طلبة نيوز - بعد اربعة أيام على سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، تستكمل القيادة العامة لعملية «ردع العدوان» عملية انتقال السلطة والسيطرة على كامل التراب السوري متعهدة بوحدة سوريا، في وقت تم الغاء حظر التجول في دمشق وطلب من السكان العودة إلى أعمالهم ومؤسساتهم لتستعيد العاصمة حركتها الطبيعية، وسيتم الإعلان قريبا عن عودة العمل في المعابر والمطارات السورية التي أصبحت حالياً تحت سيطرة الحكومة الانتقالية.
وأعلنت الفصائل التي سيطرت على السلطة في دمشق أنها سيطرت على كامل مدينة دير الزور، بعدما انسحبت منها قوات سورية الديموقراطية.
وأشار المرصد السوري إلى أن قوات «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد انسحبت باتجاه القرى المجاورة لتسقط المدينة بعدها بأيدي مقاتلين عرب محليين كانوا قد انضموا إلى صفوف فصائل عملية «ردع العدوان» التي انطلقت في 27 نوفمبر الماضي.
إلى ذلك، قال القائد العام لـ«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، إن القوات التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع الجيش السوري الوطني المدعوم من تركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية «حفاظا على أمن وسلامة المدنيين».
وأعرب قائد قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، عن استعداده للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق، والمشاركة مع القوى الجديدة في العملية السياسية في سوريا، مشددًا على ضرورة تمثيل جميع المناطق والمكونات من خلال الحوار. وقال ان علاقة قسد ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق، مضيفا أن هناك تواصلًا قائمًا مع تركيا عبر الأمريكيين بهدف خفض التصعيد، لافتًا إلى وجود تواصل مع «هيئة تحرير الشام» أيضًا عبر الأمريكيين.
ويأتي ذلك، في وقت قال مسؤولان أمريكيان ومساعد بالكونغرس اطلعا على الاتصالات الأمريكية الأولى مع «هيئة تحرير الشام» التي قادت الإطاحة بالأسد، إن إدارة الرئيس جو بايدن، حثت الجماعة على عدم تولي قيادة البلاد بالتبعية، بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.
وتجري الاتصالات مع «هيئة تحرير الشام» بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا.
وفي سياق متصل، كشف رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، محمد البشير، أولويات حكومته التي ستستمر حتى مارس المقبل، وملامح سياستها الخارجية المرتقبة، داعيا ملايين السوريين في الخارج إلى العودة لوطنهم، وذلك بعد تكهنات أحاطت بالمشهد الضبابي لمستقبل البلاد وطبيعة القيادة الجديدة.
وقال البشير في حوار نشرته صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية أمس (الأربعاء)، ان المرحلة الجديدة ستشهد «ضمان حقوق جميع الطوائف» في البلاد، محددا أولويات حكومته بـ «إعادة الاستقرار والأمن، وإعادة ملايين المواطنين إلى البلاد، وبسط سلطة الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية للسوريين».
وأشار إلى أن حكومته ترث «إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة»، مستطردا: «لا نمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أو لا شيء.. لا نمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإننا في وضع مالي سيئ للغاية».
ودعا البشير أيضًا «كل السوريين في الخارج إلى العودة إلى بلادهم»، قائلا: «سوريا الآن بلد حر اكتسب عزته وكرامته».
وحينما تطرقت الصحيفة إلى السياسة الخارجية، قال إنهم توجهوا إلى العراق والصين وجهات أخرى لتوضيح رؤيتهم وهدفهم المتمثل في «تحرير السوريين من بشار الأسد، ولذلك لا مشكلة لدينا مع أي شخص أو دولة أو حزب أو طائفة ممن ظلوا بعيدين عن نظام الأسد المتعطش للدماء».
وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى سؤاله عن إيران وروسيا والموقف من صنع سلام مع إسرائيل، لم يرد وأنهى الحوار.
وتسلمت حكومة البشير بشكل رسمي، إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى مارس المقبل، وأكدت أنه سيتم حل الأجهزة الأمنية، وإلغاء قوانين الإرهاب.
إلى ذلك، أفادت تقارير بانعقاد اجتماع أمني وعسكري رفيع المستوى في سوريا، بهدف إعادة تشكيل وزارة الدفاع وضم جميع الفصائل المسلحة تحت مظلتها. ووفق التقارير تركز الاجتماع على وضع آلية لتوحيد القيادة العسكرية وتنظيم صفوف الفصائل ضمن إطار وزارة الدفاع وتحت إمرتها.
وكانت مصادر مطلعة أفادت سابقا أن «إدارة العمليات العسكرية» المكونة من «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها ستعيد النظر في تشكيل الجيش السوري والأجهزة الأمنية في البلاد.
تأتي تلك المعلومات فيما لا يزال المشهد غير واضح بالنسبة للعديد من المراقبين الغربيين وحتى المحليين.
وفي هذا الإطار قال أحمد الشرع القائد العام للإدارة السورية الجديدة ان على الحكومات الأجنبية ألا تقلق بشأن الوضع في سوريا، مضيفا أن الناس منهكون من الحرب وبالتالي فإن سوريا غير مستعدة للدخول في حرب أخرى.
وقال الشرع، الذي كان يلقب بأبو محمد الجولاني، ان الخوف كان من وجود نظام الأسد وهو الآن سقط وسوريا تتجه نحو التنمية وإعادة الإعمار والاستقرار، مضيفا أن «مصدر مخاوفنا كان من الميليشيات الإيرانية وحزب الله والنظام الذي ارتكب المجازر التي نراها اليوم».
وبارك الشرع لأهالي دير الزور التحرير بعد سنين من الصبر والهجرة، مضيفا: «لن نعفو عمن تورط في تعذيب المعتقلين ونطالب الدول بتسليمنا من فر إليها من المجرمين».
من جهته، قال المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في دمشق إن سوريا تحتاج إلى جهود جميع أبنائها في الفترة المقبلة، مؤكدا «لا نقبل بسوريا مقسمة، وعلى الجميع أن يهيئ نفسه للتغيير الذي حدث».
القبس
اضف تعليقك