TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
شركاء الحرب على غزة ( الأمريكان والإنجليز )
26/10/2023 - 7:15am

طلبة نيوز - بقلم د. لؤي بواعنة

إن ما يحدث في غزة اليوم ومنذ السابع من هذا الشهر من دمار وتخريب وانتهاك للحرمات وهدم للمساجد والكنائس والمستشفيات وقتل عمد للأطفال والشيوخ والمرضى ,ليعد وصمة عار بحق الإنسانية ,بل والمجتمع الدولي برمته ,لما فيه من نسف وهدم كامل لكل القيم الإنسانية, بل وتجاهل واستخفاف واضحين بكل ما هو عربي ومسلم . وأعتقد جازما أن هذه الصورة اليومية المروعة لعشرات الأطفال في غزة, ستشهد ردة فعل عسكية لدى الغزيين وحماس خاصة ,إذ أنها لن تزيد أهل فلسطين وغزة وحماس إلا ثباتا وتمسكا بالأرض واصرارا على الصمود , رافضين بذلك مؤمرات التهجير والتركيع والخنوع التي يخطط لها الصهاينة في إسرائيل مع الغرب الأحمق, الذي يساندها ويؤازرها جبنا وخوفا من كل ما هو إسلامي وربما من باب النكاية بإلاسلام وأهله , بذريعة حمقاء مفادها أن ما تقوم به حماس يهدد دولة الكيان والمدنيين فيها , متناسيين أن دولة الكيان أقامت دولتها على أرض ليست لها,وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيين , في حين أن اليهود هم الطارئون , والشجر والحجر يشهد بذلك .

من المؤكد والمسلم به أن ما تقوم به دولة الإحتلال الإسرائيلي من جرائم بشعة تقشعر لها الأبدان ,وتؤلم وتؤرق كل عربي وكل مسلم , بل وكل إنسان على وجه هذه البشرية يقيم وزنا لأدنى درجات الإنسانية مهما كان لونه أو عرقه أو جنسه .ومرد هذا الحزن والألم لدينا جميعا على هكذا جرائم إبادة بشرية متأني من دوافع عدة في مقدمتها منافاتها لكل القيم الإنسانية والدينية من جانب ,ومن جانب آخر متعلقة بخصوصية العرب والمسلمين مع أخوانهم في غزة ,فنحن كشعوب عربية وإسلامبة يمتلكنا شعور الخجل وخيبة الأمل , لأننا مقصرون بحق غزة ,وأهل غزة ,وأطفال غزة لأننا غير قارون على دحر الإحتلال والتصدي له ,حتى بالطرق الدبلوماسية والسلمية ,لتكالب دول الغرب على غزة وأهلها ودعمهم إسرائيل بمختلف صنوف الأسلحة من الصواريخ إلى الخبراء والقادة العسكريين للانتقام من غزة وأهلها وحماس لأنها حاولت الدفاع عن نفسها وهويتها وفك عزلتها , وكأن العالم اليوم ينعم بكل أسس العدالة والنزاهة ومقوماتها . ولم يبق إلا غزة وحماس فهم وحدهم الذين يهددون هذا العالم والعكس صحيح . وبدورنا نقول لهم خسئتم وخسئت كل مؤمراتكم على غزة وأهلها ,أرضاء لإسرائيل . ومن المفارقة التي كشفت عنها أحداث غزة ما كان من تبجح الغرب وزيفه بترديد شعارات القيم الإنسانية وشعارات حقوق الانسان والطفل, ولكنهم عندما رأوا أطفال غزة يقتلون أشلاء, ومستشفياتهم تقصف نسوا كل ذلك, وجاؤوا فقط لدعم إسرائيل, لسحق حماس التي تدافع عن حقها في فلسطين والقدس نيابة عن كل العرب والمسلمين .وأعتقد أن الغرب لم يأتي لدولة الإحتلال لمساندتها ونصرتها حبا لها ,بل محاولة منها للتغطية على ضعفهم وفشلهم في صراعهم الخفي مع الإتحاد السوفيتي في أوكرانيا ,عجزهم عن مواجهة إيران , والأهم من ذلك كله حقدهم على الإسلام والمسلمين ومخططاتهم الخبيثة وصراعهم معه نحوه منذ زمن بعيد , ومحاولة منهم لإستعراض قواهم على بلد صغير محاصر كغزة ,لأنه يرفع راية الجهاد ويرفع راية الأسلام عاليا في وجه ربيبتهم وصنيعتهم إسرائيل , وفي نهاية الأمر تبقى ملة الكفر في النهاية واحدة .
إن ما حدث ويحدث اليوم في غزة هاشم وتحديدا منذ السابع من هذا الشهر( تشرين الأول) حيث الحرب الشرسة المعلنة والممنهجة على غزة وأهلها وتنظيم حماس منذ بدء عملية طوفات الأقصى,ليجعلنها نضرب بعرض الحائط كل ما يرفعه الغرب و يتبجح به من مثل وقيم وشعارات زائفة مثل حقوق الأنسان والطفل وحق الإنسان في الحياة بأمن وسلام ,وخاصة بعدأن تكشفت سياسات الدول الغربية ومواقفها المؤيدة للحرب على غزة ودورانها في فلك إسرائيل , وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا , والتي أكتست مواقفها تلك بلباس الخزي والعار والإزدواجية والكيل بمكيالين والحقد الدفين على هذه الأمة العربية والإسلامية . وهذا يحتم على شعوبنا وأنظمتنا السياسية إعادة للتفكير مليا في علاقاتنا بهذه الدول وبصورتها المرسومة في أذهاننا, وأذهان شعوبها . فكثيرا ما كنا نعتبرها دول صديقة لكن ما شاهدناه من زيارات مكوكية لإسرائيل ومدعمة بترسانة عسكرية ومن عرض لمساعداتهم المختلفة , ومن إظهارحزنهم ترحمهم على قتالهم ومواساتهم والوقوف الى جانبهم في حربهم ضد حماس ليؤكد , أنهم أيعد ما يكونوا من الأصدقاء بل أعداء الإسلام والإنسانية , لإنهم يكيلون بمكايل مختلفة ومغايرة للواقع السياسي ,فعندما يتعلق الأمر بدولة عربية وإسلامية تختلف المواقف وتتبدل الحقائق ويوجه الإعلام حسب رغباتهم . وهذا مدعاة للتفكير في سياستها وحقيقتها واستبعاد كل ما يسوقونه لنا من حرية وعداله وحقوق بأنه كذب وبهتان, ليس الهدف منه سوى إستعباد هذه الشعوب والقضاء على حضارتهم وفكرهم وعقيدتهم والمتمثلة بنتيجتها النهائية بالإسلام .
لقد حصدت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل إثر عملية طوفان الأقصى زخما قويا وفوائد جلة . ولم تقتصر تلك الزيارة على الدعم والتضامن والمواساة ,وطلبه تقديم إمدادات غير مسبوقة لتل أبيب فقط ,بل ذهبت أبعد من ذلك و فكانت بمثابة تقديم قرابين ولاء غفران لإسرائيل وربما " عربون" تقرب واخلاص لدولة إسرائيل, ببيان أثر تلك الهجمات على إسرائيل تارة , وتبى الرواية الإسرائيلية الكاذبة حيال قصف المستشفى المعمداني , تارة أخرى ,والذي راح ضحيته خمسائة شهيد فلسطيني .كما أولى بايدن وجود دولة إسرائيل وحمايتها أهمية عظمى , مركزا على أهمية ذلك بقوله: "لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها ". وهذا يحمل دلالات غاية في الأهمية كما تفهم, في مقدمتها شرعية تلك الدولة والإقرار بوجودها لضمان مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يذلك التواجد ,ولو كان الأمر على حساب العرب والمسلمين ومقدساتهم , ,وثالثها وأهمها وقوفها في وجه التيار الإسلامي والتنظيمات الإسلامية بالرغم من شرعية مطالبها وفي مقدمتها حركة حماس ,وربما أي تنظيم إسلامي مسلح في المنطقة والدعوة إلى إجتثاثة على يد الترسانة العسكرية الإسرائيلية وبمساعة أمريكية للاسف . ويمكن القول أن إقرارأمريكا بوجود إسرائيل مكان الدولة الفلسطينية يعني عدم الأعتراف بفلسطين وحقوق أهلها وحقهم بالحياة .وهذا يعني نسف لكل ما يدعونه من حرصهم على السلام,فهدفهم إسرائيل فقط وبخلاف ذلك هو مضيعة للوقت مع العرب واستخفاف بهم . ولم تكتفي حكومة بايدن بذلك الدعم الأمريكي ,بل أعلنتها حربا على غزة وأطفالها وكل فلسطين باستخدامها حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار تقدمت به البرازيل لوقف الحرب على غزة. وكأنها تبارك قتل الفلسطينيين وأجتثاثهم , وهذا لن يحدث ما دام هناك إرادة وكرامة عند هذا الشعب . وستبقى فلسطين ومن يمثلها ويدافع عنها شوكة في وجه المشروع الإسرائيلي المغتصب حتى تتحق إرادة الله عزوجل في الكون .
أما بريطانيا فقد أعلنت هي الأخرى توجيه سفن الأسطول الحربي البريطاني لشرق المتوسط لدعم إسرائيل , أما رئيس حكومتها "ريشي سوناك " أيضا فقد أسرع هو الآخر مهرولا لتقديم الدعم والمساعدة لإسرائيل وبيان تضامنه ودعمه لها ضد حركة حماس, وقد أظهر مقطع فيديو لحظة وصوله لإسرائيل على متن طائرة عسكرية تحمل أسلحة وعتادا وقد خرج من بين تلك الأسلحة كناية عن دعمه العسكري المطلق ل‘سرائيل ضد الفلسطينيين .وقد صرح سوناك بشكل علني : " نريدكم أن تنتصروا "" وفي موضع آخر " إننا نقف مع إسرائيل ,ليس اليوم فحسب , ولا غدا فحسب , ولكن دوما ". " أنني موجود هنا للوقوف إلى جانبكم ". وهذا يؤكد سوء النوايا التي يضمرها وتعلنها الدول الغربية الكبرى لدول الشرق الأوسط وفي مقدمتهم دولة فلسطين , كيف لا , وبريطانيا هي التي زرعت إسرائيل , فبريطانيا زرعتها وأمريكا رعتها وسمنتها وتحرص على بقائها بشتى السبل ,ولا يوجد لذلك سوى تفسير واحد , وهو الخوف من الإسلام والقضاء عليه والخوف من زوال دولة إسرائيل على أيدي الجماعات الإسلامية حماس وغيرها ,فواجبهم حمايتها والحفاظ عليها .
أما الرئيس الفرنسي هو الأخرفقد تقاطر هو الآخر لمباركة بطش إسرائيل وقتلها الأطفال الفلسطينيين. ولكن زيارته حملت أكثر من غرض ,لكن دعم إسرائيل كان في مقدمتها , فقد أعلن دعمه لإسرائيل ضد حركة حماس التي وصفها بالإرهابية ودعا لقتالها بلا رحمة . وقال إن فرنسا تقف مع إسرائيل " كتفا بكتف " وشدد على محاربة الأرهاب بقوله " أريدكم أن تتأكدوا من أنكم لن تتركوا وحدكم في هذه الحرب على الإرهاب ". لكن ماكرون دعا على إستحياء إلى إطلاق العملية السياسية مع الفلسطينيين ويجب الاستماع إلى القضية الفلسطينية , لكنه كان منحازا لإسرائيل أكثر من وقوفه إلى جانب الفلسطينيين . ولا أعرف عن أي عملية سلام يتكلمون في ظل هذه الحشود السياسية و هذا الدعم العسكري الغير محدود لدولة الكيان الصهيوني للقضاء على حركة حماس وأطفال غزة الذين يموتون بصواريخ أمريكية ,وأسلحة بريطانية قبل أن تكون إسرائيلية .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)