طلبة نيوز-محمد أبو رمان
بالرغم من أنّ موضوع هذا الطالب هو محور الرسالة التي بعث بها الصديق العزيز والزميل أحمد أبو خليل، إلى وزير التعليم العالي، د. أمين محمود، ومع معرفتي بالوزير؛ فلن يدّخر جهداً في حلّ هذه القضية فوراً، إلاّ أنّ مضمون الرسالة مؤثّر، يستحق أن يطّلع عليه كثير من المسؤولين والمواطنين، ممن يجهلون أنّ الطالب الذي نتناوله في هذه الرسالة ليس وحيداً تحت مطرقة هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؛ فهنالك حالات كثيرة، إن لم نقل مئات، فآلاف، يعانون (مع أسرهم) في تأمين الحدّ الأدنى من الالتزامات الجامعية، بينما ما تزال الإدارات الجامعية تفكّر في كيفية تمرير رفع الرسوم لسد احتياجاتها!
هذه القصة، تحديداً، تعرض لنا مشهداً محزناً عن طالب متفوق في الثانوية العامة؛ فقد كان الأول على مستوى منطقته (الرويشد)، بمعدل 87 %. وهو يدرس حالياً في جامعة آل البيت، حيث حصل على منحة جزئية هي رسوم 45 ساعة، كان يفترض أن يتم تجديدها، لكنّه أبلغ بأنّها توقّفت، بلا أي مبررات أكاديمية أو سلوكية، بل على النقيض من ذلك، يبلغ معدله التراكمي (في السنة الثانية) 76، وليس في سجله إنذارات أو عقوبات.
المعلومة الأكثر أهمية هي أنّ هذا الطالب (الذي تذكر الرسالة اسمه) يسكن حالياً في "خربوش" بالقرب من الجامعة، لعدم قدرته على توفير ثمن المسكن وتكاليف الحياة اليومية، فضلاً عن الرسوم الجامعية؛ إذ إنّ والده يتقاضى معونة لينفق على العائلة من صندوق المعونة الوطنية.
يحتفظ الصديق أحمد أبو خليل، كما أوضح في رسالته إلى وزير التعليم العالي، بصور عن "الخربوش"، وطبيعة الحياة القاسية التي يعيشها هذا الطالب.
منطقة الرويشد، كما تشير الرسالة، منطقة مأهولة بالسكان، تبعد عن عمان 270 كيلو متراً، وعن المفرق 200 كيلو متر، وتتنافس مع الأزرق على كونها المنطقة الأكثر فقراً في المملكة، بنسبة بلغت في آخر إحصاء 65 %.
يخلص الصديق أبو خليل في رسالته إلى وزير التعليم العالي إلى القول: "إن اجتهاد هذا الطالب وتحمّله الإقامة في "خربوش" من أجل أن يتمكن من الدراسة الجامعية، كان يفترض أن يعتبر قصة نجاح تستحق الدعم والتشجيع. ولكم أن تتصوروا ماذا يعني (في العام 2014) أن يتنقل طالب جامعي من وإلى الخربوش يومياً"!
يشير الزميل أبو خليل، في رسالته، إلى أنّ مطلب الطالب الوحيد هو الاستمرار بدعمه بقيمة الرسوم الجامعية، ليتمكن من إكمال دراسته الجامعية. لكن مطلبنا نحن يتجاوز ذلك، إلى توفير الدعم المطلوب والكامل لهذا الطالب من قبل الدولة، ومن على شاكلته، ممن يقاتلون في البيئات الفقيرة والبعيدة لإكمال دراستهم؛ فهم يستحقون رعاية حقيقية من الدولة، إذ يفتقدون إلى أدنى درجات العدالة الاجتماعية، سواء في فرص التعليم العام والجامعي أو حتى العمل، بينما يحظى كثيرون بدراسات مكلفة، ومنح غير مبررة، في الجامعات الغربية، على حساب الدولة أو تبادل المنح، وعلى قاعدة الاسترضاء المعروفة!
اضف تعليقك