TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
"خبز من أجل التعليم": مبادرة لخدمة الطلبة المحتاجين بالمدارس
22/04/2015 - 8:30am

طلبة نيوز-

الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع والرغبة في خدمة الوطن هما ما دفع العشريني عبدالرحمن الزغول للتفكير في إحداث التغيير وخدمة مجتمعه بما يملك من أفكار وإمكانيات، ومساعدة الطلبة المحتاجين لينالوا تعليما جيدا.
البداية كانت في العام 2013 عندما تم تكريم الزغول من قبل وزير التربية والتعليم الإماراتي خالد الفيصل في دبي كسفير لمؤسسة “الفكر العربي” في الأردن، على هامش هذا المؤتمر تلقى تدريبا للقيادات العربية الشابة.
وتناول هذا المشروع، وفق الزغول، الجوانب والتحديات والأفكار التي يواجهها الشباب وطرح قضايا ومشاكل في البلد وتناولها من جميع الجوانب؛ حيث شارك فيها ممثلا لقطاع البيئة والتعليم في الأردن.
البداية كانت حينما عاد الزغول إلى الأردن ليمارس مهنة التعليم؛ حيث لفت العديد من طلبته انتباهه إلى وجود طلبة محتاجين، الأمر الذي دفعه للتفكير في استغلال الموارد الطبيعية الموجودة في المدرسة لخدمة هؤلاء المحتاجين برفقة مجموعة من الطلاب.
دراسة الزغول لعلم البيئة في الجامعة الهاشمية وحبه للعمل التطوعي الذي يمارسه منذ ثمانية أعوام واهتمامه ببرنامج التدوير منذ أن كان طالبا، كلها أمور كانت سببا في تفكيرة مليا في إيجاد مبادرة تخدم البيئة.
“مبادرة جمع فتات الخبز”، وهي حملة كانت الفكرة منها جمع بقايا الخبز الناشف من وراء الطلاب وتجفيفها في غرف صفية في مدارس ذكور وإناث، وكانت في منطقة الرصيفة بمدرسة حي الرشيد ومدرسة شجرة الدر؛ حيث يقوم الطلاب بتجميع الخبز المتبقي في منازلهم ووضعه في أماكن جمع الخبز.
ويلفت الزغول إلى أنه وخلال أربعة أشهر تمكن وفريق المبادرة من جمع 180 شوال خبز؛ حيث كانوا يخرجون بحملة كل يوم سبت يجمعون بقايا الخبز المتبقي من المنازل وتجميعه ومن ثم بيعه لتجار الغنم واستخدام المبلغ الذي تم تجميعه في شراء مستلزمات الطلاب من حقائب مدرسية وأقلام ودفاتر وقرطاسية.
“تفكيري في هذا المشروع سببه حاجة الطلاب إلى مستلزمات التعليم الأساسية للطلاب”، يقول الزغول، الذي يلفت إلى وجود العديد من الطلبة المبدعين والمتفوقين، لكن تنقصهم مستلزمات التعليم الأساسية.
التفكير في تطوير المشروع ودعمه هو ما دفع الزغول إلى تقديمه لبرنامج صندوق الملك عبدالله ضمن برنامج التمكين الديمقراطي، الذي يهدف لتمكين المشاريع الشبابية الريادية في الأردن ضمن نافذة “جرب”؛ حيث يمنح هذا البرنامج الشباب فرصة تجريب مشاريعهم.
ريادة مشروع جمع فتات الخبز، مكنت الزغول من الحصول على منحة من صندوق الملك عبدالله في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي؛ حيث تم تكريمه من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى جانب مجموعة من المشاريع الريادية في الأردن.
يقول الزغول “حصولي على المنحة مكنني من التوسع في مشروعي والترويج عنه فبدأ بالانتشار في منطقة الرصيفة وعوجان ومناطق المخيمات والمناطق الأقل حظا”.
في العام نفسه، تقدم الزغول ومن خلال المشروع ذاته للمدارس الحكومية، حيث تم استدعاؤه للمشاركة في مؤتمر تحقيق الأهداف الألفية للعام 2015 في قضايا التعليم ممثلا الأردن في الولايات المتحدة الأميركية، شارك فيه باسم الشباب بقضايا التعليم في الأردن.
وعلى هامش مشاركة الزغول في هذا المؤتمر، تم تعيينه ممثلا للشبكة العالمية للتعليم في الأردن في المبادرة التي أطلقها بان كي مون لتحقيق الأهداف الألفية المتعلقة بقضايا التعليم، كما تم اختياره كسفير للشباب العالمي للتعليم للعام 2014 على إثر هذه المبادرة.
لاقت حملة فتات الخبز النجاح الكبير والتقدير المميز حولها وبالتعاون مع مؤسسة “الفكر العربي” وتحولت إلى مبادرة وطنية بعنوان “خبز من أجل التعليم”؛ حيث تم التعاون مع جهات ومؤسسات مختلفة، لافتا إلى أنهم بصدد تحويلها من مبادرة وطنية إلى جمعية رسمية في الأردن.
يقول “هذه المبادرة أصبحت تخدم الكثير من الشباب وأصبح الطلاب الذين ساعدناهم يساعدون طلابا آخرين”، لافتا إلى أنه وبالتعاون مع مبادرة ذكرى سيتم العمل على توسيع هذه الفكرة في مناطق أخرى في الأردن.
وفي مرحلة جديدة لتطوير المبادرة وتوسيعها، قدم الزغول إلى نافذة أخرى من نوافذ برنامج تمكين الديمقراطي وهي “كون”، منتظرا رد قرار اللجنة، للانتقال إلى المرحلة الجديدة.
ويعزو الزغول اهتمامه الكبير بهذه المبادرة إلى حق الطلبة أن يمارسوا حياتهم التعليمية بشكلها الطبيعي، لافتا إلى أنه عند رؤيته لطلاب داخل الصف لا يملكون قرطاسية ومستلزمات مدرسية، فإن هذا الأمر يحمله كمعلم مسؤولية تأمين هذه المستلزمات لهؤلاء الطلبة حتى لا يقلوا عن غيرهم.
ويتابع “هؤلاء الطلبة وبمجرد تزويدهم باحتياجاتهم المدرسية أصبحوا أكثر التزاما وإبداعا من غيرهم من الطلبة ويمارسون حياتهم الطبيعية”، لافتا إلى أن تغطية هذه الجوانب تمكن الكثير من الطلبة من الاستمرار في التعليم.
وركز الزغول ومن خلال هذه المبادرة على أهمية العمل التطوعي عند الطلاب داخل المدرسة وخارجها، ساعيا إلى ضخ المجتمع بطلبة قادرين على خدمة مجتمعه داخل المدرسة وفي بيوتهم؛ حيث كانت هذه المبادرة من الشباب وإلى الشباب.
وعندما انطلقت المبادرة للمجتمع المحلي كانت هناك بعض المؤسسات التي قدمت دعمها ولكن ليس ماديا، فجاءت فكرة أن الاستدامة في التمويل وأن يمول المشروع نفسه بنفسه.
ويشير الى حصول المبادرة على دعم من قبل نقيب المخابز في الزرقاء عثمان عبيد، من خلال التزويد بالخبز التالف الذي تخلفه مخابزه الثلاثة، فيقومون بإعادة تدوير الخبز ومن ثم بيعه إلى تاجر الغنم وشراء احتياجات الطلاب.
كما أن دعم بعض مؤسسات المجتمع المحلي، مكن المبادرة من توفير 12 صندوقا في ثلاث مدارس كبيرة لجمع فتات الخبز، لتوعية الطلاب بأهمية إعادة التدوير من جهة ومساعدة الآخرين من جهة أخرى.
كما درب الزغول 350 طالبا وطالبة في أربع مدارس وجمعية حول أهمية العمل التطوعي والبيئي داخل المدارس.
ويركز المشروع على أربعة جوانب رئيسية تتمثل في نشر ثقافة العمل التطوعي والبيئي وتوفير مساحة آمنة للطلبة وإيجاد مساحة أكبر للطلبة للتركيز على الجانب التطوعي، إضافة إلى بناء ثقافة الريادة في العمل البيئي والتطوعي.
التجاوب الكبير بين الأهالي والطلبة حول فكرة الحملة والمشاركة فيها، ساعد كثيرا في تقبل الحملة من قبل المجتمع المحلي، وهو ما حقق تكافؤا في العمل.
“مشروعنا كان يواجه الكثير من التحديات بسبب عدم وجود وسيلة نقل”، وهو الذي قلل نسبة الطلبة المستفيدين، طالبا الدعم والتكاتف من قبل القطاع الخاص لمساعدتهم في تأمين وسيلة نقل وصناديق لخدمة أكبر عدد ممكن.
ويلفت الزغول إلى الأثر الإيجابي الذي حققته هذه الحملة على المجتمع بشكل، مؤكدا أن احتواء الطلبة وتوجيههم بشكل جيد والأخذ بيدهم للاستمرار في التعلم، يخلق جيلا متعلما ولديه الوعي الكافي بأهمية العمل التطوعي والبيئي، الأمر الذي يقلل من فرص وجود العنف داخل المدارس والجامعات.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)