طلبة نيوز- صدر عن (دار زمزم... ناشرون وموزعون) في عمان الطبعة الاولى ( 2019 ) من كتاب "الدولة الهشة وإشكالية إعادة بنائها "، للدكتور عارف بني حمد ، وضم الكتاب 368 صفحة ، موزعة على فصل تمهيدي وأربعة فصول أخرى . وتم تغطية الموضوعات التالية : الإطار المفاهيمي للدولة الهشة أو الفاشلة ، والمعايير العالمية المتبعة في تصنيف درجة فشل الدولة ، وأوضاع الدول العربية في مؤشرات الدول الفاشلة ، وسوريا كأنموذج لدولة عربية مصنفة بانها دولة هشة او فاشلة ، وآليات إعادة بناء الدولة الفاشلة (تطبيق ذلك على الحالة السورية ).
ومصطلح الدولة الهشة او الدولة الفاشلة هو مصطلح حديث في مجال السياسات المقارنة بالعلوم السياسية، ظهر في أعقاب إنتهاء الحرب الباردة أوائل التسعينات من القرن الماضي ، وتم إطلاق مصطلح الدولة الفاشلة في البداية ثم تم إستبداله بمصطلح الدولة الهشة . والدولة الهشة أو الفاشلة هي الدولة التي تعاني من أزمات داخلية سياسية وامنية وإقتصادية وإجتماعية وينخرها الفساد المالي والإداري ، ولا تستطيع القيام بوظائفها الأساسية ، وخاصة تحقيق الأمن والخدمات الأساسية للمواطنين ولا تمتلك حق إحتكار القوة المشروع ، وتفقد جزءا من أراضيها لصالح تنظيمات مسلحة أو حركات تمرد ، وتعاني من تدخلات إقليمية ودولية مباشرة وغير مباشرة ، وتفتقد الى الشرعية داخليا وخارجيا .
ووضعت مؤسسة (صندوق السلام) الامريكية بالتعاون مع مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، المعايير والمؤشرات يتم على أساسها تصنيف درجة فشل الدولة ، ويتضمن المؤشر الكلي (12) مؤشراً فرعياً موزعاً على (4) مجموعات اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأمنية وعسكرية، إذ تُّعد قدرة الدولة على القيام بوظائفها الأساسية في المجالات الأربعة سابقة الذكر العامل الأساس لنجاحها أو فشلها. وتصدر المؤسسة تقريرا سنويا حول أوضاع دول العالم من حيث درجة الفشل والهشاشة ، وتصدرت العديد من الدول العربية قائمة الدول الهشة أو الفاشلة (الصومال، والسودان، وسوريا، والعراق، واليمن، وليبيا ) ، خاصة بعد إندلاع أحداث الربيع العربي منذ أواخر العام (2010) .
وتبرز أهمية الكتاب بالآتي :
1.التطرق للعديد من النظريات والاتجاهات الفكرية لمفهوم الدولة ونشأتها وأبرز خصائصها ووظائفها، والعوامل التي تقوّي الدولة وتعزّز شرعيتها.
2.عرض مفاهيم الدولة الهشة أو الفاشلة والعوامل التي تؤدي الى إضعاف الدولة وصولاً الى فشلها وعدم قدرتها على القيام بوظائفها.
3.دراسة الأطر النظرية التي تساهم في إعادة بناء الدول الهشة أو الفاشلة.
4.الوقوف على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الدولة السورية كأنموذجٍ لدولةٍ عربيةٍ مصنفةٍ كدولةٍ هشة أو فاشلةٍ وفقا لمعايير دولية، وتواجه مشكلة في إعادة بنائها على ضوء الحرب الأهلية الدائرة فيها، والصراع الإقليمي والدولي عليها. وتقديم توصيف وتحليل موضوعي لأزمة الدولة السورية التي تبلورت منذ العام (2011)، والتعرف على أسباب تلك الأزمة، والفاعلين الإقليميين والدوليين فيها.
5.عرض رؤية مستقبلية للواقع السوري من خلال طرح مجموعة من السيناريوهات لحل الأزمة في سوريا.
6.تقديم مقترحاتٍ عمليةٍ من شأنها المساهمة في إعادة بناء الدولة السورية لتكون أنموذجاً يُقتدى به لإعادة بناء باقي الدول العربية التي تواجه نفس الظروف.
7.إثراء المكتبة العربية، والتأسيس لدراساتٍ مستقبليةٍ حول موضوع الدولة الهشة أو الفاشلة، نظرا لقلة الدراسات العربية في هذا الجانب .