TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
"شمس الطغيان تأفل: سوريا تنتظر فجراً جديداً"
06/12/2024 - 7:00pm

طلبة نيوز - بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

ها هي سوريا تقف على أعتاب لحظة تاريخية فارقة، حيث يلوح في الأفق فجرٌ جديد بعد عقود من الظلم والطغيان. بشار الأسد، الذي حكم بقبضة من حديد، أمعن في تدمير الوطن وقتل الأبرياء وتشريد الملايين، يترنح الآن نحو نهايته الحتمية، تلك النهاية التي طالما حاول الهروب منها. إنها لحظة الحقيقة التي لا ترحم ظالمًا ولا تتغاضى عن حق شعب عانى طويلاً.

منذ استيلاء عائلة الأسد على السلطة، تحولت سوريا من وطنٍ غني بحضارته وثقافته إلى مسرح للدمار والموت. لقد أفسد الطاغية الأرض والنسل، ودفع بمدنها إلى الخراب، محولًا سماءها إلى غيومٍ سوداء تمطر قنابل ودماء. ملايين السوريين وجدوا أنفسهم بين قتيل أو مشرد، يبحثون عن أمانٍ لا يلوح في الأفق.

الطغاة عبر التاريخ كانوا يسيرون في مساراتٍ متشابهة، ينطلقون من القمع وينتهون بالسقوط. لم يكن بشار الأسد استثناءً من هذه القاعدة. اليوم، يقف هذا النظام أمام عدالة إلهية وتاريخية لا تعرف المهادنة، عدالةً تكتب نهايته بيد شعبٍ عانى وصبر، شعبٍ يحمل في قلبه إيمانًا لا يتزعزع بأن سوريا الحرة ستولد من جديد.

لقد أثبت التاريخ أن الظلم مهما طال، فهو إلى زوال. وما تشهده سوريا اليوم من تغيرات، وما يلوح في أفقها من أمل، ليس إلا ترجمة لهذه الحقيقة الخالدة. الشعب السوري الذي عاش عقودًا من الألم والتشريد، يحمل اليوم مشاعل الأمل في يد، وحلم الوطن الحر في اليد الأخرى.

إن ولادة سوريا الحرة ليست مجرد حلمٍ بعيد المنال، بل حقيقة تقترب كل يوم مع تهاوي أركان هذا النظام الجائر. إنها سوريا العدل والكرامة، سوريا التي تسع أبناءها جميعًا، دون تفرقة أو ظلم. سوريا التي ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء وطن يليق بشعبها العظيم وتاريخها العريق.

لقد آن الأوان أن تُكسر قيود القهر، وأن تتوقف آلة الحرب التي حصدت أرواح الأبرياء. آن الأوان أن يعود الوطن إلى أبنائه، وأن تنطفئ نار الحقد والطائفية، ليحل محلها نور العدالة والمساواة.

لن يبقى للظالمين إلا الخزي والعار الذي سيلاحقهم في صفحات التاريخ. أما الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن، فسيظل مجدهم خالدًا في ذاكرة الأجيال. الشعب السوري الذي قاوم واستبسل، لن يعرف الاستسلام. إنه شعبٌ كُتب له أن يكون رمزًا للصمود والإباء.

سوريا الحبيبة تستحق مستقبلاً مشرقًا. عاشت سوريا حرة أبية، وعاش شعبها المقاوم الذي لم يعرف يومًا الانحناء. الله أكبر فوق كل طاغٍ ظالم، ومع كل يوم يمر، تقترب سوريا أكثر من حلمها الذي سيصبح واقعًا قريبًا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)