أنا أتابع كل ما يقوله الزميل محمد أبو رمان , على الفضائيات حول السلفية الجهادية , وداعش ومستقبل الإسلام السياسي , وأجزم أنه أفضل محلل وخبير أردني في هذا المجال , كونه لا يتحدث من خلفية الأكاديمي الذي يقرأ تاريخ سيد قطب ويؤسس عليه في التحليل, بل يتحدث من زاوية المجرب الذي عايش نشأة هذه التنظيمات وعرف قادتها وفهم طرائق تفكيرها .
لكن ثمة شيء مهم ينساه الزميل أبو رمان في التحليل وهو نظرية (شمبر اللوكس) وهذه النظرية مهمة في فهم الية عمل هذه الحركات ...
لايوجد أردني لا يعرف (شمبر اللوكس) هو اشبه (بالفتيلة ) التي تضيء ( اللوكس) وميزته أنه يعطي , قوة هائلة وإنارة قوية , ولكنه لايعطي إشارات لإنتهاء صلاحيته , وفجأة ونتيجة الإحتراق وحجم الإنارة يسقط مثل رذاذ السيجارة .
داعش تقاتل , على عشرين جبهة , الحسكة , كوباني , هيت , الأنبار , كركوك ....إلخ , وهذا في العلم العسكري يعتبر إستهلاكا للقوة وتشعبا للقتال ...ناهيك عن أنها ومنذ ما يقارب ال (14) يوما لم تستطع إختراق عين العرب ...تماما مثل (شمبر اللوكس) الذي يضيء كل شيء , الصالة , غرف النوم , المطبخ ...كل شيء 
داعش هي مليشيا وليست جيشا , وهي تنظيم وليست دولة ...مثل اللوكس هو بديل للكهرباء , ولكن في اللحظة التي تعود فيها الكهرباء يتم وضعه في غرفة (الخزين) بمعنى اخر , داعش برزت في العراق وسوريا نتيجة غياب الدولة ...وشمبر اللوكس يشتعل حين ينفجر محول الحارة او لا يقوى على الأحمال الزائدة .
الكهرباء حين تشتعل لاتخرج صوتا , تعمل بتيارات ساكنة بعكس (شمبر اللوكس) الذي يعطي أحيانا (طرطشة ) تشبه (طرطشة الزيت) ...وداعش في حركاتها الأخيرة المتمثلة , بقطع الرؤوس منحت العالم مفهوما جديدا (للطرطشة ) فما تفعله هو مجرد إجرام حقيقي, ذلك أن الدين , يمنع قتل رجل أعزل أو أسير بهذه الطريقة الوحشية ...
الغريب أن شمبر اللوكس يعطي وهجا هائلا لا تستطيع العيون أن تتأمله , والأغرب أنه , يضيء مساحات هائلة , ولكنه فجأة يسقط ويصبح مثل رذاذ السيجارة .
أنا بودي أن اسأل صديقنا الدكتور أبو رمان , يا ترى هل سنشهد نهاية لهذه الحركة تشبه نهاية (شمبر اللوكس ) ...في تحليلات الزميل أبو رمان , هو يشير إلى هذه الفرضيات ويؤكد عدم جدية الغرب في مقاومة داعش أو شن حرب عليها ...وأنا لست خبيرا في الحركات الإسلامية , ولكني وددت أن أقدم نظرية في هذا المجال وأرجو من المحللين إعتمادها وهي أن داعش تشبه (شمبر اللوكس) ...