TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رئيسُ الجامعة الأردنيّة يعرِضِ لمشروع "رقمنة المحتوى التعليميّ وإنتاج المحاضرات التفاعليّة النموذجيّة" كقصّةِ نجاح ​
09/05/2025 - 10:45am

ارتأى رئيسُ الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات أنْ يتّخذَ من "مشروع رقمنة المحتوى التعليميّ وإنتاج المحاضرات التفاعليّة النموذجيّة" محورَ ورقتِه العلميّة التي قدّمها خلالَ مشاركتِه في أعمال المؤتمر الوطنيّ للتعليم العالي من الرؤيةِ إلى التطبيقِ بعنوان " خارطةُ طريقٍ للتحديث والتحوّل والمرونة المؤسّسة في قطاع التعليم العالي"، وافتُتحت فعاليّاتُه مساءَ اليوم في فندق الهيلتون في منطقة البحر الميّت، برعايةِ رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ومشاركةِ عددٍ من رؤساء الجامعات الأردنيّة الرسميّة والخاصّة، وأكاديميّين، وصنّاعِ قرار، وممثِّلين عن مختلف القطاعات التعليميّة.

وعدَّ عبيدات أنّ "مشروع رقمنة المحتوى التعليميّ وإنتاج المحاضرات التفاعليّة النموذجيّة" أنموذجًا يُحتذى به، وقصّةَ نجاحٍ لتجربة رائدة أحدثت تحوّلًا نوعيًّا، ونقطةَ ارتكاز رئيسةً في مسيرة الجامعة، لا بدَّ من تعميمها على نطاقٍ أوسعَ في المؤسّسات التعليميّة الأخرى، بما يسهم في تعزيزِ جَودة التعليم، والارتقاءِ بمنظومته وَفقَ أعلى المعايير الأكاديميّة.

وقدّم عبيدات عرضًا تفصيليًّا للمشروع الذي يقوم على تصميم وتحويل المحتوى الأكاديميّ التقليديّ للمحاضرات إلى موادَّ تعليميّةٍ تفاعليّةٍ، بالاعتماد على توظيفِ أدواتٍ ووسائلَ تعليميّةٍ متقدّمةٍ وابتكاريّةٍ لتقديم الموادِّ الدراسيّة بأسلوب تفاعليّ، بالإضافة إلى برمجةِ المحتوى وتفعيلِه عبرَ المِنصّات الرقميّة التعليميّة في الجامعة، ما يتيحُ للطلبة التفاعل مع الموادِّ الدراسيّة بطرق مبتكرة وفعّالة.

كما تطرقَ رئيسُ الجامعة لمبرِّرات تنفيذِ مثل هذا المشروع، وأهدافِه، والإجراءاتِ التنفيذيّة لمراحل إنتاج المحتوى التعليميّ الرقميّ، وما حقّقه المشروعُ من إنجازاتٍ بالحقائق والأرقام، من حيثُ عددُ الموادّ الدراسيّة، وعددُ المحاضرات وعددُ الفيديوهات، وما تمَّ تجهيزُه من بنية تحتيّة، وتوفيرُه من إمكانيّات لضمان تحقيق المشروع، مشيرًا في الوقت ذاتِه إلى الإمكانيّات المستقبليّة التي تنوي الجامعةُ توفيرَها في سبيل دعم المشروع من إنشاءِ استوديوهات، وتوفيرِ قاعات ذكيّى لنقل التعليم إلى مستوى رقميّ عالٍ في الجَودة.

وأشار عبيدات إلى أبرز التحدّيات التي طرأت إلى السطح خلال عمليّةِ تنفيذِ المشروع، أبرزُها تحدي مقاومةِ التغيير، بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس، وأيضًا التحدّياتُ المتعلّقة بالأجهزة والبرمجيّات، والمتابعة والتنفيذ والكوادر البشريّة، مؤكّدًا تطلّعَ الجامعة -وضمن خطّتها المستقبليّة- إلى استحداث برامجَ تدريبيّةٍ ودبلوماتٍ مهْنيّة رقميّة يتمّ تصميمُ محتواها وتقديمُها إلكترونيًّا.

ومع المضي قدمًا في مسارات التحديث الاقتصاديّ والسياسيّ جاءَ انعقادُ أعمال المؤتمر الوطنيّ للتعليم العالي، الذي نظّمته لجنةُ الخدمات العامّة في المجلس وتسع لجانٍ مشتركةٍ، بهدف مناقشة سبل تفعيلِ رؤية وتطويرِ التعليم العالي في الأردنّ، وتحويلِها لبرامجَ قابلةٍ للتنفيذ، من شأنها أن تحدثَ تحوّلًا نوعيًّا في قطاع التعليم العالي.

وقال الفايز في كلمته الافتتاحيّة "إنّ التعليمَ هو البوابةُ الأساسيّةُ لتقدّم أيّ دولة، وهو ركيزةٌ رئيسةٌ لإحداث التطوّر في مختلف المجالات، وهو السبيلُ نحو رفاهيّة المجتمعات ورخائها"، مشيرًا إلى دور الجامعات،
وأضافَ أنّ مجلس الأعيان يقودُ هذه المرحلةَ الجديدة، سعيًا منه إلى دفع مؤسّسات التعليم العالي نحوَ تحقيق الازدواجيّة الاستراتيجيّة الفاعلة، عبرَ تحقيق التوازن بين الكفاءة التشغيليّة والابتكار واستشراف المستقبل، من خلال النقاشاتِ الموجّهة، وخططِ العمل وآليّاتِ الأداء، مؤكّدًا ضرورةَ عملِ الحكومات المختلفة على مواجهةِ التحدّيات التي تعترضُ إصلاحَ التعليم العالي في الأردنّ، منها: التمويلُ ومديونيّةُ الجامعات، والدعمُ الحكوميّ، والإداراتُ الجامعيّة، واستقلالُ الجامعات للوصول إلى حاكميّة رشيدة في إدارة الموارد البشريّة والماديّة، بالإضافة إلى تطويرِ المناهج وأساليب التدريس، بما يتناسب مع حاجة سوق العمل، مع ضرورةِ الاستفادةِ من التطوّر التكنولوجيّ والرقمنة، ومعالجةِ ضعف مدخلات التعليم العالي، المتمثِّلة في مخرجات التعليم العامّ أو المدرسيّ.

في حين أوضح رئيسُ لجنة الخدمات العامّة الدكتور مصطفى الحمارنة أنّ انعقادَ المؤتمر من شأنِه توفيرُ مشاريعَ بحثيّةٍ تسهم في رفع القيمة المعرفيّة لمواكبة التطوّر التكنولوجيّ في عمليّة التعليم العالي.

وتناقش جلساتُ أعمال المؤتمر الممتدّةُ على مدار ثلاثة أيام، موضوعاتٍ تحملُ في مضامينها مقترحاتٍ وحلولٍ ونماذجَ تدفع للمضي قدمًا في مسيرة تحديث منظومة التعليم العالي في الأردنّ، قدّمها عددٌ من القيادات الأكاديميّة في وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ ومؤسّسات التعليم العالي في الأردنّ، ورؤساء الجامعات الأردنيّة الرسميّة والخاصّة، وباحثون متخصّصون، للوصول إلى الأهداف المنشودة.

واستهلّت أولى جلسات اليومَ الأوّل، وجاءت بعنوان" المرحلة الثانية من تحديث المنظومة الأكاديميّة في التعليم العالي: من الرؤية إلى التطبيق"، بمداخلة قدّمها العينُ الدكتور مصطفي حمارنة خلالَ إدارته للجلسة، عرضَ فيها لموجز عما تمّ إنجازُه في المرحلة الأولى من تحديث منظومة التعليم العالي، وما هو مخططٌ للمرحلة القادمة.

في حين قدّم وزيرُ التربية والتعليم ووزيرُ التعليم العالي والبحث العلميّ الدكتور عزمي محافظة رؤيةً استشرافيّةً حول السياسات التحويليّة في التعليم العالي، بما يتماشى مع رؤيةِ التحديث الاقتصاديّ والمتغيّراتِ التكنولوجيّة والمعرفيّة، وتطرّقَ رئيسُ هيئة اعتماد مؤسّسات التعليم العالي وضمان جودتها الدكتور ظافر الصرايرة في مداخلته حولَ الدور المحوريّ للهيئة في المرحلة المقبلة، خاصّةً فيما يتعلّق بتعزيز ثقافة الجَودة وتطوير منظومة الاعتماد الوطنيّ لتواكب رؤية التحديث الاقتصاديّ وتحديث المنظومة الأكاديميّة.

أمّا أمينُ عامّ المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور مشهور الرفاعي، فأشار إلى جهودِ المجلس في تحديد الأولويّات الوطنيّة في البحث العلميّ والابتكار، ودورِه في توجيه التمويلِ البحثيّ نحوَ القضايا ذاتِ الأهميّة، مؤكّدًا أهميّةَ تفعيل الربط بين السياسات البحثيّة والتنمويّة والاستدامة.

وناقشت الجلسة الثانية التي عُنوِنت بـ" المرونة والكفاءة المؤسّسيّة في الجامعات الأردنيّة"، والتي أدارتها الدكتورة وفاء الخضرا من الجامعة الأمريكيّة في مأدبا، موضوعَ التركيزِ على القدرة والمرونة للجامعات في تحقيقِ التوازن بين استخدام الموارد الحاليّة بكفاءة عالية، وتفعيلِ الابتكار والريادة والاستكشاف الاستباقيّ لمصادر التحوّل والتطوّر المستقبليّ في ظلِّ تسارع التحوّلاتِ التكنولوجيّةِ والمعرفيّةِ العالميّة، وشاركَ فيها كلٌّ من الدكتورة رويدا المعايطة، التي تحدّثت عن مدى جاهزيّةِ الجامعات الأردنيّة من حيثُ بنيتُها التشغيليّة والتنظيميّة لتوظيفِ مواردها بفعاليّة وتعظيمِ إنتاجيّتها وأثرِها المؤسّسيّ، والأمينُ العامُّ لوزارة التعليم العالي والبحث العلميّ الدكتور مأمون الدبعي، الذي أشار في مداخلته إلى سبلِ تنويع أساليب تمويل الجامعات وآليّاتِ تمكينها ماليًّا بما يعزّزُ استدامتَها وقدرتَها على التطوّر والمنافسة، مستعرضًا نماذجَ مقترحةً لخلق مصادرِ دخلٍ بديلةٍ ضمن منظومات الحوكمة الماليّة، فيما تحدّثت ريما أبو حسان في مداخلتها التي قدّمتها عن بُعد، عن دور الجامعات في تطويرِ نماذجَ اقتصاديّةٍ مبتكرة، من خلال شراكاتها الاستراتيجيّة مع القطاعين الخاصّ والعامّ والمجتمع المدنيّ، مشيرةً في الوقت ذاتِه إلى أهميّةِ تفعيلِ أدوات التمويل الذكيّ، وتوظيفِ السياسات العامّة بفعاليّة لدعمِ التحوّل المجتمعيّ والاقتصاديّ، وضمانِ استدامته على المدى الطويل.

أمّا الجلسة الثالثة فجاءت بعنوان" رؤساء الجامعات/ قصص نجاح من الميدان الأكاديميّ"، وشاركَ فيها كلٌّ من رئيسِ جامعة مؤتة الدكتور سلامة نعيمات، ورئيسِ جامعة العلوم والتكنلولوجيا الأردنيّة الدكتور خالد السالم، ورئيسةِ جامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا الدكتورة وجدان أبو الهيجا. حيث عرض كلُّ رئيسٍ على حدة لنموذجٍ مؤسّسيٍّ، أحدث تحوّلًا نوعيًّا، وشكّلَ نقطةَ ارتكاز استراتيجيّة في مسيرة جامعاتهم، مستعرضًا في عرضه للنموذج منهجيّةَ تطبيقه، والأثرَ المتحقّق على مستوى جودة التعليم، وكفاءةَ الأداء الإداريّ والخدميّ.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)