تعيين مشعل الزبن وفيصل الشوبكي ترقية أم إحالة على التقاعد!!!
طلبة نيوز
الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

تعيين كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، والفريق أول فيصل الشوبكي مستشارين للملك للشؤون الأمن القومي والعسكري، بالإضافة إلى وظيفتيهما ينبئ بتغيير وشيك على موقعي مدير المخابرات ورئيس هيئة الاركان المشركة. مثل هذه التعيينات التي قد تبدوا ترقيات هي في الحقيقة ليست كذلك وإنما هي خطوة إجرائية دبلوماسية لتغيير شاغلي هذين الموقعين المهمين أو كما يسمى بالإنجليزية(kick out) بمعنى أنها دفعة للخارج وليست للأعلى .دليلنا في ذلك أن الملك يقوم باستشارة كل من مدير المخابرات ورئيس هيئة الاركان المشتركة دون الحاجة الى تعيينهما في وظيفة استشارية متخصصة في تقديم النصح والمقترحات له. من جانب آخر فإنه وبعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي أصبح بموجبهما تعيين رئيس هيئة الاركان المشركة ومدير المخابرات صلاحية حصرية وكاملة للملك فإن الارتباط الاداري والرئاسي لشاغلي هذين المنصبين الرفيعين هو مع الملك مباشرة مما يعني أن كل من مدير المخابرات ورئيس هيئة الاركان المشركة يقدمان تقاريرهما الشفوية والمكتوبة والسرية الى رئيسهما المباشر وهو بهذه الحالة الملك فما هو المبرر لتعيينهما في موقع مستشارين للملك.
وتجدر الاشارة هنا الى تعيين الشوبكي والزبن كمستشارين للملك لا يغير في حقيقة الامر شيئا إذ أن تقارير رئيس هيئة الاركان ومدير المخابرات هي الأهم في التأثير على كل سياسات الاردن ونهجه السياسي والأمني وتعيينات القياديين والوزراء والأعيان والتأثير على تصويت النواب وغير ذلك . وعليه فإن وجود هذين المسئولين في موقعيهما يعني استمرار تأثيرهما وتأثير مقترحاتهما على قرارات الملك والحكومة، أما إذا انتقلا الى موقعيهما كمستشارين للملك لشؤون الأمن القومي والدفاع فإن تأثيرهما سيكون هامشي كمن سبقهما في مواقع من هذا النوع قبل عشرة سنوات ، والسبب أن من سيخلف هذين المسؤولين في قيادة دائرة المخابرات العامة وهيئة الاركان المشتركة سيكونان لهما التأثير التنفيذي الأكبر، وستكون تقاريرهما هي الأهم، وسيكونان هما الأقرب الى الملك لامتلاكهما المعلومة والقوة والسلطة الإدارية والعسكرية في التأثير على اتجاهات وولاء هاتين المؤسستين الهامتين وكوادرهما .
توقعوا قريبا تغيير في هذين الموقعين وتعيين قيادتين جديدتين وربما أن هاتين القيادتين الجديدتين أصبحتا معروفتين للملك ولا أستبعد أن يكون قد تم إبلاغهما بذلك .أما السيدين مشعل الزبن وفيصل الشوبكي فعليهما أن يتهيأ نفسيا ومعنويا للإحالة على التقاعد بعد خدمة شهور في الديوان الملكي للمحافظة على ماء الوجه والخروج بموقع عين في مجلس الأعيان وربما في أحسن الحالات الفوز بموقع وزير أو سفير. يبقى السؤال هل التغيير يأتي في إطار تنظيمي داخلي الهدف منه ضخ دماء جديدة في الجهازين الكبيرين والحيويين ؟أم أن هناك تأثيرات وتداخلات داخلية وخارجية واقليمية لا نعلمهما ؟وما علاقة أسر الطيار الكساسبة من قبل تنظيم الدولة وكيفية إدارة هذه الأزمة بتغيير هذين المسئولين الأمنيين ؟تبقى الاجابة على هذا السؤال حقا للقارئ الذي نثق بذكاءه!!!