طلبة نيوز-عبدالهادي راجي المجالي

كل  يوم أتابع الأخبار القادمة من الخليل , بصراحة تامة أنا منحاز (للخلايله) جميعهم , وبودي أن أحييهم واحدا واحدا ....وأجزم أن الخليل لوكان لها فريق كرة قدم في كأس العالم ولعبت مع البرازيل لربما إختفى نصف الفريق البرازيلي أمام عبقرية (الخلايله)....
أتذكر  ابي فقد كان يصطحبني معه في المساء إلى أرضه شمال الكرك كي نتفقد الزرع  وحين كنا نقف على (طور ) عال فيها , كان دائما يخبرني عن الاضواء البعيدة في الغرب ويقول لي : إنها الخليل , وذات يوم قال لي وما زلت أذكر حديثه :- (هضول ولاد عمنا) ...
وأتذكر ايضا أنني تعرفت في الجامعة على طالب إسمه (حمدي ) من الخليل ودعانا إلى (قدره) وأهل الخليل يقولون عنها (ئدره) ويمطون في الدال , ونشأ بيننا خلاف حول كمية الثوم ...الهائلة فيها .
مازلنا في قريتي الربه , حين تذهب إلى الغرب فيها إلى الأرض الزراعية نلمح الخليل بكل تفاصيلها , وترى (عين جدي) والطريق المؤدي إليها وأنا ما زلت أتذكر أبي وكيف كان يشرح لي تفاصيلا دقيقة عنها وعن الحرم الإبراهيمي ...الشريف .
يوم الخميس الماضي كنت في الربة , وقررت تعاطفا مع أهل الخليل وما يحدث ضدهم من دناءة إسرائيلية أن اذهب إلى الغرب إلى الأرض الزراعية كي اشاهد الخليل واصطحبت إبني معي , وكأن المشهد نفسه لم يتغير منذ ثلاثين عاما ,وقد أخبرت إبني (زود) بأن هذه الأضواء البعيدة هي للخليل , والفتى لمحها ووقفنا على نفس ( الطور) الذي جعلني أبي أقف عليه منذ ثلاثين عاما ...وحين قررنا العودة , تذكرت أن أبي قال لي :- (هظول عيال عمنا) ...فأوقفت الفتى وأعدت جملة غابت مني في المشهد وقلت لإبني :- (ترى هظول عيال عمنا) ...ثم رجعنا لبيتنا .
لم يتغير شيء في الكرك , والضوء ما زال هو نفسه في الخليل ...
في الأخبار يقولون أن ثلاثة صهاينة إختفوا في الخليل , ...وأنا أتابع بألم كل ما يحدث واشعر بالشراسة والخسة الإسرائيلية في التعامل مع أجمل مدن فلسطين ... في نهاية الأمر تنتصر الخليل , فكلما ظهر إسمها في الأخبار تذكرت كلمة أبي :- (هظول عيال عمنا) ...