طلبة نيوز-أ.د. مصطفى محيلان
بلغة بَيِّنة يفهمها الجميع، وبكلمات تسمع حتى من بهم صمم، تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني مع رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية، قبيل القمة العربية في الكويت، حلل جلالته من خلال حديثه ما يحصل على الساحات المحلية والعربية، وتطرق للإجراءات المزمع اتخاذها حيال كل منها من وجهة نظر ملك متابع لهموم الأردن والعرب على حد سواء، وما يجب مناقشته في القمة القادمة، التي يتزامن إنعقادها وحاجة الدول العربية الماسة لاستعادة زخم العمل العربي المشترك كإطار لمواجهة التحديات.
وقد تناول الحوار عدة نقاط، كان منها ما يتعلق بالشأن المحلي وبخاصة:
الاستقرار: فقد نجح الأردن تحديداً في التعامل مع «الربيع العربي»، بإرساء منظومة ديمقراطية متكاملة بقوانين ومؤسسات وممارسات، قائمة على التدرج، وبناء الإجماع، وإعمال المواطنة الفاعلة.
تعديل الدستور: فمن تطوير للقوانين السياسية الأساسية كقوانين الانتخاب والأحزاب والاجتماعات العامة، واستحداث مؤسسات ديمقراطية مُعزِّزة مثل الهيئة المستقلة للانتخاب والمحكمة الدستورية، وإطلاق برنامج للتمكين الديمقراطي لتنفيذ مشاريع شبابية تهدف إلى تطوير الممارسات الديمقراطية.
تعديل قوانين سياسية مهمة: بحيث تعمق النهج الديمقراطي وتواكب التعديلات الدستورية، ومنها قانون استقلال القضاء، وقانون محكمة أمن الدولة.
الإخوان: هُم جزء من الطيف السياسي كباقي القوى السياسية العديدة الموجودة في الأردن، فمشاركتهم أو مقاطعتهم هو شأنهم في نهاية المطاف، ومسيرتنا الإصلاحية متواصلة وسيبقى الأردن دائماً فاتحاً ذراعيه لمن يريد أن يكون عنصراً فاعلاً في مسيرة البناء.
مؤسسة العرش: «كقائد لهذا الوطن أتعامل مع المتغيرات والتطور بمستوى الاستجابة والديناميكية والمرونة الضرورية، والشيء الثابت الذي لن يتغير هو علاقة الملكية بالشعب، فمسؤوليتنا أن نكرس أنفسنا لخدمة الشعب ورعاية مصالحه».
الفساد: «يقع غالبا في دائرة المبالغة والتهويل، ولقد آن الأوان لاستعادة الثقة عبر تجذير ثقافة النزاهة، إذ أن موقع الأردن على مقياس منظمة الشفافية الدولية للعام 2012، جاء الأردن ضمن أفضل 30 بالمئة من دول العالم».
ارتفاع المديونية: يعود إلى أسباب وأحداث خارجة عن إرادتنا مثل الأزمة المالية العالمية، والارتفاع الهائل في أسعار السلع الأساسية والطاقة والأزمة في سورية التي تسببت بموجات لجوء نتحمل النسبة الأكبر من تكلفتها.
الأردن نموذج إيجابي في التعامل مع التطرف ومعالجته وإعادة تأهيل ضحاياه: فمن ضمن جهوده في ذلك هو «رسالة عمّان» وسلسلة مستمرة من اللقاءات الدينية التوفيقية.
مسؤولية حماية الأردنيين: تقتضي «أن يكون شعبنا متأكدا بأننا نبذل قصارى جهدنا لحمايته، فكيف يمكن أن نطمئن والإقليم من حولنا ملتهب!
أما فيما يتعلق بالعلاقات الأردنية العربية البينية فقد أشار جلالته إلى أن:
القضية الفلسطينية: مركزية، وأمن واستقرار المنطقة مرتبط بحل هذه القضية بشكل عادل وشامل، وأنه لا يوجد بديل منطقي وعملي لحل الدولتين، مع ضرورة ضمان المصالح الأردنية في قضايا الحل النهائي، التي تكفل المصالح الأردنية العليا والمرتبطة بالقدس، واللاجئين، والحدود، والأمن، والمياه، وقد اكد جلالته ثانية على أن « السلام المستدام يتطلب انخراط الأردن وضمان مصالحه العليا، ولن نقبل بأي شكل من الأشكال بحل على حساب الأردن وشعبه»، وأما فيما يتعلق بأوهام الوطن البديل، « فإذا كان المقصود بالوطن البديل الأوهام التي يروج لها متشددون إسرائيليون يتوهمون بإمكانية إفراغ الأراضي الفلسطينية من أهلها وإقصائهم إلى الأردن، فهذه فعلا أوهام».
سورية: التحذير من خطورة استمرار الأزمة فيها، خاصة فيما يتصل بتصاعد التطرف والإرهاب، وتزايد تدفق اللاجئين، والضغط الهائل على الأردن ودول الجوار السوري، وعلى الدول العربية جميعاً ودول الجوار المعنية والمجتمع الدولي العمل بشكل جدي من أجل إنهاء كافة جوانب الصراع، «فتكلفة الاستضافة على الاقتصاد الوطني تقارب 3 مليار دولار لهذا العام».
العراق: «الأردن حريص جداً على استقرار العراق ووحدته وانسجام مكوناته، ونحن نقف على مسافة واحدة من جميع أطراف الطيف والمشهد السياسي».
لبنان: «من باب الحرص على أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته، نؤكد على ضرورة عدم التدخل غير البناء من أي من الأطراف اللبنانية في النزاع السوري».
مصر: «الأهم هو عودة الأمن والاستقرار، فلا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون مصر، فهي في قلب العالم العربي والإسلامي ودورها محوري في نشر الأمن والاستقرار والاعتدال».
أما فيما يتعلق بالعلاقات «الأردنية» العالمية البينية فقد أشار جلالته إلى أن:
الملف النووي الإيراني: الوصول إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، مع احترام حق الدول في برامج الطاقة السلمية، أما الملفات المرتبطة بعلاقات إيران مع الدول العربية، فتستوجب معالجتها بالطرق الدبلوماسية.
التوتر الحالي بين أمريكا وروسيا إثر الأزمة في أوكرانيا: «لم يغير من المواقف الأردنية الثابتة الداعية لاحترام سيادة أوكرانيا، وضرورة عدم تأثيرها على استمرارهم بالعمل معاً لأجل حل الأزمة السورية».
أولويات الأجندة الأردنية إلى القمّة:
أعطاء أولوية إضافية للضغط الهائل الذي يسببه تدفق اللاجئين على مواردنا.
ضرورة توظيف منبر القمة العربية لتقريب المواقف العربية والعمل على تعميق أمن الشرق الأوسط واستقراره، والالتفات إلى الداخل مثل التحديات الإقتصادية للعديد من الدول العربية.
العمل العربي المشترك «لتبديد أوهام الوطن البديل، والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية».
ابعاد خطر انفلات السلاح الكيماوي وغيره من أسلحة الدمار الشامل، ووضع آلية لضبطها عربياً.
اضف تعليقك