TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عبقرية الإدارة في زمن الأزمات
23/03/2020 - 7:45pm

عبقرية الإدارة في زمن الأزمات
بقلم: زيد ابوزيد
عظيم أنت يا أردن في قياداتك ورجالك ، ووعي شعبك وعبقرية مثقفيك ومديريك وعمالك ومعلميك ومزارعيك وإعلامييك وطلابك ومفكريك وأطباءك وممرضيك.
عظيم أنت يا أردن في عنفوان شبابك في أجهزته الامنية ونشامى جيشك الباسل الذي يسطر كل يوم قصة مجد يكتبها التاريخ بأحرف من نور.
إن عبقرية شعبك نابعة من عبقرية قائده، وقائد سفينته إلى بر الأمان جلالة مليكه الهاشمي الساهر على سلامة كل فرد من أبناء شعبه ، الموجه لقيادات هذه الأزمة التي نرجو الله سبحانه وتعالى أن تمر بنا مر السحاب.
إن ما يحيط بنا من عدو خفي غير مرئي ، معروف الاسم كورونا فتاك الهوية ، ولكننا بإذنه تعالى لقادرون على مجابهته وكسر شوكته.
إن سهر جلالته واهتمامه بكل تفاصيل المشهد لا ينبع إلا من قلب رحيم وفكر خلاق لا ينام، ويتحمل مسؤولية كل فرد من هذا الشعب إنطلاقا من صلاح الراعي واهتمامه بالرعية، ولذلك لم يألو جهدا في متابعة كل أجهزة الدولة المعنية بالازمة، وكلها معنية بالازمة ، فها هو مرة على رأس إجتماع مجلس الوزراء ومرة أخرى في مجلس السياسات، ومرة أخرى في قيادة الجيش ، ومرة أخرى في لقاءات مع الاجهزة الامنية يجتمع ويخطط ويتدارس مع دولة رئيس الوزراء والقيادات المعنية كل صغيرة وكبيرة، وهنا ظهرت معادن الرجال فها هو دولة الدكتور عمر الرزاز ووزراء القطاعات التربوية والصحية والصناعية والعدلية والامنية والاعلامية والانتاجية كافة ، يكشفون عن معدن الانسان الاردني القائد في كل زمان ومكان فتجلت عبقرية القائد وطاقات قيادات الشعب عن إبداعات الانسان الاردني.
أن هذا العمل العظيم وهذه القرارات الحكيمة لمؤسسات الدولة لم تكن فقط نتاجات عمل في ازمة وسلوك عابر ، بل ترامات لجهد قائد عظيم عاهد الشعب، وأبلى في سبيل الدولة العصرية، دولة المبادئ والقانون والمؤسسات والحرية والديمقراطية ، دولة الانتاج والصناعة والتقدم والتعليم، والعمل، والارادة الصلبة للتغيير، دولة الجيش العربي المصطفوي المدافع عن ثرى الوطن، والاجهزة الامنية المتربصة بكل خائن او عابث او منحرف في الفكر أوالعقيدة، فكانت أزمة المرض الخبيث كورونا كاشفة عن دولة العمل والاردة الصلبة وعن شعب الوطن الملتزم عظيم الانتماء وكبير الحب لوطنه وسامي الروح في تكافله وتضامنه والتزامه.
نعم، كان عبدالله الثاني الملك الشاب الذي تخرج من مؤسسة الرجال العسكرية التي طبعت بقسوتها همة الأبطال ، وأعطت من أديمها المترامي الواسع سعة الخيال وقوة التأمل وصفاء الذهن وصلابة المواقف، شاب يقود إخوانه من أبناء الشعب إلى فجر ندي ، يرسم فيه مستقبل أمة، ففي الوقت الذي تنوء الدول العظمى بحملها في مواجهة الفيروس الفتاك يدرك الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن التلاحم والمكاشفة والتجهيز للمستقبل أساس النجاح في مواجهة الازمة، فبذل أقصى ما يملك من قوة الشباب وحكمة الشيوخ لتحقيق الانجازات في ظل الازمة.
ففي مجال التعليم قامت وزاره التربيه والتعليم و بتوجيهات مباشره من جلاله الملك المعظم واستنادا إلى إدامة عملية التعليم في كل الظروف بإطلاق دروس متلفزه لطلبه الثانوية العامة على القناه الرياضيه الاردنية، وعملت وبشكل حثيث ومتواصل مع الشركاء وشركات من القطاع الخاص، وايضا مع شركات الاتصالات على بناء منصة تعلم الكتروني، هذه المنصه هي منصة "درسك" وتم تحميل المحتوى الالكتروني لجميع الصفوف من الاول الى الصف الثاني عشر وبالتزامن قام التلفزيون الاردني بتخصيص قناتين اضافيتين للتعلم تحمل محتوى متلفز لطلبه الصفوف من الاول الى السادس على القناة الاولى ، والمحتوي للصفوف من السابع الى الحادي عشر على القناة الثانية، وبالتالي فان الانتظام في المشاهده والتصفح وحل الواجبات والتمارين و اخذ الملاحظات مهم جدا لاستمرار عملية التعلم. وهنا فإن وزارة التربية والتعليم قد خططت تماما لكل ما له علاقة بديمومة عملية التعليم، كما تتابع مستجدات انتشار فيروس كورونا العالمي عبر مركز إدارة الأزمات وتضع بشكل دوري ومدروس حلولا لكل المعضلات، وهي إذ تتعامل وملف التعلم عن بعد بحرفية عالية مع جميع المؤسسات والشركاء تضع خيارات وبدائل في مجالات عملها حفاظا على الحق المقدس للطلبة في التعليم والتزاما بدورها الريادي في المجتمع.
أن وزارة التربية والتعليم لا تتخوف من أي سيناريو لمدة تعليق للدراسة في المدارس لأنها وضعت خيارات عديدة أمام الطلبة للتعلم وهي أيضا في موضوع إمتحان الثانوية العامة قد وضعت كل أدوات النجاح للامتحان، والرسالة كانت واضحة للمجتمع بأن يلعب أولياء أمور الطلبة دورا مركزيا في هذه العملية وكذلك الهيئات التعليمية وعبر وسائط الاتصال وتقنيات الاتصال والتواصل.
أما في قطاع الصحة والقطاع الطبي العام العسكري والمدني والقطاع الخاص فكان العمل متميزا في رفع جاهزية القطاع الطبي لكل السيناريوهات المفترضه للتصدي لازمة الوباء مع شفافية مطلقة في المعلومة وتحذيرات واضحة ونصائح وإجراءات حاسمة بالتعاون مع كل أجهزة الدولة لاحكام الإجراءات ومحاصرة الوباء.
والحديث يطول في إجراءات قطاعات الصناعة والتجارة التي وفرت كميات كافية من المواد الغذائية من كل الاصناف وبدأت في عمليات ايصالها للمنازل ، ووزارة المالية والبنك المركزي وضريبة الدخل والضمان الاجتماعي بقراراتها التي حمت الافراد والمؤسسات وخففت الاعباء عنها، والبلديات وكافة قطاعات الدولة وباشراف مباشر وميداني من رئيس الوزراء، ولولا ذلك لكانت الازمة أكبر من أن نتحملها، وما علينا إلا الالتزام بالبقاء في بيوتنا حفاظا على أنفسنا وعلى وطننا الغالي وأن نبث الروح الإيجابية في المجتمع ونبتعد عن السلبية .
أما نشامى جيشنا العربي المصطفوي وبواسل الاجهزة الامنية الذين يبذلون أرواحهم في سبيل الدفاع عن حياض الوطن وحمايته، فهم سيبقون كما هم على الدوام نسيجًا وحدويًّا مُتعاضِدًا يَـقِـظًا يخرجون من كل التحديات أكثر قوة وعزيمة، ويقفون صفًّـا واحـدًا منيعًا بوجه كل التحديات؛ ليبقى الأردن بعزيمة أبنائه ووحدتهم واحة آمنة مستقرة في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.
إنَّ الأردن واجه الكثير من الأزمات والمصاعب، وخرج منها بتوفيق من الله أقوى ممَّا كان عليه، فهذا البلد هو بلد الشهداء، وجنوده منذورون لتقديم التضحيات، والأردن بمكوناته كافَّـةً سيبقى صخرة صلبة تتكسر عليها كل الصعوبات. وعذراً إن كان القلم قد عجز عن ذكر كل ما في القلب من فخر بعظمة الأردن والاردنيين.

في الأحد، 22 آذار، 2020 2:23 م suleiman albakkar كتب:
Show more

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)