TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
خطة " البؤر " السعوديه - الكويتيه
17/02/2014 - 6:15am

بقلم : اودي ديكل
ترجمة مناف عبدالغني

حدثت ومنذ اندلاع الربيع العربي تقلبات كثيره في علائق القوى عند اللاعبين الاقليميين , حيث ظهرا قوى واختفت اخرى وتحالفات على غرار الاسلام السياسي و " مشروع نهضة " الاخوان المسلمين الذي كان شعاره هو " الاسلام هو الحل " . ان ذلك المشروع تم تمويله من قبل قطر وتركيا ولكنه فشل . اضف الى ذلك ان ايران عملت في الوطن العربي بقوه خلال تلك التقلبات من اجل الدفاع وتعزيز المحور الشيعي . ومن اجل ذلك المحور قامت ايران بتجنيد رئيس الوزراء العراقي المالكي واستخدمت اذرعها لمساعدة نظام الاسد على البقاء وهي قوة القدس الايرانيه , الشبيحه , حزب الله اللبناني . ان كل ذلك هو من اجل تحييد وصد الثوريين اولا والاطراف الاسلاميه السنيه التي سيطرت على قوات المعارضه ثانيا .
ان زعزعة استقرار المنطقه سواء من قبل " قوى التغيير " التي تعمل ضد البنى الرسميه أو من الحرب الطائفيه بين السنة والشيعه أو على اساس الخوف من استعداد الولايات المتحده الامريكيه لدعم حلفاءها في المنطقه يوم الاختبار قد ترك كل ذلك دول الخليج امام وضع سئ من ناحية مجال عملها ومناورتها . وعلى ضوء ذلك اتبعت السعوديه والكويت سياسة دعم التنظيمات المعارضه الاسلاميه التي تحارب ضد الاسد والمالكي ونصرالله .
تطورت لدى السعوديين وبشكل تدريجي وجهة نظر تفيد بأن عليهم تطوير اذرع تأثير في المجال الاقليمي وان ل " قوة الضرر " تلك دور متزايد لصياغة صورة الشرق الاوسط . ان كل ذلك هو من اجل اقامة محور سني مضاد لمواجهة وكسر المحور الشيعي . ان الامير بندر بن سلطان وهو رئيس المخابرات السعوديه وسفير سابق لبلاده في الولايات المتحده الامريكيه واثق اليوم حول صياغة السياسه والاستراتيجيه السعوديه بخصوص القضيه الايرانيه . ان السعوديه التي تعتقد بأن ايران والمحور الشيعي بمثابة تهديد وجودي تعمل في عدة مجالات وقنوات موازيه من اجل كبح ومنع طموحات ايران في مجال الهيمنه الاقليميه . اتخذ السعوديون , وبعد عام على اندلاع الثوره في سوريا وانزلاقها الى الحرب الاهليه , قرار استراتيجي اساسه الفهم بأن على السعوديه العمل بكل الوسائل الضروريه من اجل الحيلوله دون انتصار الاسد وايران . وبناءا على ذلك جرى وضع خطة العمل المسماة في شبكة التواصل الاجتماعي ب " خطة بندر " والتي تتضمن النقاط التاليه :
1 - تشكيل حركات معارضه , كتائب ومجموعات من المتمردين مدعومه سعوديا .
أي ائتلافات , كتائب والويه جرى تشكيلها يتم تمويلها وتجهيزها من السعوديه ( تم استبدال الجيش السوري الحر بالجبهه الاسلاميه واستبدال سليم ادريس بقائد سعودي اسمه زهران كقائد للجيش الاسلامي ) .
2 - ادخال عملاء ومقاتلين سعوديين في صفوف تنظيم القاعده الحاليه ( تشكيل كتائب عبدالله عزام وهو احد فروع القاعده في لبنان بقيادة السعودي ماجد بن محمد الماجد ) .
3 - التأثير على اوساط جهاديه لم يخترقوها بعد من خلال نقل محتويات عن طريق وسائل الاعلام الحديثه ومنتديات الانترنيت .
جرى تشكيل قيادتان للتنسيق والتدريب , الاولى في اربد في الاردن والثانيه في الطائف في السعوديه وان دور تلك القيادتان هو تنسيق العمليات ونقل الاموال والاسلحه من دول الخليج الى تنظيمات المعارضه المختلفه التي تحارب في سوريا . توصل السعوديون بعد سنتان من بدء العمل بخطة بندر لتقديم العون في القتال في سوريا الى تقدير بأن هدف تلك الخطه لم يتحقق وذلك على ضوء الوضع القائم الذي يقف فيه كلا المعسكران وجها لوجه في " حرب خنادق " وبدون أي حسم .
وبالمقابل لخطة بندر التي لم تنجح لغاية الان في تحقيق الحسم بين المحورين السني والشيعي وترسيخ قوة تنظيمات المعارضه السوريه فقد بدأ شيوخ الوهابيه والسلفيه وكذلك مانحين من القطاع الخاص في كل من السعوديه والكويت بتجنيد وتمويل مقاتلين وتنظيمات الجهاد المتطرفه في سوريا ولبنان والعراق . بدأت النتائج بالوصول من خلال ظهور قيادات تنظيم القاعده وتوابعها على طول " الهلال الشيعي " : الدوله الاسلاميه في العراق وسوريا ( داعش ) وجبهة النصره , وباستثناء القواعد في سوريا فقد قاموا ببناء بتشكيل قيادات في طرابلس وصيدا في لبنان وفي محافظة الانبار ( الرمادي والفلوجه ) في العراق . وفي الوقت الذي يصل فيه المقاتلين من عدد من الدول العربيه والاوروبيه فأن الاستعدادات والارشاد الديني يصل من السعوديه والكويت .
من خلال الحديث على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال متابعة الواعظين الوهابيين السلفيين مثل د . جمعان الحربش ( الكويت ) , د . شافي العجمي ( الكويت ) , سلمان العوده ( السعوديه ) , احمد الشجيري ( السعوديه ) , د . عائض القرني ( السعوديه ) , عدنان العرعور ( سوريا ) و د . محمد العريفي ( السعوديه ) تظهر العلاقه الوطيده بين تنظيم القاعده وتوابعها والحركات الجهاديه السلفيه وبين اولئك الواعظون . انهم يدعون في مواعظهم الدينيه على اليوتيوب الى حرب جهاديه ضد القاده والحركات الشيعيه الذين يسمونهم " الكفار " , فحزب الله يسمى " حزب الشيطان " ورئيس الوزراء العراقي المالكي يسمى " الكافر " والعلويون يسمون " الصفويون " ( على اساس ينتمون للامبراطوريه الشيعيه التي تعود للقرن السادس عشر ) والاسد يسمونه " المستحق للموت " .
يطلب اولئك الواعظون من متابعيهم ( الذين يبلغ عددهم بين 5 الى 7 مليون متابع على تويتر والفيس بوك ) التطوع في الحرب الجهاديه وكذلك اقامة " ديوانيات " لجمع الاموال لغرض ارسالها الى الكتائب في المنطقه . ويصور الاشخاص في المنطقه وبواسطة اليوتيوب مقاطع توثق شهداءهم مع تحيات وشكر ل " مانحي القطاع الخاص " على ارسالهم للاموال . ويبدو ان العائله الحاكمه السعوديه ولو انها لا تدعم بشكل مباشر الا انها تغض النظر عن اولئك الواعظون والمعارضه الوهابيه من اجل جني الارباح في صراعها ضد المحور الشيعي ومن اجل اظهار للعالم والمحيط الاقليمي , من دون الاعلان عن ذلك , بأن للسعوديه القدره على القيام باعمال سلبيه تعود بالفائده على جميع اللاعبين المتورطين .
واجهت اسرائيل في مطلع عام 2014 تحديا متناميا بسبب ضعف دول القوميات وسيطرة تنظيمات غير رسميه وقوى جهاديه وسلفيه على بؤر في الدول المجاوره لاسرائيل ( الجهاد الاسلامي في غزه , انصار بيت المقدس في سيناء , الجبهه السلفيه وقيادة الجبهه الاسلاميه السوريه في الاردن , داعش وجبهة النصره في سوريا , كتائب عبدالله عزام وقيادة النصره والحركه السلفيه في لبنان ) . ان تلك القوى تعمل بثلاث مراحل هي :
1 - محاربة المحور الشيعي واسقاط نظام الاسد .
2 - ابعاد القاده السنه العلمانيون واقامة خلافه اسلاميه .
3 - معالجة الغرب واسرائيل .
كانت اسرائيل تنظر وعلى مدى سنوات لاهداف تعزيز قوى الجهاد العالمي وكذلك لتنظيم القاعده . وبما ان اسرائيل لم تكن لحد الان في مركز العمل وسعي تلك الاطراف للعمل بالاساس في حلقات بعيده فأن التقدير الاسرائيلي هو انه ليس هنالك تهديد على وجودها وانها فضلت ان تنظر الى العمليات المتطوره لتقويه عناصر دفاعها الداخلي وتمكين الاخرين مثل الولايات المتحده الامريكيه من مواجهة خلايا القاعده بشكل مباشر . وبالاضافة لذلك فقد ساد احساس وبالاساس على ضوء الصراعات في سوريا ولبنان بأن تلك الاطراف " تعمل " لصالح اسرائيل وتقوم باضعاف المحور الشيعي الذي تقوده ايران .
المطلوب هو تفكير وتقدير جديدين للتهديد وابعاده على اسرائيل بسبب تعاظم هدف اضعاف الدول وتآكل الفاعليه الرسميه سوية مع تسلل عناصر الجهاد والقاعده الى الفراغ وتشكيل " بؤر " قرب حدود اسرائيل والتي تشكل تحديا ايضا لاستقرار كل من مصر , الاردن , لبنان والسلطه الفلسطينيه . ان السؤال المطروح هو : هل ان امتناع اسرائيل عن العمل حاليا يقود الى ترسيخ عناصر الجهاد العالمي والقاعده قرب الحدود الاسرائيليه وظهور تهديد حقيقي على اسرائيل في المستقبل ؟
اضف الى ذلك انه اذا سعت اسرائيل نحو الاستقرار والمحافظه على علائق السلام مع مصر والاردن فأن عليها ان تفحص هل ان " الوقوف بالضد " , اي عدم التدخل في العمليات الاقليميه والامتناع عن العمل ضد بؤر القاعده , يستلزم تغيير من اجل الحيلوله دون ظهور نتائج سلبيه لتوسيع دوائر الفوضى في المنطقه ووصولها الى اسرائيل

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)