طلبة نيوز - عبد الله العزام

درجة الدكتوراة العلمية هي رتبة أكاديمية وشهادة جامعية في طليعة الشهادات العليا يحصل عليها الباحث العلمي و تمنحها الجامعات المعترف بها ويتم منحها علانية من جانب المناقشين والخبراء في تخصص معين بعد أن يتقدم الباحث بأطروحة ضمن أسس ومعايير البحث العلمي.

وعلى جانب آخر هناك ما يعرف بالدكتوراة الفخرية وتمنح كلقب تكريمي وليس كمرتبة علمية للشخصيات الوازنة التي تركت إرثا ونتاجا أهم بكثير من الإطروحات العلمية ويتم منحها ضمن شروط ومعايير وضمن حدود اختصاصية محددة وفي مجالات العطاءات العلمية و الإنسانية و الوطنية وتكون ذات طابع عام وشامل وتكون المؤسسة المانحة جامعة عريقة ذات تراث فكري وعلمي ولها صدقية أكاديمية.

في ظل الفترة الحالية دخلت ظاهرة منح درجة الدكتوراة الفخرية في حسابات الخداع و العلاقات العامة والتملق والمجاملات والمصالح الضيقة وصولا إلى اهانة للبروتوكول العالمي العريق في منح درجة الدكتوراة الفخرية، حيث أصبحت هناك منظمات وهمية وأخرى مؤسسات غير أكاديمية تمنح الدرجة لغير مستحقيها إلكترونياً والأشخاص الممنوحين بلا كفاية ولا دراية بحثية أو علمية أو فكرية، ولا يوجد في رصيدهم حتى مقال علمي أو إنساني أو وطني ويتم استخدامها من قبلهم بإسلوب غير لائق تعريفيا في اللقاءات والندوات والبرامج التي تنفذها الجهات الرسمية والخاصة كوسيلة في البحث عن إيجاد مكانة لهم بين الآخرين أو المشاركين في الجلسات وسط غياب تام في الرقابة على تلك الشهادات المزورة.

أخيراً قيمة الإنسان ليست بلقب الدكتوراة وإنما بنتاجه المعرفي والثقافي والسياسي والاقتصادي وعلى الجهات المعنية إيجاد آلية مراقبة واضحة وعاجلة للتعامل مع هذه الظاهرة الدخيلة ومحاسبة كل من يستخدم اللقب كوسيلة لتحقيق غايات وأهداف ذاتية ضيقة وأنانية على حساب المصلحة العامة.