TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حظرٌ عام، متى سينتهي؟
28/05/2020 - 11:30am

!

بقلم المهندس عامر عليوي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
ونحن على وقع احداث ما خلفته الإجراءات المتخذة لمواجهة كورونا من اغلاق شبه تام لكل مظاهر الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والسياسية وطالت الصحية أيضا وتحولت فيه الكثير من المدن في العالم الى مدن اشباح تجوبها الغرابان كما كنا نشاهد في أفلام هوليوود، هنا أتذكر مقولة لنجيب محفوظ في روايته "أولاد حارتنا": لا تخف! الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة. ولستم يا أهل حارتنا أحياء ولن تتاح لكما الحياة ما دمتم تخافون الموت.
وسمعت مؤخراً تصريح لعالم الفيزياء الحيوية مايكل ليفيت، من كلية الطب في جامعة ستانفورد، والحائز على جائز نوبل في الكيمياء، يقول بما معناه؛ إن عدد الضحايا بسبب الحظر العام (الضرر المتأتي من حيث تدمير الحياة) سيكون أكبر من عدد الضحايا المباشرة لفيروس كورونا (الضرر المتأتي من حيث الموت). الكارثة التي تعصف بالإنسانية اليوم باتت بسبب الحظر العام وليس بسبب الفيروس.
أمام الحكومات اليوم تحدي كبير لأتخاد قرارات صعبة: متى ينبغي التحرك؟ أي القيود تُرفع؟ وكيف يمكن احتواء الوباء في غياب الإغلاق؟ وكيف نوازن بين إنقاذ الأرواح اليوم والأضرار بعيدة المدى على المجتمع؟ متى ستعود الحياة من حيث: متى أستطيع رؤية عائلتي؟ أو دعوة أصدقائي لمنزلي؟ أو الخروج في المساء؟ أو حتى العودة إلى مقر العمل؟ متى يستطيع الأطفال العودة إلى مدارسهم؟ متى سنشاهد الطلبة في جامعاتهم؟ متى؟ متى؟ متى؟......الخ.
هذه الرحلة ستكون طويلة، ولا يظننن أحد أنها ستنتهي خلال أسابيع قليلة.
وقبل أن استودعكم الله اود ان اشير بأنني لا اقلل بما نقلته لكم من أثر وخطورة الفيروس ومما لا شك فيه أنه من الضروري الوقاية من هذا الفيروس والوعي بكيفية حماية أنفسنا منه حتى نحمي من حولنا، ولكن الأمر إذا بلغ حد الرهاب حينها نصبح أمواتا فوق الأرض.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)