TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رئيس الأردنية القادم ..أعانك الله
11/04/2016 - 11:45am

طلبة نيوز

الدكتور محمد خازر المجالي

رئيسنا القادم: أعانك الله
نتفلسف كثيرا حين ننشد المثالية العالية وننسى أننا بشر، نخطئ ونصيب، ولنا طاقة محددة. ومغرمون نحن في الأردن في التنظير إلى حد بعيد، أحدنا يفهم في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلوم والتربية، وربما في الدين والطب والهندسة، أمراض اجتاحتنا وتجتاحنا، ومطلوب منا التواضع واستشعار المسؤولية حتى في الكلمة التي نقولها، واستشعار معية الله ومخافته في أي موقع نكون فيه.
تم نشر الأسماء المرشحة لرئاسة الجامعة الأردنية، وكلهم قامات علمية بلا شك، ولن أكتم اعتراضي الشخصي على بعض الأسماء لأسباب قد يقبلها القارئ وقد لا يقبلها، وكلها آراء شخصية، وإرضاء الناس غاية لا تُدرك، فقد خلت القائمة من تخصصات الكليات الإنسانية، وتم التركيز على البحث العلمي ونسي القائمون على اللجنة أنها إدارة وقيادة، والبحث عنصر من عناصر الكفاءة لا كلها، وهناك من هم من خارج الجامعة، وهذه مشكلة واجهناها ومن الضروري تجاوزها، وعموما نأمل من اللجنة والمجلس التوفيق في اختيار الأنسب للجامعة.
عندما كتبت قبل مدة عن ضرورة أن يكون لأعضاء هيئة التدريس رأي في الاختيار أو الترجيح علّق بعض الزملاء أنني أتخيل نفسي في سويسرا أو السويد، ولماذا لا يكون هذا فنخطو خطوة في الرقي والمسؤولية؟ حين يشعر الرئيس أن زملاءه قد اختاروه، ويعلقون عليه الأمل في النهوض بالجامعة، مادين له يد العون في مجتمع علمي أخوي نزيه بعيد عن الشللية والأمراض التي فتكت بمؤسساتنا.
ومهما جاء رئيس مثالي، فهو بزملائه كلهم، الأكاديميين والعاملين، ولا يمكن أن تُترَك الجامعات تعيش الأزمات إياها خاصة المادية، فللحكومة دور مهم في إرساء الاستقرار في مستوياته كلها، فليس بيد أي رئيس عصى موسى ولا كنوز سليمان، فهناك أزمات حقيقية ينبغي حلها فورا.
هناك طلبة أمانة في أعناقنا، ومجتمع يعاني من مخرجات ضعيفة نوعا ما من جامعاتنا، ووطن ينتظر منا الكثير. وهناك ترهّل طال الجامعات التي هي منارات يُهتَدى بها، بل هناك أمراض فتكت بمؤسساتنا العلمية من عصبية وإقليمية وواسطة وفساد. فلا بد من تجديد في الأساليب وترسيخ للقيم والمبادئ، ولا بد من مصالحة مع الذات، وإنهاء حالة القيل والقال، وأن يلتفت كل منا إلى مهمته المقدسة في إعداد الأجيال وتربيتهم لينهلوا من العلم ويعيشوا الحرية ويمتلكوا المهارة ويوسعوا الآفاق المعرفية.
أعانك الله أيها الرئيس، وأقول لك: تخيل نفسك عند خروجك من الرئاسة لا عند دخولك، كيف تحب أن تغادر؟ نتمنى أن يكون الشعور أنه بكل شرف وثقة أنك قدمت ما يسرّك أن تلقاه في صحيفتك يوم القيامة، لا المديح والثناء الملفوفين بالنفاق والمجاملة والمبالغة، ومرة أخرى أنت بزملائك كلهم لا بنفسك، فالعدالة والمساواة وحسن المعاملة كلها مطلوبة.
وفق الله جامعاتنا كلها للخير والرقي والتفوق، ووطننا للرخاء والاستقرار والعزة، آمين.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)