طلبة نيوز-د. مفضي المومني.

اكتب مقالي اليوم وهو موجه لكل مسؤول في بلدي، من وحي تدخل جلالة الملك الشخصي في موضوع إطلاق العيارات النارية ، وأتساءل لماذا ينتظر المسؤول أيا كان موقعه تدخل المسؤول الأعلى، مع أن الملك لم يسن قوانين جديدة، بل بكل بساطة طلب من المسؤولين المتقاعسين تفعيل القوانين الموجودة أصلا ! تدخل المسؤول الأعلى في عمل المسؤول الأدنى يعني بكل وضوح أن المسؤول الأدنى مقصر في أداء واجبه، واحزن عندما اسمع الديباجة التي يكررها المسؤولون في بلدي( بناء على توجيهات .....المسؤول الأعلى) كوسيلة لمسح الجوخ والتسبيح والتبجيل للمسؤول الأول، وكأنه قبل ذلك لم تكن هنالك توجيهات، مع أن الأصل أن أي مسؤول هو صاحب ولاية مستمدة من القانون الذي مر بمراحل دستورية وموشح بالإرادة الملكية، والإرادة الملكية ليست شيء شكلي بكل الأحوال بل هي أمر ملكي من رأس الدولة لتنفيذ القانون وخدمة الناس ، أي أن التوجيهات العليا يجب أن يتمثلها أي مسؤول دائما وليس بشكل موسمي او على طريقة الفزعات او منظرة وشوفوني يا ناس!!، ولا من اجل الظهور وتمجيد الرجل الأول وإلغاء ذاته وجهود زملائه، فالتوجيهات، ملكية كانت أو من أي مسؤول أعلى يجب أن تشكل خطة سير وأسلوب ممارسة يومية لكل من تولى أمور الناس، ولا يصح ان يتقاعس المسؤول ويجلس منتظرا التوجيهات! فالأصل أن التوجيهات كما أسلفت موجودة من أول يوم كلف فيه، وهي أمانة يحملها المسؤول لينفذها ويعمل بها وليس للتغني بها أمام وسائل الإعلان، واعتقد أن أي مسؤول لا يقوم بعملة وواجباته إلا بتوجيهات أو تدخل المسؤول الأعلى هو متقاعس ، خامل غير فعال ولا يصح أن يكون في مواقع القيادة، ولا أنكر هنا دور وتأثير المسؤول الأعلى والقائد الأعلى كملهم وصاحب دور مهم في التأثير على الناس وتحفيزهم وإثارة الدافعية لديهم ورفع الروح المعنوية ولكن ليس بأي حال من الأحوال للتدخل بالواجبات اليومية للمسؤولين كل في موقع عمله، هي رسالة يجب أن يفهمها كل مسؤول، عندما يتدخل المسؤول الأعلى في واجباتك اليومية التي يجب أن تقوم بها فاعلم انك مقصر بكل بساطة ولو كنا في إحدى البلدان المتقدمة لقلت لك قدم استقالتك، واترك المكان لمن هم أكفأ منك.....حمى الله الأردن.