومياً.
ثانيها: تأكيد العلماء أنه من سلالة فيروسات سابقة كالسارس وغيره، ولكن لماذا لم يتحوط العلماء بحيث يطوروا لقاحات لأمثاله عن الظهور؟ لماذا فوجئ العلماء والمختصون في أرجاء العالم وكأنه كائن جديد قادم من الفضاء لا عهد لهم بأمثاله؟ هل هو إهمال من المجتمع العلمي؟ هل هو عجز عن المواكبة؟
ثالثها: انهيار أنظمة صحية كان مشهوداً لها بالكفاية كالنظام الصحي في إيطاليا وإسبانيا وغيرهما من الأنظمة الصحية المتقدمة، والتي تتوفر على إمكانيات ضخمة. البعض يعلّل ذلك بالتأخر في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية، ولكن هل هذا يؤثر إلى هذه الدرجة وفي دول عديدة؟
رابعها: غياب التعاون الدولي الفاعل وبالذات على مستوى تحالفات إقليمية عريقة كالاتحاد الأوروبي إذْ نلاحظ بوضوح أن دوله المتقدمة صحياً واقتصادياً لم تهرع لنجدة إيطاليا أو إسبانيا وبالقدر الكافي، وكذلك وبالمستوى نفسه فإننا لا نلاحظ التعاون الدولي المؤثر الذي يُفترض أن يكون بين دول العالم في مواجهة هذه " الجائحة ". ألا يتطلب هذا إعادة النظر في هذه الهيئات والتحالفات والمعاهدات التي عجزت بشكل سافر عن إنقاذ بني الانسان؟
كلها أسئلة برسم الإجابة، ولا يملك المتابع إلا أن يضرع إلى الله في أن ينقذ البشرية حيث كاد الإنسان أن يرفع يديه مستسلماً!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)