TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
صندوق دعم البحث العلمي.. خلية عمل متواصلة!
10/05/2014 - 11:45pm

طلبة نيوز-
صندوق دعم البحث العلمي قضية مؤسسة منظمة في عملها وأدائها، ولو أن نقاده يعيبون عليه أنه بدا بسحب مخصصات البحث العلمي من الجامعات التى لم تقم بواجبها فى انفاق هذه المخصصات على مشاريع البحث العلمي خلال المدة التى حددها قانون الجامعات الاردنية، الا اننا نرى الصورة الايجابية لأي عمل يوكل إليه داخل أو خارج اختصاصاته، فهل في ذلك معجزة أو سحر، أم تنظيم جيد وسط فوضى إدارات أكاديمية وحكومية عاشت تقاليد بالية في تركيبة موظفيها وأدائهم، وبدلاً من التحفيز والمنافسة في العمل تحولت إلى بيئة راكدة يسيطر على أساليبها الترهل الإداري، والعقم الفكري مع إبعاد الكفاءة لصالح المحاسيب والاصدقاء، وهذا الخلل نجده مجسداً في العديد من الجامعات التي ضاعت فى جنباتها المواهب والكفاءات وتحولت إلى صورة قاتلة لأي تطوير وتجديد..
فالصندوق الذى من المفترض ان يهتم بالبحث العلمي وسياسته من توجيه وتحفيز و تنشيط وتقديم الدعم المالي، أثبت مؤخرا من خلال تعاونه مع المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا ومركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير "كادبي" فى انشاء مركز للدراسات النانوية فى الاردن، أنه يقدم عملاً ممتازاً أمام مؤسسات اعتادت أن تعمل بمفردها، لكنها لما وجدت الاهتمام والتشجيع والدعم استفاقت وبدأت ترى الأمور من على الأرض بدلاً من السقف لأن ادارة الصندوق لديها رؤية واضحة وجاهزية عالية للعمل بروح الفريق.
ثم كان إشرافه الحثيث على مشاريع البحث العلمي، بدأ من تحديد اولويات البحث العلمي بما يخدم خطط التنمية،مرورا فى تقديم الدعم المالي للعديد من المشاريع البحثية التطبيقية ذات المردد الاقتصادي خلال فترات زمنية محدودة وبكلفة معقولة، مقارنة بما صرف على العديد من الابحاث العلمية فى الجامعات الاردنية التى راح جلها لغايات الترقية، وهذا يضعه أمام الرأي العام الوطني، أن القضية أمانة عمل وجدية، قبل رصد الاموال الازمة للدعم، ومن ثم، وهو الأهم، الرقابة المستمرة والمتابعة المتواصلة على الباحث الكبير والصغير، والذي لم يحدث في مشاريع سابقة تلقت دعما كبيرا بينما هي فى حقيقتها لم تكن تسمن أو تغني من جوع!
في حالة الابحاث التطبيقية وهي مأزق جديد كشف ضعف الجامعات الاردنية، تعهد صندوق دعم البحث العلمي بدعم الباحثين الاردنيين الذين يودون القيام بابحاث علمية تطبيقية فى مراكز بحثية فى الجامعات العالمية، لا بل دعم الباحثين الاردنيين العاملين فى خارج الاردن فى حال تعاونهم مع الباحثين الاردنيين ضمن مبادرة "تشبيك" اذاكانت هذه الابحاث ستصب فى خانة حل المشاكل والتحديات التى تواجه المجتمع الاردني، والنتيجة المتوقعة كسابقاتها النجاح لأن الجدية مع تصور الحلول، والتخطيط المرن أدواتها الأساسية.
كلنا يعرف أن هذا الصندوق منذ ما يقرب من بضعة سنين استطاع تحفيز الباحثيين الاردنيين عبر جوائز "الباحث المميز" و"البحث المميز" وتقديم الدعم "المجزي" للعديد من الابحاث التطبيقية وتمكن مع مرور الوقت من استقطاب كفاءات اردنية بحثية جيدة مما جعل استمرارية نظامه ناجحاً هو السر والحقيقة.
بالاضافة الى صندوق البحث العلمي،لا بد من الاشادة بمؤسسة شومان، لأن وجود مؤسسة خاصة تعمل بكفاءة عمل ودون محاباة ومعها شجاعة أدبية تنشد دعم الباحثين الاردنيين الشباب، شىء يستحق التقدير، ولا ننسى صندوق دعم الابحاث التطبيقية”ASRF” الذى انشاه الاستاذ سميح دروزة والذى اخذ بمسار فريد في دعم الابحاث التطبيقية التى تصب فى خدمة المجتمع الاردني من خلال توفير فرص جديدة ومحفزات للبحث العلمي،وهذه جميعها اعطت نماذج ناجحة يمكن تعميمها على بقية الدوائر والمؤسسات العاجزة.
هذه النماذج المشرقة لم تصنع المعجزات، أو تجلب علماء من كوكب آخر وإنما جاء تميزها أنها أعادت تأسيس وتنشيط البحث العلمي بشروط النزاهة وتكافؤ الفرص أولاً، ثم قبول مبدأ راس المال المغامر ثانيا، وهذا ما يدفعنا القول إننا نحتاج عند تكليف أي شخص فى مواقع صناعة القرار "البحثي"أو المتعلق " بالتعليم العالي" أن يذهب أولاً للاطلاع أو التعلم داخل هذه المؤسسات حتى نشيع ثقافة البحث العلمي الرصين بأمانة العمل أولاً وأخيرا و نتمكن من اجراء "المراجعة الشاملة لادارة عملية التعليم العالي والجامعي لضمان عودة جامعاتنا منارات علم وابداع" كما طالب بذلك الملك عبد الله الثاني فى كتاب التكليف السامي لحكومة معروف البخيت عام 2011...

التعليقات

اكاديمي متابع (.) الأحد, 05/11/2014 - 08:20

شكرا د نضال على المقال
الحقيقية ان الدكتور عبدالله الزعبي مدير عام صندوق دعم البحث العلمي منذ تراسه لهذا المنصب لا يكل و لا يمل من الحديث عن معوقات البحث العلمي و ونقص مصادر التمويل ، وتلك حقيقة لا يناهضها إلا مكابر أو متزلف، حيث كانت الأمور فيها وحتى وقت قريب تدار إما عبر الاجتهادات التي تحكمها الشللية، أو باللوائح المبنية على الفوضى والارتجالية....

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)