TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
طلبة الجامعات وقضية التشهير على مواقع التواصل الاجتماعي..
01/03/2015 - 1:15pm

طلبة نيوز-

*أ.د نضال يونس

قد نختلف كمحللين ومتابعين للشأن الأكاديمي في مقاربة أوضاع جامعاتنا الأردنية، وقد تكون لكل واحد منا وجهة نظر في تقديره للأحداث والتحديات والقرارات، ولا أرى أن ثمة خطأً في أن نختلف حول السياسة التي تدار بها القضايا الجامعية إدارية كانت أو أكاديمية؛ بل هنا تحديداً يجب أن يتمحور الخلاف، ولكن أسوأ ما يمكن أن ننزلق إليه هو التطاول على الحريات الشخصية والأجواء الديمقراطية في جامعاتنا وكلياتنا العلمية؛ خصوصاً حينما تنطلق الرؤية من منظار "التزمت"، ومن زاوية التعصب.

ما أعنيه بوضوح أن اختلافنا في القضايا المتعلقة بالتعليم هو ممارسة حضارية، إذ من رحم هذا الاختلاف يمكن أن تلتقي الأفكار الإيجابية، وتولد الرؤى العملية الى قد تخدم مسيرة العمل الاكاديمي؛ لكن ذلك لن يكون إلا باستشعار المسؤولية من قيمة الاختلاف، بعيداً عن تعكير صفو الأجواء الجامعية والتشويه، والاستعداء، أو الاساءة للاخر والاعتداء على خصوصيته، وهو ما يرتد بطريقة أو بأخرى على الاستقرار الأكاديمي ويطلق شرارة العنف الجامعي التى أوشكت ان تنطفئ، ناهيك عن تشويه صورة الجامعة في نفوس الطلبة؛ خصوصاً عند فئة المبتدأين الذين يتأثرون بما يطرح إعلامياً، ويتفاعلون معه بطريقة انفعالية ملموسة.

في قضية التشهير بطلبة الجامعة الأردنية التي أثارتها مجموعة من طلبة الجامعة الأردنية "بالتشهير بزملاء وزميلات لهن على مواقع التواصل الاجتماعي" ، ثمة انتهازيون من الطلبة يحاولون ترجمة الحرية الأكاديمية على طريقتهم الخاصة، إذ غمزوا من قناة استقصاد بعض زملائهم من الطلبة والطالبات، ونقروا على طبل تعكير صفو العلاقات الطلابية، وابتزاز الطلبة بطريقة لا تخلو من الدخول في أزقة الانتهازية، ودهاليز تصفية الحسابات، ويبدوا انهم يريدون ان يستفيدوا من تنامي النزعة "المتزمتة" لدى البعض لفرض توجهاتهم وقناعاتهم الفكرية والإيديولوجية على عموم الطلبة، مبتعدين عن الروح الديمقراطية الحقة واجواء الانفتاح الجامعية..

هذه الممارسات السلبية فى التعدى على حرية الاخرين وخصوصياتهم، ومثلها كثير وكان له دور في تأجيج العنف الجامعي في أوقات سابقة هي ممارسات "خاطئة"، وتداعياتها اليوم تبدو أخطر؛ خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من فيسبوك و توتير وواتس اب ونستجرام، فثمة طلبة على استعداد لممارسة مثل هذه الأطروحات المؤججة لنيران التعصب والعنف في الأجواء الجامعية، إما لفشلهم في متابعة دراستهم الجامعية أو لعدم قدرتهم على التكيف مع أجواء الحرية والديمقراطية التي توفرها لهم البيئة الجامعية ما يدفعهم للقيام بمثل هذه "الافعال المستفزة" ونشرها في حساباتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي بغرض الاساءة الى زملائهم وزميلاتهم، وهو امر مرفوض ومستهجن لا بل لا بد ان يقابل بكثير من الاستنكار في أوساط المجتمع الأكاديمي..
إن التداعيات السلبية لمثل تلك الممارسات "اللامسئولة" من بعض الطلبة أمر متوقع؛ خصوصاً من جهة التأثيرعلى استقرار الأجواء الأكاديمية، او من جهة اثارة النعرات القبلية والعشائرية والتى قد تؤدى الى نتائج لا تحمد عقباها، لاسيما في هذه المرحلة التي يعيش فيها المجتمع حالة تهديد الجماعات المتطرفة، وخطر داعش والحركات التكفيرية، لا أقول ذلك تهويلاً، بل تشخيصاً لواقع لا مناص من مواجهته؛ ولن يكون ثمة حل لمعالجة هذه القضية إلا من خلال قيام إدارة الجامعة ومعها أعضاء هيئات التدريس "بالتواصل" مع الطلبة سواء من خلال المحاضرات أوعبر مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على "قيمة" الحرية الأكاديمية المسئولة و"للتنبيه" إلى خطورة هذه الممارسات السلبية ثانيا، و"لتمتين" علاقة الطلبة ببعضهم البعض و"تعزيز" انتمائهم لجامعتهم ثالثا، وقد احسنت الجامعة الاردنية عندما حذرت على لسان رئيسها الدكتور اخليف الطراونة "كل من تسول له نفسه الإساءة إلى الجامعة وتعكير صفو العلاقات الطلابية فيها وابتزاز الطلبة لأي غاية كانت" ، فعلينا جميعا فهم طبيعة الحياة الجامعية والحرية الاكاديمية المسئولة التى تشكل الارضية الصحيحة للخلق والابداع الجامعي،لأن التفاعل الايجابي بين جميع مكونات الجامعة هو الأساس في تطوير البيئة الجامعية لتحقيق أهدافها في البحث والتدريس وخدمة المجتمع.

التعليقات

نجوى (.) الأحد, 03/01/2015 - 18:20

من فضلك الوجهنة ممنوعة للمسؤولين ولا تنسى الحديث الشريف من أرضى الناس بسخط الله فقد باء بغضب الله

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)