TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حرب إيران وإسرائيل ومعضلة واشنطن
21/06/2025 - 2:30pm

طلبة نيوز - أ. د. حسن المومني

الولايات المتحدة تواجه معضلة وحيرة وانقسامًا بشأن مسألة التدخل لمساعدة إسرائيل وتدمير البرنامج النووي الإيراني. بالنسبة لإدارة ترامب، فهي لا تحبذ الحرب، وإنما تفضل الدبلوماسية.

وهذا الرئيس، الذي طالما انتقد التدخلات والحروب الأمريكية الخارجية، ويعتبر نفسه محبًا للسلام، بل يطمح إلى أن يحصل على جائزة نوبل للسلام. وفي الوقت نفسه، حسمت واشنطن موقفها وأمرها بأن إيران لا يمكن أن تصبح نووية، وبقدرة على إنتاج أسلحة نووية.

ولكن، سؤال المليون هنا يبرز: كيف يمكن تحقيق ذلك؟ منذ البداية، انتهجت واشنطن منهجية جوهرها الدبلوماسية، مصحوبةً بضغوط قصوى (السلام من خلال القوة)، ودبلوماسية إكراهية يتخللها التهديد والوعيد وتواريخ محددة، وعملت جاهدة على كبح جماح تل أبيب. لكن، بعد خمس جولات، لم يفلح هذا المسار! إسرائيل، التي تبنّت الخيار العسكري منذ البداية، تواجه وضعًا ليس سهلاً، بغض النظر عما تقوم به من عمليات وضربات عسكرية باتجاه إيران.

فالمواجهة الحالية، حتى الآن، أثبتت أن تل أبيب لوحدها لا تستطيع إنهاء البرنامج النووي الإيراني، ولا حسم الحرب لصالحها دون مساعدة وتدخل واشنطن، التي ما زالت حتى الآن مترددة في فعل ذلك. وبغض النظر عن منهجية عدم الوضوح والرسائل المتناقضة جدًا التي تأتي من ترامب، فإن الواضح هو أن واشنطن تواجه خيارات صعبة. هناك معارضة للتدخل من كثيرٍ ممّن هم حول ترامب، وأنّ أغلبية الرأي العام الأمريكي لا تؤيد مثل هذه الخطوة، بعد عدة حروب وتدخلات في الشرق الأوسط منذ الحادي عشر من سبتمبر.

واشنطن والرأي العام الأمريكي حاليًا لا يملكان شهية للتدخلات العسكرية المكلفة. لكن، بالمقابل، لا تستطيع واشنطن أن تدير ظهرها لإسرائيل، ولا أن تترك تل أبيب وحيدة لتُستنزف أمام إصرار واستماتة إيرانية. باعتقادي، إن واشنطن لن تترك إسرائيل في وضع انكشاف استراتيجي، يضع وجودية تل أبيب على المحك، بفقدانها قدرتها على الردع، وإنهاء عقيدة ومبدأ جابوتنسكي (الجدار الحديدي)، الذي تبنّته تل أبيب منذ النشأة. لذلك، وإذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية الحالية، فإن واشنطن لا تملك خيارًا سوى الدخول في هذه الحرب، على اعتبار أن تطورات الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الحرب أصبحت حرب ضرورة، لا حرب اختيار. قطعًا، ستكون لها تكلفة على واشنطن وحلفائها، لكن: "وجع يوم، ولا وجع كل يوم مزمن".

*مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)