خالد بن سعود البليهد
ثمة أمر إذا ملكته المرأة واستعملته مع زوجها سحرت لبه واستمالت هواه وكسبت قلبه حسن تبعلها لزوجها إذا أمرها أطاعته وإذا نظر إليها أسرته وإذا سخط منها أرضته وإذا علمت رغبته في شيء حققته له وإن لم يطلب منها فهي حريصة على موافقة بعلها في هواه ومحابه ومساخطه ولا تظهر المخالفة له في شيء ليس عليها ضرر أو مشقة على حسب استطاعتها. ومن التبعل إظهار البشر والتودد والحرص على المزاح الحسن وخفض الصوت وخفض الجناح وترك الخصومة والشكاية وحسن الظن والتغافل والرفق وغير ذلك من خصال حسن الخلق. وجماع حسن التبعل في ركنين الاحترام والاهتمام فمتى احترمت المرأة بعلها في حضرته وغيابه واهتمت برغباته كسبت وده وصار لها أسيرا وعاملها بالحسنى وبالغ في إكرامها وإذا ما تركت الاحترام والاهتمام مع زوجها انطفأ نور المحبة بينهما وصار زوجها يعاملها بالمعروف والمروءة والمجاملة مجرد أداء لواجب وصارت الحياة جافة بلا طعم خالية من الأحاسيس والمشاعر. وكثير من النساء في هذا الزمن لا يعملن بهذا الترياق ويزعمن أنه ضعف واستكانة وأن المرأة القوية تعامل الرجل بالند وتأخذ ما تريد بلغة القوة ولا تظهر له التودد والتبعل وما أوتين إلا من سوء التربية وغياب القدوة وقلة البصيرة وضعف التأسي بأخلاق بيت النبوة وتأثير الإعلام الفاسد الدخيل على عادات المسلمين. والتبعل عنوان جمال المرأة وسفير أنوثتها الطاغية وعلامة تختص بها دون الرجل والمرأة الحصيف تسعى لجمال صورتها الباطنة كما تحرص على جمال صورتها الظاهرة وكم من امرأة جميلة في الظاهر عنيفة في التعامل والحديث صلفة في المشاعر ينفر منها الزوج ولا يجد أنسا ومودة في مساكنتها. وحب بلا احترام يذهب المودة والوئام.
اضف تعليقك