TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
خواطر علمية وتكنولوجية وتربوية
18/05/2014 - 2:30pm

طلبة نيوز-د. محمد ناجي الكعبي

الحلقة الأولى نظرة شبابنا إلى التعليم
حفزتني إحدى البرامج التلفزيونية التي يقدمها الإعلامي المتميز أحمد مازن الشقيري على كتابة هذه السلسلة، لعلها تساهم في الإرتقاء بنا نحو مستقبل أفضل، ناقلا فيها لتجارب مضيئة من دول متقدمة وشركات عالمية، ومبينا لفوائد هذه التجارب وسبل تطبيقها، ولعل كلمات هذه الحلقات تُسهم بتحفيز شبابنا على القيام او الإبتكار. وسنستهل هذه السلسلة من الحلقات بالحديث عن التعليم لأنه الركيزة الأساسية التي تُسهم في بناء إقتصاد ودولة قوية.
أدرك السياسيون والإقتصاديون والصناعيون والزراعيون وأصحاب الأموال والطلاب وذويهم في دول العالم المتقدمة أهمية التعليم وجودته على إختلاف مراحله، لقناعتهم بأن عالم المستقبل هو عالم الأفكار الخلاقة، وهناك العديد من الشواهد التي درت على مبتكريها مليارات الدولارات ممثلة بشركة جوجل وشركة سامسونج وشركة فيسبوك وشركة واتس آب.. الخ. لذا بدء الإهتمام بالجودة وبإختيار المدرسة والجامعة الأفضل من حيث الجودة والسمعة من قبل الطلاب الذين يمثلون جيل المستقبل الذي تقع على عاتقه حمل أمانة الإرتقاء بمجتمعاتنا العربية. أهم شيء لضمان مستقبلنا يكمن في الإستثمار في مجال التعليم ورعاية طلبتنا المتميزين، وتحويلهم إلى مخترعين وباحثين وعلماء. وهناك اليوم من يرى إن مدينة عالمية كمدينة نيويورك (New York) لابد لها من طرح فكرة إنشاء بنية تحتية للنظام التعليمي بدءا من مرحلة الروضة مرورا بمرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية وإنتهاءا بالتعليم العالي بأعلى درجاته، وذلك لضمان مستقبل هذه المدينة والحفاظ على مكانتها العالمية.
وتشهد المملكة الأردنية الهاشمية سباقا محموما ما بين الجامعات الأردنية بنوعيها الحكومي والخاص لبلوغ أعلى المراتب على نطاق المملكة والعالم العربي وحتى على النطاق العالمي. وقد كان السبق والريادة على مستوى الجامعات الحكومية ممثلا بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (JUST) والجامعة الأردنية، أما على مستوى الجامعات الخاصة فقد تمثل هذا السبق بجامعات مثل جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا (PSUT) والبترا والزرقاء التي استضافت مؤخرا المؤتمر العربي الدولي الرابع لضمان جودة التعليم العالي والذي أفتتح برعاية الدكتور عبد الرؤوف الروابدة رئيس مجلس الأعيان، وتضمن المؤتمر عرضا لـ 120 بحثا ومحاضرة قيمة ألقاها دولة أ.د. عدنان بدران حملت عنوان «آفاق وتحديات التعليم العالي في الوطن العربي» وإستندت على مؤشرات برنامج الأمم المتحدة للإنماء، ونبه خلالها إلى المؤشرات الخطيرة حول تدني جوده ونوعيه التعليم العالي في العالم العربي. وأكد على أهمية الإعتناء بالتصنيفات العالمية للجامعات.
يؤدي الاختيار الخاطئ للاختصاص أو الجامعة في أحيان كثيرة إلى دفع ثمن كبير يمتد طوال حياتنا، لذا سأستعرض بصورة مقتضبة سبل انتقاء أفضل الجامعات من قبل طلابنا الذين أنهوا الدراسة الثانوية (التوجيهي). والجامعات المتميزة هي التي توفر لخريجيها فرصا أكبر للإشتغال وإستثمار ما تعلموه في المؤسسات التعليمية المتميزة.
1- عادة ما يدل إنخفاض نسبة الطلبة المقبولين في مختلف التخصصات الجامعية بالقياس بالطلبة المتقدمين على السمعة الحسنة للجامعة.
2- يدل عدد ونوعية الأبحاث والإختراعات والإبتكارات والإكتشافات من قبل طلاب الجامعة وأساتذتها على مستوى الجامعة. وقد يستغرب الكثير منا سبب إصرار الطلاب وأبائهم في الغرب والدول المتقدمة على التقدم للقبول في جامعات تتميز ببحوثها، لأنهم يدركون بأن العيش في بيئة مبتكرة ستساعدهم على أن يصبحوا مبتكرين. لذا نرى العديد من الإبتكارات التكنولوجية في عصرنا تعود إلى طلاب جامعة ستانفورد (Stanford University). ويقوم كبار الأساتذة والمخترعين والحاصلين على جائزة نوبل بتدريس وإجراء البحوث المشتركة مع طلاب السنة الجامعية الأولى (Freshman) لتحفيز هذه البذرة على الإقتداء بالإساتذة الأفذاذ بتشجيعهم على الإبتكار والمساهمة بأفكار خلاقة لحل مختلف المسائل كل حسب تخصصه.
3- يفضل من يرغب بالحصول على شهادة جامعية في لغة معينة أن يذهب لدراسة هذه اللغة ضمن البلد الناطق بها. ويفضل لمن أراد أن يدرس الفيزياء أو الكيمياء أو أي إختصاص آخر أن يبحث عن أفضل جامعة يتوافر فيها هذا الإختصاص مستعينا بتصنيفات (ترتيبات) الجامعات (University Rankings) المعروفة. وقد يتطلب خيار الدراسة في الخارج إلى ضرورة تعلم لغة أخرى وإجادتها. وعلينا أن نأخذ تكاليف الدراسة والإقامة بعين الإعتبار وبشكل يتلاءم مع إمكاناتنا المادية.
4- يدل إرتفاع إشتغال خريجي أي قسم (تخصص) ضمن أي جامعة في أغلب الأحيان على إيفاء هذا القسم بمتطلبات السوق وجودة التخصص.
5- يحتاج المتقدم للقبول في إحدى الجامعات العالمية في أغلب الأحيان إلى ميزانية تعينه على إكمال دراسته، إذ تتطلب الدراسة في معظم الجامعات التي تصنف ضمن أول أرقى 100-500 جامعة عالميا من قبل الطلاب الأجانب إلى تحمل تكاليف الدراسة والإقامة، وبغض النظر عن نوع الجامعة أكان حكوميا أو خاصا مثل جامعة هارفرد (Harvard University) وجامعة ييل (Yale University) ومعهد ماساتشوستس للتقنية (Massachusetts Institute of Technology) وجامعة نيويورك (New York University).. الخ.
تمثل هذه المقالة مقدمة بسيطة مقتضبة لموضوع إختيار الجامعة الأنسب لرغباتنا وقدراتنا العلمية والمادية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)