TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
زلزال سياسي في أوروبا بتقدم اليمين المتطرف
11/06/2024 - 5:30pm

طلبة نيوز - زلزال سياسي يميني جديد ضرب أوروبا مع مكاسب اليمين المتطرف الكبيرة بالانتخابات، دفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى حل البرلمان وأطاح رئيسَ الوزراء البلجيكي. إذ شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول في مقدمتها ألمانيا وفرنسا وهولندا والمجر والنمسا واليونان وبلجيكا، محدثة زلزالاً سياسياً، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل، في حين انخفض اليورو عند أدنى مستوى له في شهر.
وانتهت انتخابات البرلمان الأوروبي، الأحد، بتقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في جل أرجاء أوروبا مع صعود مهم للأحزاب الاشتراكية والليبرالية وأيضا المحافظة، إذ احتلت الأحزاب اليمينية المتطرفة صدارة النتائج التشريعية في العديد من الدول.

وجرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب؛ لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي، منذ الخميس في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وفيما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات إستراتيجية من الصين والولايات المتحدة.

الترددات الأقوى للزلزال

الترددات الأقوى للزلزال الأوروبي، ظهرت في فرنسا وألمانيا، القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، حيث مُني كل من الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتز بانتكاسة واضحة، دفعت ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في الثلاثين من يونيو الجاري، بينما استبعد شولتس حل البرلمان (البوندستاغ).

وشكلت خطوة ماكرون اعترافاً واضحاً منه بالهزيمة، فيما رأى فيها البعض مؤامرة لقطع الطريق على زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان في الوصول إلى سدة الرئاسة.

وتصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على %31.5 من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون (%15.2). وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعداً فرنسياً في البرلمان الأوروبي.

وفي ألمانيا، رغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بنسبة %16.5 من الأصوات، خلف الاتحاد المسيحي المحافظ (%30). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديموقراطيين (%14) والخضر (%12).

في المقابل، بدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أبرز الفائزين في الانتخابات الأوروبية، سواء داخل بلادها أو على صعيد التكتل. حيث تصدّر حزب «إخوة إيطاليا» اليميني المتطرف الذي تتزعمه ميلوني، النتائج بنسبة %31.

أيضاً في النمسا، حصل «حزب الحرية» اليميني المتطرف على %27 من الأصوات، وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.

وفي أسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيسي للمعارضة الأسبانية، على 22 مقعداً في البرلمان الأوروبي، مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف تقدماً بحصوله على 6 مقاعد.

أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد توسك على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن الأخير حافظ على قسم مهم من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف المتمثل في حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي.

انقسام اليمين المتطرف

لكن اليمين المتطرف منقسم في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين، لا يزال تقاربهما غير مؤكد؛ بسبب خلافات كبيرة بينهما، خاصة في ما يتعلق بروسيا.

يرى سيباستيان ميلار من معهد جاك ديلور أن «أصوات اليمين المتطرف واليمين السيادي لا يمكن جمعها معاً، وهذا سيحد من وزنهما المباشر في المجلس التشريعي». ويضيف أن صعود اليمين المتطرف «الواضح خصوصاً في فرنسا، سيؤثّر حتما في المناخ السياسي الذي تعمل فيه المفوضية، وسيتعين على الغالبية أن تأخذ ذلك في الاعتبار». ويحذر المحلل قائلاً: «في حال الفشل في التأثير بشكل مباشر، سيكون اليمين المتطرف قادراً على التأثير بشكل خبيث».

وبينما يتبنى أعضاء البرلمان الأوروبي تشريعات بالتنسيق مع الدول الأعضاء، يمكن لليمين المتطرف أن يجعل صوته مسموعاً في القضايا الحاسمة: الدفاع ضد روسيا التوسعية، والسياسة الزراعية، والهجرة، والهدف المناخي لعام 2040، ومواصلة التدابير البيئية التي يرفضونها بشدة.

وتبقى الغالبية مشكّلة من أحزاب «الائتلاف الكبير» الوسطي الذي يضم اليمين (حزب الشعب الأوروبي)، والاشتراكيين الديموقراطيين، والليبراليين (التجديد)، والذي تحصل عادة في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي.

ووفق التقديرات فإن حزب الشعب الأوروبي سيحصل على 181 مقعداً، والديموقراطيون الاشتراكيون 135 مقعداً وكتلة تجديد أوروبا 82 مقعداً، أي 398 من إجمالي 720 مقعداً. ومن المتوقع أن ينخفض عدد مقاعد الخضر إلى 53 مقعداً (مقارنة بأكثر من 70 حالياً).

حصن ضد المتطرفين!

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أن «حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية (...) وهذا مهم، سنبني حصناً ضد متطرفي اليسار واليمين، وسنوقفهم». قالت فون دير لاين إنها واثقة بقدرتها على الفوز بفترة جديدة كرئيسة للمفوضية الأوروبية، وأضافت: «نعم. أنا واثقة، لكن بالطبع أعلم أن الكثير من العمل في انتظاري. لكنني واثقة بالتأكيد في ما يتعلق بترشحي لفترة ثانية».

وفون دير لاين مرشحة لشغل المنصب مجددا، ويتعين عليها الحصول على موافقة زعماء الدول الأعضاء ثم غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي – الذين منحوها ثقتهم عام 2019 بغالبية ضئيلة.

كانت رئيسة المفوضية الأوروبية قد توددت قبل الانتخابات إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وحزبها، وقالت إنها ترى فيها شريكاً مناسباً مؤيداً لأوروبا ومؤيداً لأوكرانيا – ما أثار استياء الليبراليين والاشتراكيين وكذلك الخضر.

كما أن انقسامات اليمين المتطرف حول الموقف الذي يجب تبنيه تجاه موسكو يمكن أن يؤدي إلى تعقيد المفاوضات في الاتحاد الأوروبي في وقت تسعى فيه الدول الأعضاء إلى تعزيز صناعتها الدفاعية.

القبس

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)