TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
علي العزام يكتب " كذبة في الأردن اسمها البحث العلمي "
09/04/2014 - 6:45am

طلبة نيوز
كتب علي العزام
قبل عشر سنوات اضيف لمسمى وزارة التعليم العالي " والبحث العلمي " وأصبحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأنشأ بعد ذلك صندوقا للبحث العمي بإدارة مستقلة واقتطعت الدولة بموجب القانون ما نسبته 1% من ارباح الشركات المساهمة لصالح إيرادات الصندوق حيث وصل مجموع هذه الإيرادات في العام 2010 ما يقارب 35 مليون دينار وبعد هذا التاريخ تم إيقاف هذا الإقتطاع ايضا بموجب أحكام القانون .
لن يكون الحديث عن إيرادات الصندوق ولا عن القضية الجدلية بين إدارة الصندوق والجامعات الخاصة حول تنفيذ إدارة الصندوق أحاك القانون واسترداد أموال يقول الصندوق بأنها يجب أن تؤول اليه وفقا لقرارات مجلس التعليم العالي فيما يتعلق بموازنات الجامعات وعلى أهمية هذه القضية فإن الحديث فيها قد يكون متشعب وتغليب طرف على آخر قد يكون له تبعاته التي لا أرغب في الخوض فيها حاليا .
إن المهم في مسألة البحث العلمي هو المدى الذي يستفيد منه المجتمع من هذا البحث العلمي ففي السنوات الأخيرة أنفق الصندوق ملايين الدنانير على دعم بحوث علمي نجحت في الخروج بنتائج علمي وآلت بعضها الى براءات اختراع وكانت هذه الأبحاث في الطاقة والطب والمياه وهي قطاعات حيوية وذات أهمية كبيرة للاقتصاد الأردني .
دول العالم الأول لا تتقدم على دول العالم الثالث لا بكثرة المال ولا بالموارد البشرية ولا الموارد الطبيعية أو بالمساحات أو العوامل الطبيعية ولا بالتاريخ الحضاري ولا الثقافي وإنما بشيء واحد فقط هو البحث العلمي التطبيقي الذي نقل تلك الدول لتسود العالم .
ولن أزيد في التنظير بأن كل ما ذكرته سابقا نتفوق به على تلك الدول بيد أن هناك نقص واضح في تحويل البحث العلمي من دراسات وأبحاث منشورة الى أبحاث تطبيقية .
وعلى سبيل المثال لا الحصر دعم صندوق البحث العلمي بحثا لأستاذ في جامعة مؤته خلص الى براءات اختراع في تحويل الطاقة الشمسية الى كهربائية والى طاقة تبريد وتكييف وتدفئة وتقطير المياه . وتم تسجيل براءة اختراع في هذا المنتج 4 في 1 والذي نحن بأمس الحاجة له ولكن هذا البحث لم يتحول الى تطبيق عملي تستفيد من البلاد واقتصادها والتقصير ليس تقصيرا من إدارة صندوق البحث العلمي ولكن من الباحث نفسه الذي يتلكأ في وضع التصور التصنيعي لهذا المنتج .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد تجاوز الأمر الخمول لدى الباحثين الى قيام بعض ضعاف النفوس بممارسة هواياتهم في عرقلة مسيرة الآخرين البحثية فعندما يدعم صندوق البحث العلمي بدعم بحث انتاج قرنيات من الخلايا الجذعية تنهال الشكاوي على مكافحة الفساد ورئاسة الحكومة مطالبين بوقف الفساد وليكتب من ادعى أنه طبيب بأن دعم جرة الغاز أهم من هذه الخرافات لنشاهد بالأمس أن بريطانيا وعلماءها نجحوا بإنتاج اعضاء بشرية من الخلايا الجذعية .
إنها مأساة الوطن في وسط اكاديمي متقوقع على نفسه ولا يريد أن يتطور ويكتفي بالتنظير وعندما يأتي رئيس جامعة لتطوير أسس الترقية لرفع سوية البحث العلمي تقوم الدنيا ولا تقعد لأن محور الخمول والريعية هو الغالب فأساتذة الجامعات الذي يتوقع منهم قيادة المجتمعات يرزحون تحت وطأة النفعية والصراعات وبناء تحالفات في الأقسام والكليات لتعزيز الإقليمية وإغلاق تلك الأقسام أمام الدماء الجديدة .
وزير التعليم الأسبق وليد المعاني قال في مقابله تلفزيونية " كثير ممن يدرسون في الجامعات لا يستحقون أن يدخلوا من بواباتها " المقولة لها أبعاد تتجاوز معنى توجيه الإهانة لأولئك الأساتذة لتصل الى حد وضع من يدعون بأنهم علماء عند مسؤولياتهم وأمام حق الوطن والمجتمع عليهم في الانتقال بالمجتمع الى فضاء أوسع .
في الأردن أكثر من 20 كلية هندسة وأكثر من 30 كلية تكنولوجيا معلومات وخمس كليات طب وأكثر كن 15 كلية صيدلة وكافة الجامعات فيها كليات علوم وأقسام علوم تطبيقية ومازلنا لا نستطيع حل مشكلة الطاقة ومثال آخر فشتاء هذا العام لم نرى فيه الغيوم إلا مراتا تعد على اصابع اليد الم يكون الأجدر تطوير تشريعاتنا وتحويل أبحاثنا في الطاقة الشمسية الى انتاج طاقة كهربائية تنفق الخزينة على توفيرها أكثر من 3 مليارات من الدخل القومي .
لماذا لا نبدأ بإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية تغطي الجامعات والمستشفيات والمؤسسات العامة في مرحلة أولى والتي تشكل ما لايقل عن 30% من اجمالي استخدام الطاقة الكهربائية في البلاد .
وزير المالية صرح مرة وقال لي " عندما توفر دينار واحد في استهلاك الطاقة فأنت توفر على الخزينة ثلاثة أضعاف فما بالك عندما ننتج طاقة ربانية فهي ستوفر كل تلك الأموال أليس البحث العلمي طريق البلاد للنهوض بدلا من وضع سياسات مالية ترتبط بالبنك الدولي الذي يسعى فقط لتوجيه الدول نحو توجهات من يملكونه .

التعليقات

أمي (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 08:45

هل نيوتن حمار وقوانينه الفيزيائية غير صحيحة برأي علماء الأردن المؤكد والقاطع والغير قابل للنقض؟

عبدالله الفقير (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 09:03

السلام عليكم ورحمة الله
أتفق معك بكل ما كتبته قلباً وقالباً وفعلاً نحن بحاجة ماسة إلى الأبحاث التي تعالج قضايا المجتمع المحلي وليس تلك التي تنشر ولا يطلع عليها غير الباحث والحكمين ورئيس هيئة التحرير. ولكن هناك ملاحظة بسيطة: كل ما كتبته رائع ولكن أرجو أن لا يكون هناك جزء من المقالة "كلمة حق أريد بها باطل". فقط ربنا يعلم بالنوايا

ابو عمر (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 09:44

مقالة ممتازة ، إن اغلب البحث العلمي في الجامعات الأردنية هو بهدف استكمال متطلبات الترقية ومعظمة لا يصلح للتطبيق. أعتقد أن البحث العلمي المدعوم من قبل الوزارة يجب أن يقتصر على الأبحاث التطبيقية التي يمكن أن تعود بالفائدة على الوطن والمواطن.

جمال الصليبي (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 09:49

مقال رائع د علي العزام نحن بحاجة الى تحويل الابحاث الى واقع ملموس يشعر بة ويلمسة المجتمع بدل من تكديسة على رفوف المكتبات.

تكنو (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 12:40

رائع يا استاذ عزام اخرج اكتر مم تعلم

اربد (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 12:42

نعم فإن كنت تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

مصطفى (.) الاربعاء, 04/09/2014 - 18:16

قبل سنتين قدم رئيس قسم في كلية الآداب في الجامعه الأردنيه تقريراً نع إنجازاته خلال عام كامل. وكان الإنجاز هو تركيب برادي لمكتب رئيس القسم. الا يكفي هذا؟؟

asma (.) الخميس, 04/10/2014 - 08:57

بس السؤال القةي اللي لازم نسأله ليش البحثين صار عندهم خمول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والجواب القوي: لعدم وجود العدل والامانه في ادارات الجامعات.... وماتقنعني انه الادارات هدفها تطوير البحث العلمي لانه العكس... الذي يعمل محارب من ادارات الجامعات للاسف

مطلع (.) الخميس, 04/10/2014 - 14:54

يوجد في الجامعات الاردنية جنود مجهولون لا يعرف عنهم احد ولا عن انجازاتهم وبعضهم مهمش من الادارت الركيكة... ويوجد بها كذلك من يسرق ماعون الورق من الجامعة لأولاده ... هذه هي الحياة...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)