TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حوسبة نظام العلامات في جامعة البلقاء 
19/01/2019 - 6:15am

د. مفضي المومني
عطفاً على احتجاجات وملاحظات مجموعة من الطلبة والأهالي على حوسبة نظام العلامات في جامعة البلقاء التطبيقية في الأيام الماضية، سأكتب وبشكل محايد كعضو هيئة تدريس أولاً وكولي أمر ثانياً وكإداري أكاديمي ثالثا، وبحيادية ومن وحي خبرتي التدريسية التي امتدت لعشرات السنين، وأوجه كلامي لطلابنا الأعزاء وأهاليهم:
1- رئيس جامعة البلقاء وأعضاء الهيئة التدريسية يعملون ويبذلون كل جهد ممكن لمصلحة طلبتنا، لأنهم أولا أبنائنا وثانيا لان همنا وفرحنا أن نرى تفوقهم وتميزهم، وليس لأي كان أن يزايد عليهم بذلك.
2- عالميا هنالك نظامين للعلامات هما، العلامات بالأرقام المئوية المطلقة، و بالرموز(الأحرف)، ويتم الحكم على أي من النظامين حال اختيارهما في ضوء معايير منها:
أ- قدرة النظام على التمييز بين مستويات أداء الطلبة.
ب- دقته في تحديد العلامة التي تتفق مع مستوى الأداء الحقيقي للطالب.
ج- قدرته على توفير إطار مرجعي لإعطاء العلامة معنى موحد بالنسبة للمتعاملين بها.
3- نظام العلامات بالأحرف في جامعة البلقاء هو في الأصل منقول عن نظام العلامات في الجامعة الأردنية والنظم العالمية المستخدمة لتقييم أداء الطلبة، وهو نظام له ميزة أن تحويل العلامات المئوية إلى أحرف، من صلاحيات المدرس، الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عناصر كثيرة بعين الاعتبار، منها العدل، وان تكون العلامات مميزة للطلبة، وان تعبر عن المستوى الحقيقي لتحصيل الطالب، وهي عملية ليست سهلة كما يعتقد البعض، فقد كانت تأخذ مني ساعات لإعدادها، مع أن خبرتي طويلة بذلك. 
حسنات نظام الرموز: 
- هذا النظام يعمل على تصنيف الطلبة في فئات عريضة بدلا من تحديدها في حدود ضيقة.
- يعمل هذا النظام على تقليل مستوى أخطاء القياس (حيث يستطيع المدرس أن يقول أن طالبا ما هو فوق المتوسط بدلا من القول أن علامته 81 أو 83 حيث يشير ذلك إلى القياس وأداته بينما يشير الرمز إلى التقييم).
- يجعل مقارنة العلامات بين مادة وأخرى وبين مدرس وأخر أكثر معقولية وعدالة، ما دام التقدير (ب) يعطى للطلبة الذين أداؤهم فوق المتوسط فان أي طالب في أي مادة وعند أي مدرس اذا اخذ نفس التقدير سينظر إليه تقيميا على أن تحصيله فوق المتوسط بغض النظر عن علامته المئوية.
- هذا النظام يحتاج من المعلم محاكمة العلامات بعد استخراجها بالأرقام من جديد للتأكد من أنها فعلا تمثل الوصف الحقيقي للطلبة كما يراها هو.
- تعطي المدرس المرونة الكافية لمعالجة العلامات لجعلها أكثر مصداقية.
- جسر الفرق في التقييم من ناحية طبيعة ومزاجية المدرس (متشدد أو غير متشدد في إعطاء العلامة أو التصحيح أو درجة صعوبة الأسئلة).
هنالك عدة طرق لتحويل العلامة المئوية إلى أحرف، منها ربط العلامات بالحروف بفئات محدده وثابتة من العلامات المئوية ، أو استخدام خبرة المدرس في توزيعها إذا لم تكن موزعة بانتظام على الفئات،وإذا تبين للمدرس انه من الصعب عليه استخلاص أنماط مستقرة لعلاماته المئوية وانه من غير السهل عليه ربط هذه العلامات المئوية بمدلولاتها الأدائية، فانه من المستحسن عدم اللجوء إلى هذه الطريقة، وعليه استخدام طرق أخرى وفق النسب المئوية التقديرية، وإذا كانت العلامات قريبة من التوزيع الطبيعي فيتم التحويل باستخدام النسب المئوية تحت المنحنى الطبيعي، مع الأخذ بعين الاعتبار الإزاحة إلى اليمين أو اليسار تبعا لقيمة المتوسط الحسابي ومقاييس التشتت للعلامات، وإذا تأكد المدرس من أن العلامات موزعة بشكل طبيعي فيمكنه استخدام النسب المئوية تحت المنحنى الطبيعي أو طريقة الانحراف المعياري حول المتوسط الحسابي،وفي كل الطرق السابقة يجب أن يلم المدرس بالأساليب الإحصائية وأسس القياس والتقويم، ومحاكمة العلامات بأسس علمية لتحقق الشروط التي تم ذكرها سابقا.
4- من خلال خبرتي التدريسية والإدارية، واطلاعي على علامات الطلبة المئوية وتحويلها إلى أحرف، وأقولها بتجرد أن غالبية المدرسين لا يطبقون الأسس الصحيحة في تحويل العلامات، وهذا يعمل على إيقاع الظلم على الطلبة، أو إعطاء بعض الطلبة علامات لا يستحقونها، وفي الحالتين هذا إخلال في العملية التعليمية وجودة مخرجاتها.
5- واذكر أنني كنت أوجه الكثير من الزملاء لذلك، وعملت محاضرات ووزعت ملف عرض تقدمي بكيفية تحويل العلامات،وقامت الجامعة بعمل الكثير من المحاضرات بذلك، إلا أن الوضع لم يتغير، ودائما كان هنالك شكاوي من الطلبة لشعورهم بعدم الرضا عن وضع العلامة بالأحرف بشكل يدوي، واختلاف المعايير من مدرس إلى آخر، وطالبت أنا والعديد من المدرسين من إدارة الجامعة وضع حد لذلك، لوقف حالات الظلم التي تقع في تقييم بعض الطلبة.
6- استجابت إدارة الجامعة وتم تشكيل لجنة من قبل مجلس العمداء، عملت على حوسبة عملية التحويل وتم مناقشتها في عدة جلسات للوصول إلى خوارزمية تحقق العدالة في عملية التحويل، وهي عملية معقدة للعلم لكثرة المحددات والمتطلبات التي يجب أن تأخذها البرمجية بعين الاعتبار لتحقق اكبر قدر ممكن من الدقة والعدالة للطلبة، وللأمانة كان هذا هاجسنا جميعا في مجلس العمداء، وتم اعتماد البرمجية ، ومع تحفظي عليها إحصائيا في حينه، لكن من خلال خبرتي نسبة الخطأ فيها قليلة جدا مقارنة بالأخطاء الكارثية التي كانت تحصل أحيانا بالتحويل اليدوي من قبل المدرسين، وكذلك كأي برمجية يتم تقييمها بعد تطبيقها واخذ تغذية راجعة من الطلبة والمدرسين وإدخالها على البرمجية وتحسينها.
7- طبقت البرمجية تجريبيا في الفصل الصيفي الماضي، ومن ثم طبقت في الفصل الأول الحالي، ومن الطبيعي أن ينتج عن ذلك ملاحظات للطلبة، مثل (عدم الحصول على الرمز(أ) لمن علاماته المئوية في التسعين، أو الحصول على الرمز(ج) لعلامات مرتفعة في الثمانين)، أو أي حالات أخرى، وهذا ما نقله المدرسين والطلبة لإدارة الجامعة والتي شرعت بمعالجة الوضع من خلال تعليمات مجلس العمداء.
8- لجأ الطلبة إلى الاحتجاج والاعتصام واللجوء إلى النواب وغير ذلك، وفي المقابل تفهمت إدارة الجامعة ذلك ووعد الأستاذ رئيس الجامعة أبنائنا الطلبة بالعودة إلى مجلس العمداء،لإعادة العلامات للمدرسين ليضعوها حسب الطريقة اليدوية السابقة، ومن ثم اختيار ما هو أفضل لمصلحة الطالب، أي انه لن يتم تنقيص أي علامة موجودة، بل تعديل العلامات التي عليها ملاحظات مقبولة ومفهومة من الجميع وإعطائها الأحرف التي تتناسب معها، وقد تحدثت بذلك مع الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، والذي أكد لي شخصياً اهتمامه المطلق بان تتحقق العدالة لجميع أبنائنا الطلبة، وانه لا يقبل شخصيا وقوع أي ظلم على أي من طلبتنا، وباب الاعتراض مفتوح للجميع ودون رسوم اعتراض.
9- من خلال تواصلي مع العديد من الطلبة نسبة الرضا عن العلامة كبيرة جداً بالمقارنة مع نسبة قليلة من الطلبة نعترف بان الحرف الذي حصلوا عليه اقل من المتوقع أو مما يجب أن يحصلوا عليه وقد اطلعت على بعضها وملاحظات أبنائنا الطلبة صحيحة، واستجابة إدارة الجامعة لها أكيدة.
10- اقتراحي والذي ارجوا أن يأخذ به مجلس العمداء فيما بعد هو، التجويد المستمر لبرمجية حوسبة العلامات والأخذ بملاحظات الطلبة والمدرسين، وإتاحة الفرصة للمدرسين الاطلاع على العلامات قبل اعتمادها، ومعالجة أي خطأ يلاحظونه بطريقة رسمية في أقسامهم الأكاديمية.
11- تخوفات الطلبة من عدم إنصافهم أو أن الأمر هو تخدير غير مبررة، لأن الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة وكما أسلفت، دعا مجلس العمداء للاجتماع يوم الأحد القادم لاتخاذ جميع الإجراءات التي تحقق العدل لجميع أبنائنا الطلبة، من باب الحرص على العملية الأكاديمية، وتحقيق العدالة، ولأنهم طلبتنا وأبناؤنا، وليس هنالك من هو احرص على مصلحتهم منا.
12- دعوتي لأبنائنا الطلبة، الحرص على تطوير أنفسهم، وبذل الجهد للدراسة والتحصيل، فالأهم من العلامة، قدرة الخريج على المنافسة في سوق العمل، ونحن نرى الشركات لا توظف على الشهادة فقط! بل تخضع المتقدمين للتوظيف لامتحانات تنافسية ومقابلات للتأكد من امتلاكهم المهارات اللازمة للوظيفة.
13- مثلما ادعوا أبنائنا الطلبة لسلوك الطرق الحضارية في التعبير، ومراجعة الإدارات الأكاديمية في أي من أمورهم أو ملاحظاتهم بدءً بالمدرسين وانتهاءً برئيس الجامعة والذي اعرف أن تلفونه الشخصي مع الطلبة، وأثناء عملي عميدا كان يزودني بأي ملاحظة تصله من الطلبة، وكان يتابع تنفيذها، بالمقابل اذكر زملائي أعضاء الهيئة التدريسية والعاملين منهم في الإدارات الأكاديمية، رؤساء أقسام أم عمداء، احترام الطلبة واعتبارهم دائماً مثل أبنائهم، وفتح أبواب الحوار معهم، وتلمس مشاكلهم، والابتعاد كليا عن التمييز بينهم أو التعالي والتكبر في التعامل معهم، فهم سبب وجودنا في مؤسساتنا الأكاديمية، وقد عهدهم أهاليهم والمجتمع إلينا لننميهم ونبني شخصياتهم، ونساعدهم ليأخذوا دورهم في بناء بلدنا الذي نحب، حمى الله الأردن. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)